قضايا وآراء

مآلات معركة الأسرى ومستقبل السلطة في رام الله

حازم عيّاد
1300x600
1300x600

من السهل تخيل اندلاع مواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي تمتد لأيام وأسابيع بوحي من ملحمة الهروب الجماعي المخطط والناجح لستة من الأسرى من سجن جلبوع.

في الآن ذاته لم يعد مستغربا أن تمتد المواجهات إلى الأراضي المحتلة عام 48؛ فمعركة (سيف القدس) رمضان الفائت قدمت سابقة في هذا المجال وأكدت عليها حادثة الأسرى بمحاصرة قوات الاحتلال القرى والبلدات الفلسطينية في مرج بني عامر والمثلث ضمن أراضي الـ 48 بحثا عن الأسرى ومساعديهم.

من السهل رصد حالة الهلع والقلق لدى قادة الكيان سواء العسكريين والسياسيين بإمكانية انفجار مواجهة تسرع انهيار السلطة في رام الله وتقوض نظرية الأمن الإسرائيلي؛ فالحادثة ملهمة ببعثها الروح المقاومة لدى الحاضنة الاجتماعية التي باتت متحفزة للقيام بدورها في حماية الأسرى الستة الذين لم يجد الاحتلال حتى اللحظة سبيلا إليهم.

إمكانية الاشتباك مع هذه الحاضنة وتوسع المواجهة تعقد حسابات قادة الكيان الإسرائيلي سواء فيما يتعلق بتماسك الائتلاف الحاكم المشكل حديثا؛ أو فيما يتعلق بإنعاش السلطة في رام الله وجهود خفض التصعيد في المنطقة التي تعد مطلبا وحاجة أساسية للإدارة الأمريكية بقيادة بايدن لإعادة تموضعها وترتيب أرواقها في الساحة الدولية والداخلية. 

 

في الآن ذاته لم يعد مستغربا أن تمتد المواجهات إلى الأراضي المحتلة عام 48؛ فمعركة (سيف القدس) رمضان الفائت قدمت سابقة في هذا المجال وأكدت عليها حادثة الأسرى بمحاصرة قوات الاحتلال القرى والبلدات الفلسطينية في مرج بني عامر والمثلث ضمن أراضي الـ 48 بحثا عن الأسرى ومساعديهم.

 



المخاوف والهواجس داخل الكيان الإسرائيلي من مآلات حادثة الأسرى في سجن جلبوع تفتح الباب لمتخيل جديد يسارع فيه الاحتلال لعقد صفقة الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ مدخلا الأسرى المحررين من سجن جلبوع ضمن نطاقها بضمان التوقف عن ملاحقتهم؛ صفقة تجنب الكيان السيناريو الأسوء المتمثل في اندلاع مواجهة واسعة تقود لانتفاضة محتملة.

سيناريو لن يمنع من تعميق الخلاف والانقسام داخل الائتلاف الحاكم في الكيان الإسرائيلي على وقع النصر المدو الذي ستحققه المقاومة؛ إلا أنه سيحول دون انهيار السلطة الشريك السياسي المحتمل في عملية السلام الأمريكية أو في عملية التنسيق الأمني المتآكلة على وقع تراجع النفوذ الاجتماعي والسياسي والامني للسلطة في الضفة الغربية.

سيناريو لن يوقف الصيرورة الآخذة في التخلق على وقع المشهد الفلسطيني المتطور الذي لم يعد يعرف السكون أو الهدوء بدءا بقطاع غزة وليس انتهاءا بالضفة وأراضي الـ 48؛ صيرورة تتعدد النظريات والفرضيات حول شكلها ومضمونها السياسي والأمني والاجتماعي؛ إلا أنها باتت قريبة تنبئ بتغيرات جوهرية في آليات الصراع وتوازناته المحلية والإقليمية.

ختاما.. السيناريوهات المتخيلة ومن ضمنها التي تتوقع احتواء المشهد الأمني والسياسي خلال أسابيع أو تلك المتعلقة باندلاع انتفاضة ومواجهة واسعة وممتدة؛ لن تجيب عن سؤال الصيرورة المتمثل في شيخوخة السلطة في رام الله وانهيارها على وقع تآكل سلطتها وشرعيتها ونفوذها في الآن ذاته؛ صيرورة تدفع الكيان الإسرائيلي للبحث في البدائل الممكنة لما بعد السلطة؛ والأهم أن تدفع القوى الفلسطينية كافة للبحث بما بعد السلطة ولحظة انهيارها المتوقعة.
 
hazem ayyad
@hma36


التعليقات (0)