هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توالت ردود الأفعال الدولية المنتقدة لتشكيلة حكومة تصريف الأعمال في العاصمة الأفغانية كابول، والتي وضعتها حركة طالبان التي عادت إلى السلطة مع مغادرة القوات الأمريكية البلاد.
واستقبلت ألمانيا والصين واليابان
إعلان تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان بفتور وحذر الأربعاء.
وعُين الملا حسن أخوند، أحد مساعدي
مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، رئيسا للحكومة الجديدة وسراج الدين حقاني، نجل مؤسس
شبكة حقاني التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وزيرا للداخلية.
ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة مخالفا
تماما لنصائح القوى العالمية لطالبان بأن تكون الحكومة ممثلة لجميع الأطياف في
البلاد.
أبدى هايكو ماس وزير الخارجية الألماني
قلقه الأربعاء إزاء الحكومة قائلا إنه ليس هناك ما يبعث على التفاؤل حيال الأوضاع
في أفغانستان.
وقال: "إعلان حكومة مؤقتة لا تشارك
فيها جماعات أخرى، والعنف الذي وقع أمس ضد المتظاهرين والصحفيين في كابول ليست إشارات تبعث على التفاؤل".
وفي طوكيو قال مسؤول بارز إن اليابان
ترقب أفعال طالبان وستبقى على التعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى في حين تبدي
قلقها على سلامة مواطنيها في أفغانستان.
وقال كاتسونوبو كاتو كبير أمناء مجلس
الوزراء الياباني: "نفعل ما في وسعنا، عبر جهود مختلفة منها الحوار العملي مع
طالبان، على ضمان سلامة المواطنين اليابانيين وأفراد الطاقم المحلي هناك".
ووعد كذلك بدعم اليابانيين الراغبين في
مغادرة أفغانستان.
وقالت الأمم المتحدة إن الخدمات
الأساسية تنهار في أفغانستان إذ توشك المواد الغذائية وغيرها من المساعدات على
النفاد. وأضافت أن أكثر من نصف مليون أفغاني نزحوا داخل البلاد هذا العام.
وجددت إيران، الأربعاء، انتقادها لتشكيلة
الحكومة، قائلة إنها "تتجاهل الحاجة إلى تشكيل حكومة شاملة في البلاد".
وبعد ساعات على انتقادات من وزارة
الخارجية، قال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في تغريدة
عبر تويتر، إن "طالبان تجاهلت الحاجة إلى تشكيل حكومة شاملة في البلد"،
وأضاف أن "الأولوية الأولى لأفغانستان هي الاستقرار والسلام".
وأعرب شمخاني عن قلقه إزاء
"التدخل الأجنبي، واستخدام الوسائل العسكرية بدلاً من الحوار في تلبية مطالب
الجماعات العرقية المختلفة في أفغانستان".
وتابع المسؤول الإيراني: "إن
القلق الحقيقي لأصدقاء الشعب الأفغاني، نابع من عدم الاهتمام بضرورة تشكيل حكومة
شاملة، إضافة إلى التدخل الأجنبي".
واختتم شمخاني تغريدته قائلاً:
"إن استخدام السلاح بدل الحوار في التعاطي مع مطالب الأطراف الأفغانية
المختلفة أمر يبعث على القلق".
في وقت سابق، بعثت طهران بتحذير غير
مباشر، مع استياء إزاء تشكيلة حكومة تصريف الأعمال في كابول.
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين
أمير عبد اللهيان، للرئيس الأفغاني الأسبق، حامد كرزاي، في اتصال هاتفي، إن البلد
الجار لن يصل إلى بر تحقيق السلام ما لم تتشكل حكومة "تقوم على الحوار بين
جميع الفئات"، وصولا إلى تشكيل حكومة شاملة "تعكس التركيبة العرقية
والديموغرافية".
على جانب آخر، أبدت الصين الأربعاء
استعدادها لمواصلة الاتصالات مع قادة حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان، ووصفت
تشكيلها بأنه "خطوة ضرورية" في إعادة الإعمار.
وأدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية
الصينية وانغ ون بين بهذا التعليق في مؤتمر صحفي يومي في بكين عندما سُئل عما إذا
كانت بكين ستعترف بالحكومة الأفغانية الجديدة.
وقال وانغ إن الصين تحترم سيادة
أفغانستان واستقلالها ووحدة أراضيها.
وبعد سيطرة طالبان على السلطة في آب/ أغسطس،
دعت الصين إلى تشكيل حكومة منفتحة وممثلة للجميع.
وقال وانغ: "نأمل أن تستمع السلطات
الأفغانية الجديدة للناس من جميع الأعراق والفئات، من أجل تلبية تطلعات شعبها
وتطلعات المجتمع الدولي".
احتجاجات على الأرض
ويفترض أن تسعى طالبان الأربعاء إلى
إقناع الأفغان الذين يتظاهرون في المدن الكبرى بنواياها الحسنة، بعد إعلان الحكومة
المؤقتة.
وعلى غرار ما حدث في الأيام الماضية، خرجت تظاهرات جديدة مناهضة للحركة
الأربعاء، غداة مقتل شخصين في هرات.
وقامت حركة طالبان بتفريق مسيرة صغيرة خاطفة في كابول، وفق ما أشار
مراسل وكالة فرانس برس. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الأمر نفسه حدث في فايز آباد.
وللمرة الأولى الثلاثاء، اتخذت
الاحتجاجات منعطفا داميا في هرات حيث قتل شخصان وأصيب ثمانية بأعيرة نارية خلال
مسيرة مناهضة لطالبان بحسب طبيب محلي.
وقال ذبيح الله مجاهد إن "هذه
التظاهرات غير شرعية ما دامت المكاتب الحكومية لم تفتح ولم تعلن القوانين
بعد" مطالبا وسائل الإعلام "بعدم تغطيتها".
كذلك، أطلقت عيارات نارية في الهواء
الثلاثاء في كابول لتفريق تظاهرات تحتج على القتال في بنجشير.
وذكرت جمعية الصحافيين الأفغان
المستقلين التي تتخذ في كابول مقرا أن 14 صحافيا، من أفغان وأجانب، أوقفوا لفترة
وجيزة خلال الاحتجاجات قبل إطلاق سراحهم.