ملفات وتقارير

عين الأردن على القتال في درعا.. مخاوف من موجة لجوء جديدة

 الحكومة الأردنية التزمت الصمت ولم تعلق على ما يجري في درعا- الأناضول
الحكومة الأردنية التزمت الصمت ولم تعلق على ما يجري في درعا- الأناضول

ناشد أهالي مدينة درعا السورية في مقاطع فيديو، الملك الأردني عبد الله الثاني، فتح الحدود واستقبال الهاربين من المعارك الدائرة مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها.

تأتي المناشدات بعد هجوم عنيف شنته قوات النظام عقب انهيار الاتفاق الذي أبرم مع الروس والنظام السوري، والذي أعلن عنه قبل يومين، وطالبت بالخروج الآمن للأهالي خارج البلاد.

وتغلق الحكومة الأردنية حدودها مع سوريا بشكل رسمي عام 2017 بسبب تدهور الوضع الأمني وتنفيذ مسلحين من تنظيم "داعش" عملية انتحارية استهدفت جنودا أردنيين، لتقود المملكة في 2018 توقيع اتفاق تسوية بين الفصائل المعارضة والنظام، برعاية أمريكية و روسية.

 



ما سر تحول الموقف الأردني من نظام الأسد؟

وتخشى المملكة التي تعاني من أوضاع اقتصادية سيئة من موجة لجوء جديدة، وبحسب الأرقام الحكومية فإن الأردن يستضيف ما يقرب من 1.3 مليون لاجئ سوري.

الخبير العسكري الأردني اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار، دعا إلى "تدخل دولي إنساني لمواجهة العنف غير المبرر في درعا"، وقال: "مخاطر كبيرة تواجه الأردن مثل المليشيات الإيرانية التي تتواجد على معبر نصيب، إلى جانب التخوف من هجرة 50 ألف شخص في درعا وعبور الحدود".

يضيف لـ"عربي21": "أعتقد أن الأردن لن يسمح بدخول اللاجئين، كونها مسؤولية على سوريا وأيضا هي مسؤولية دولية وأخلاقية وإنسانية، والأردن لن يسمح بانتقال الفوضى للداخل الأردني، ولا يستطيع الأردن فرض منطقة آمنة كما فعلت تركيا لوجود العديد من المليشيات والقوات الأجنبية، ولا أحد يعرف ما هي الخطط الأمريكية بخصوص هذا الموضوع".

وسبق للملك عبد الله الثاني أن بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة موسكو الشهر الماضي ملف درعا والتصعيد العسكري، واعتبر الملك عبدالله أن روسيا "تقوم بالدور الأكثر دعمًا للاستقرار في ما يتعلق بالتحديات بسوريا"، بحسب بيان الديوان الملكي الأردني.

وتعتقد المحللة عطاف الروضان أن "الأردن معني بشكل كبير بالوصول إلى تسوية سلمية في درعا تجنبا لتأجيج الصراع من جديد على الجانب الآخر من حدوده الشمالية والتي انعكست سلبا على المملكة التي أغلقت جميع معابرها الحدودية وتضررت تجارتها مع دمشق".

تقول لـ"عربي21": "من الواضح أن خطوط الأردن مفتوحة مع الجانب الروسي وهناك تنسيق أمني مستمر خصوصا بعد زيارة الملك عبدالله لموسكو، وعمليا روسيا هي التي تدير المشهد في درعا وتستطيع لجم خطر المليشيات المسلحة".

 


بدوره حذر المتحدث باسم اللجنة المركزية في درعا المحامي عدنان المسالمة الأردن من خطر المليشيات في درعا قائلا: "نحن والأردن شركاء في محاربة المليشيات الإيرانية التي تحاصر مدينة درعا وتنتشر على طول الحدود الأردنية السورية وهذا يشكل خطرا علينا وعلى الأردن".

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "منذ 75 يوما يعيش أبناء درعا البلد في ظل حصار مطبق دون ماء وكهرباء وطحين وندرة في المواد الاستهلاكية وبدون أي نقطة طبية بعد تعرض النقطة الطبية الوحيدة فيها للقصف، ويقدر عدد القاطنين في درعا البلد حوالي خمسين ألف نسمة يتعرضون لأقسى أنواع القصف من الدبابات والمدافع الرشاشة والراجمات وصواريخ الفيل".

أما بخصوص المفاوضات مع الجانب الروسي فيقول: "وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت النظام وفرضه شروطا تعجيزية لا يمكن تحقيقها وأهمها وضع نقاط أمنية وعسكرية داخل أحياء درعا البلد تقدر بتسعة نقاط مما يحوّل البلد إلى ثكنة عسكرية لا يمكن العيش فيها، سيما أن مساحة البلد لا تتجاوز الثلاثة كيلومترات مربعة".

وتشاطر المملكة أهالي درعا مخاوفها من زحف المليشيات الشيعية التابعة لحزب الله وإيران، وسبق للملك عبد الله الثاني أن حذر من "الهلال الشيعي"، كاشفا أيضا عن استهداف إيران للمملكة بطائرات مسيرة انطلاقا من الأراضي السورية.

إلا أن الحكومة الأردنية التزمت الصمت ولم تعلق على ما يجري في درعا، وحاولت "عربي21" الحصول على رد من السلطات الأردنية حول مناشدات أهالي درعا لهم بتوفير دخول آمن، لكن لم تستجب الحكومة لاستفساراتنا.

ميدانيا، قالت فيه مصادر إعلامية في درعا لـ"عربي21" إن الجانب الروسي طرح مقترح العودة لتطبيق اتفاق درعا البلد، القاضي بتثبيت حواجز عسكرية داخل أحياء درعا البلد وتسليم الأسلحة، وإجراء تسوية لأوضاع مقاتلين محليين، وتهجير الرافضين للاتفاق خارج المدينة في خطوة للبحث عن حل سلمي.

 

اقرأ أيضا: النظام السوري يشن قصفا مكثفا على أحياء درعا المحاصرة

التعليقات (0)