ملفات وتقارير

انسحاب سعودي من معسكرات بالمهرة.. وهجوم دموي بـ"العند"

قاعدة "العند" هي من أكبر القواعد العسكرية في اليمن، وسبق لجماعة الحوثي استهدافها أكثر من مرة- نشطاء تويتر
قاعدة "العند" هي من أكبر القواعد العسكرية في اليمن، وسبق لجماعة الحوثي استهدافها أكثر من مرة- نشطاء تويتر

كشف مصدر يمني مطلع، الأحد، أن السعودية بدأت في سحب قواتها من معسكرات كانت تتمركز فيها في محافظة المهرة، شرق البلاد، بالتزامن مع سقوط أكثر من 30 قتيلا وجرح العشرات، في هجوم مساء الأحد على قاعدة "العند" في محافظة لحج، وجهت فيه رسميا أصابع الاتهام إلى الحوثيين.

 

وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21" شريطة عدم ذكر اسمه، إن الرياض شرعت في سحب قوات تابعة لها من معسكر "درفات" الواقع في مديرية سيحوت، جنوب غربي مدينة الغيظة، المركز الإداري لمحافظة المهرة.

ومعسكر "درفات" يعد واحدا من ثلاثة معسكرات كبيرة، أنشاتها القوات السعودية في المهرة، وتحديدا في مديرية سيحوت، بالإضافة إلى خمس ثكنات عسكرية أخرى في هذه المديرية الساحلية على بحر العرب.

وأضاف المصدر أنه قوات سعودية غادرت أيضا، معسكر جدوه في مديرية حصوين المتاخمة لمدينة الغيظة، من الجهة الجنوبية الغربية.

ويبرز معسكر "جدوه" الذي يقع في قرية تحمل الاسم ذاته، في مديرية حصوين، كواحد من أكبر المعسكرات التي أقامتها القوات السعودية في العامين 2018 و2019، حسبما ذكر مصدر لـ"عربي21" في شباط/ فبراير 2019.  


أقرأ أيضا: مصدر يكشف لـ"عربي21"خريطة تواجد قوات السعودية شرق اليمن

وأشار المصدر اليمني المطلع إلى أن القوات السعودية غادرت المعسكرين، نحو مطار الغيظة، الذي تتخذه تلك القوات مقرا رئيسيا لها.

ولا يعرف حتى الآن، ما إذا كان قرار مغادرة القوات السعودية معسكراتها في مديريتي حصوين وسيحوت بالمهرة، أم إن الأمر، لايعدو كونه مغادرة قوة واستبدال قوة أخرى بها.

يأتي ذلك، بعد أيام، من هجوم زعيم حركة الاحتجاج السلمي في المهرة، علي بن سالم الحريزي، على السعودية، حيث اتهمها بتشكيل مليشيات قبلية في المهرة، قامت بتدربيها لمواجهة أحرار المهرة، مستدركا بالقول: "لكنهم رفضوا ذلك".

وخلال السنوات الثلاث الماضية، نشرت الرياض قواتها في معسكرات وثكنات عسكرية في عدد من مديريات محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، رغم حالة الرفض الشعبي لهذا الوجود في أراضيها.

وفي شباط/ فبراير 2019، نشرت صحيفة "عربي21" خريطة المعسكرات والثكنات العسكرية للقوات السعودية في محافظة المهرة، التي تشهد رفضا مستمرا لذلك، وصل حد التلويح بالكفاح المسلح ضدها.

ففي مديرية المسيلة الواقعة غرب محافظة المهرة، التي تحظى بأهمية استراتيجية في المحافظة، تقيم القوات السعودية في خمسة مواقع وثكنة عسكرية منذ أربع سنوات.  

وتكمن أهمية "المسيلة"، في كونها منطقة ساحلية وغنية بالنفط، وتقع على مقربة من حقول النفط والغاز في وادي محافظة حضرموت المجاورة لها، بالإضافة إلى خصوبة تربتها، ووفرة المياه فيها، ويقع فيها أكبر الأودية في المحافظة.

أما في مدينة الغيضة، عاصمة المهرة، فتنتشر القوات السعودية في خمسة مواقع عسكرية، إلى جانب انتشارها في معسكر كبير يقع في منطقة "لوسيك"، إضافة إلى مطار المدينة الذي بات قاعدة عسكرية، وتتم من خلالها إدارة كل الثكنات الأخرى في المهرة، ويتواجد الجنود السعوديون في ميناء نشطون الواقع على بعد 35 كلم من الغيضة.

وإلى الحدود مع سلطنة عمان، شرقا، أنشأت القوات السعودية معسكرين، الأول في مديرية حات التي تعد أكبر المديريات في المهرة، وبالقرب من الحدود العمانية، وعلى مقربة من اللواء 123 مشاة التابع للجيش اليمني.

أما المعسكر الآخر، فيقع في مديرية شحن التي ترتبط بمنفذ بري مع عمان، قرب الحدود مع السلطنة.


وكان الحريزي، الذي يتزعم حركة الاعتصام السلمي ضد القوات السعودية، قد كشف الأسبوع الماضي، عن تشكيل بريطانيا خلايا استخباراتية تعمل لصالحها في محافظة المهرة.

وقال : "إن وصول قوات بريطانية إلى المحافظة -الحدودية مع سلطنة عمان- يمهد لوصول قوات إضافية في المستقبل"، محذرا في الوقت نفسه، الحكومة البريطانية من تبعات ذلك.

وتابع مخاطبا لندن: "إن عليها الاستفادة من تجاربها السابقة، إثر احتلالها الفاشل لليمن، والذي استمر 129 سنة، قبل أن تطرد قواتها ذليلة".

وكانت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية نشرت، منتصف آب/ أغسطس الجاري، تقريرا يكشف عن وصول فريق خاص من الجيش البريطاني إلى محافظة المهرة اليمنية، لتعقب من أسمتهم إرهابيين مدعومين من إيران، نفذوا هجوما على الناقلة "ميرسر ستريت" في خليج عمان، أواخر تموز/ يوليو الماضي.

وقالت الصحيفة إن فريقا من 40 جنديا من القوات الخاصة SAS وصل إلى مطار الغيضة، عاصمة محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، لتعقب الإرهابيين الذين يعتقد أنهم حوثيون، نفذوا الهجوم عبر طائرة من دون طيار، بأمر من طهران، على ناقلة بريطانية في الخليج، أسفرت عن مقتل حارس أمن بريطاني وقبطان السفينة روماني الجنسية.

وتمتلك المهرة أطول شريط ساحلي في اليمن بـ560 كم مطل على بحر العرب، ومنفذين بريين مع سلطنة عُمان، هما "صرفيت" و"شحن"، إضافة إلى ميناء نشطون البحري.

 

قتلى بالعشرات في هجوم على قاعد العند 

 

إلى ذلك كشف وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح عن وقوع 30 قتيلا و106 مصابين في هجوم على قاعدة "العند" بمحافظة لحج.

 

واتهم بحيبح في تغريدة، جماعة الحوثي بتنفيذ الهجوم فيما لم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الحوثيين..


وكتب "بحيبح"، عبر حسابه على "تويتر": 30 شهيدا و106 مصابين، منهم إصابات خطيرة، هم ضحايا هجوم الحوثي الإرهابي على قاعدة العند"، من دون تفاصيل أخرى.


 


وفي وقت سابق الأحد، قال المتحدث باسم القوات الجنوبية، محمد النقيب، إن عدد ضحايا القصف الصاروخي على القاعدة (50 كم شمالي عدن) بلغ 40 قتيلا.

وأضاف، في تسجيل مصور بثته قناة "عدن" (خاصة تابعة للمجلس الانتقالي): "وفقا لمصادر طبية عاملة، فإن عدد الجرحى يفوق الـ60 جريحا، حالة بعضهم حرجة".

وتابع النقيب: "مليشيا الحوثي استهدفت القاعدة بـثلاثة صواريخ باليستية، بينما كان جنود اللواء الثالث صاعقة (تابع للمجلس الانتقالي)، يخضعون لدورة تدريبية في الفنون القتالية داخل القاعدة".

فيما قال المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، في تصريح نشره موقع "سبتمبر نت" (تابع للجيش)، إن الهجوم تم بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة.

وشددت وزارة الخارجية، في بيان، على أن هذا الهجوم هو "استمرار للجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي"، و"نطالب المجتمع الدولي بإدانته واستنكاره".

 

 

 


وقاعدة "العند" هي من أكبر القواعد العسكرية في اليمن، وسبق لجماعة الحوثي استهدافها أكثر من مرة، آخرها استهداف عرض عسكري حضره كبار قادة الجيش، مطلع كانون الثاني/ يناير 2019، ما خلف عشرات القتلى والجرحى.

 

 

 


ومنذ آذار/ مارس 2015، ينفذ تحالف عربي، بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران.

 

التحالف وإحباط هجوم للحوثيين 

 

في الأثناء أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، الأحد، عن اعتراض وتدمير طائرتين مسيرتين أطلقهما الحوثيون باتجاه خميس مشيط، جنوب غرب المملكة، في ثامن هجوم خلال أسبوع.


ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، عبر حسابها على موقع "تويتر"، مساء اليوم، عن التحالف أن الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت طائرتين مسيّرتين مفخختين أطلقتهما المليشيا الحوثية باتجاه خميس مشيط، المدينة الواقعة في جنوب غرب المملكة.

وأكد التحالف بحسب الوكالة الرسمية، "إحباط كافة محاولات المليشيا الحوثية العدائية تجاه المدنيين والأعيان المدنية"، ولم يصدر أي تعليق من جماعة الحوثي على بيان التحالف حول الهجمات تجاه خميس مشيط.

فيما تعد هذه العملية الهجومية الحوثية الثامنة من نوعها، في وقت بلغ فيه عدد الطائرات المسيرة التي نفذت الهجوم منذ أسبوع، تسع طائرات، وفق ما رصدته "عربي21" من بيانات التحالف المتكررة عبر وكالة الأنباء السعودية.

ومنتصف ليل السبت-الأحد، قال التحالف بقيادة الرياض، إن دفاعاته الجوية اعترضت ودمرت طائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه خميس مشيط، وهي المنطقة التي ظلت عرضة للهجمات الحوثية على مدى السنوات الماضية. 


التعليقات (0)