قضايا وآراء

عودة العراق للعرب وللعالم في كنف السلام

أحمد القديدي
1300x600
1300x600

كان لقاء قمة في موعد مع تاريخ العراق والعرب ومنطقة الشرق الأوسط تداعت إليه الأمم في بغداد، وهي عاصمة الدولة ذات الأمجاد التي كانت مغيبة على مدى عقود عن المجتمع الدولي، وتحولت يوم أمس السبت 28 آب (أغسطس) الحالي إلى عاصمة اللقاءات المنتظرة بين قادة الدول الجارة والشقيقة والمسلمة إلى جانب فرنسا التي يؤهلها الاتحاد الأوروبي عادة لرعاية العلاقات الأوروبية ـ العربية نظرا إلى تاريخ فرنسا مع العالم العربي، حيث حضر رئيس جمهوريتها إيمانويل ماكرون. 

وحضر قمة التعاون والأمن قادة قي حجم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والعاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وطبعا مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة العراقية مع جمع من رؤساء الحكومات ووزراء الشؤون الخارجية والداخلية (الكويت تركيا إيران).. 

كان الموضوع الساخن الذي تداول التشاور فيه هو كيف تتكاتف جهود الجميع من أجل إعادة العراق إلى فلك الإقليم كدولة محورية في الحفاظ على أمنها أولا وصيانة أمن المنطقة. 

وصدع أمير قطر الشيخ تميم في كلمة افتتاحية بجملة من الحقائق منها أن دولة العراق حين غيبتها سنوات التطاحن الإقليمي والدولي منذ 1990 ثم منذ 2003 عن المجهودات المشتركة للسلام والأمن فقد العالم بغيابها دولة ذات تاريخ وذات أمجاد، ولديها مقدرات كبرى لخدمة غايات السلام المشترك، وقد آن الأوان لعودة العراق سليما معافى للتعاون معنا جميعا نحن شركاؤه وجيرانه حتى يتحقق ما نصبو إليه كلنا من وفاق وتضامن وسيادة وأمن.

وقال أمير قطر: "تمر منطقتنا بتحديات وأزمات معروفة لكم، وبعض بؤر التوتر فيها تشكل تهديداً ليس فـقـط لـشـعـوب المنطـقـة بل أيضا للسلم والأمن الدوليين الأمر الذي يستدعي معالجة جـذور القضايا التي أفضت لبروز هذه الأزمات المتتالية. وفي هذا الصدد، نؤكد على أن وحدة العراق وطنا وشعبا وتعزيز مؤسسات الدولة الشـرعـية بما في ذلك وحدة السلاح الشرعي فـي ظل سيادة الدولة هـي من أهم الخطوات في هذا الاتجاه.. 

ولا بد أن أذكر بأن أمير قطر كان اقترح على كل الأشقاء في الخليج سنة 2017 أن ينعقد في الدوحة مؤتمر إقليمي للأمن يخصص لتنسيق الجهود الوطنية ضمن خطة مشتركة لمقاومة الإرهاب والتصدي لممارسات المنظمات الإرهابية التي كانت في أوج خطرها على المنطقة آنذاك مع مطالبة أمير قطر بتحديد تعريف أممي موحد لما يسمى الإرهاب حتى لا نحشر المدافعين عن حقوقهم المغتصبة في أرض فلسطين المحتلة ضمن الإرهاب". 

ونحن اليوم في وضع مختلف تماما عن 2017.. إذ تغيرت الخرائط السياسية بتغير التحالفات والمواقع وانعقد فيه اتفاق العلا الذي أرجع المياه الخليجية إلى مجاريها النقية الصافية بقلوب صادقة تعي اليوم مخاطر الانقسامات والمحاور.. وسجل العالم ذلك التغيير العميق في الإدارة الأمريكية بقدوم الرئيس الديمقراطي بايدن الذي لديه رؤية مختلفة لقضايا الشرق الأوسط أكثر توازنا وأقدر على التلاؤم مع التحولات الكبرى الطارئة على المنطقة وعلى العالم بشكل سريع. 

 

جاء بيان اختتام قمة بغداد مؤكدا على التوافق حول توحيد الجهود لحفظ أمن المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدولة العراقية، كما ثمن المجتمعون جهود الحكومة العراقية في إطار تحقيق الإصلاح الاقتصادي وشددوا على ضرورة استمرار التعاون في مواجهة جائحة كورونا..

 



ورغم المعضلات القائمة في أفغانستان فإن الجميع أثنى على الدور القطري في رعاية مفاوضات عسيرة ومعقدة بين حركة طالبان والإدارة الأمريكية دامت سنتين في الدوحة وتوجت بانتقال السلطة إلى طالبان في ظروف قد تكون مضطربة لكنها ستؤدي إلى إنقاذ الأرواح من الجهتين في انتظار سلوك طالبان سياسات معتدلة وسلمية ستقنع المجتمع الدولي بأن أفغانستان ستنعم بالأمن والعلاقات الدولية المتوازنة والعادية. 

وجاء بيان اختتام قمة بغداد مؤكدا على التوافق حول توحيد الجهود لحفظ أمن المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدولة العراقية، كما ثمن المجتمعون جهود الحكومة العراقية في إطار تحقيق الإصلاح الاقتصادي وشددوا على ضرورة استمرار التعاون في مواجهة جائحة كورونا.. وتم الاتفاق على ضرورة تعزيز الجهود مع العراق للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري وفق الاتفاقات الدولية ذات الصلة. 

وأقر المشاركون بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي التعامل معها على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة، ووفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية. 

أهم ما حصل في بغداد تلك اللقاءات التي جمعت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بأشقائه الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم مما أعطى للقمة مكسبا إضافيا أوصد صفحات سوء التفاهم وفتح أبواب التضامن من أجل خير المنطقة والعالم.

وقال البيان الختامي: إن المشاركين شددوا على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية بالشكل الذي ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة وأمنها.. وأقر المشاركون بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي التعامل معها على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية. 

وجدد المشاركون دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات النيابية يوم 10 تشرين أول (أكتوبر) المقبل، مؤكدين رفضهم لكل أنواع الإرهاب والفكر المتطرف بحسب البيان الختامي.


التعليقات (2)
نبيل
الأحد، 29-08-2021 06:32 م
أتعجب كثيرا ممن يفرض نفسه كاتبا او صحفيا كيف يكتب هكذا مقال وكأنه لا يعرف او يتجاهل ان العراق القوي المؤثر في الفعل العربي والأقليمي قد أختفى ودمر عن بكرة أبيه لصالح أيران وعصاباتها ومليشياتها وذيولها ولم يعد له أي دور حتى على المستوى الوطني. شماله منفصل فعليا وجنوبه ووسطه تخضع لسيطرة رجال الدين الفرس وعصابات الأحزاب الدينية الأيرانية وغربه تحت سيطرة سراق محترفون ومدنه في الغرب وشماله وقرب بغداد دمرت وهجر أهلها وترفض المليشيات عودتهم عملا بالتغيير الديمغرافي. فلا ماكرون رئيس فرنسا الهزيلة ولا غيره ممن قدم ليضرب السمك المسكوف والأكل العراقي اللذيذ قادر ان يعيد للعراق هيبته بعيدا عن الكلام الفارغ الذي لاقيمة له على أرض الواقع. رحم الله العراق أرض الأبطال والبطولات ورمح الله في الأرض...والعزاء للشعوب والأمة العربية فقط وليس للأنظمة العربية والاسلامية التس ساهمت في ذبحه.
Jordan the hope
الأحد، 29-08-2021 03:57 م
ما دام متطرفي الشيعه والميليشيات في العراق لا فائدة إطلاقا من أي علاقه مع العراق. كله كلام َ وأماني ووهم. هذه المجموعات لا تحل في بلد الا ويحل الخراب. انتظروا انا معكم منتظرون