هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مسؤول يمني سابق، الأربعاء، عن تشكيل بريطانيا خلايا استخباراتية تعمل لصالحها في محافظة المهرة شرقي اليمن.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده وكيل محافظة المهرة السابق، علي بن سالم الحريزي، وقيادات وممثلون عن أحزاب سياسية تتبنى موقفا معارضا للوجود العسكري البريطاني والسعودي في هذه المحافظة، ومحافظة أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي.
وقال الحريزي، الذي يتزعم حركة الاحتجاج السلمي ضد السعودية بالمهرة، إن وصول قوات بريطانية إلى المحافظة -الحدودية مع سلطنة عمان- يمهد لوصول قوات إضافية في المستقبل.
لكنه حذر الحكومة البريطانية من تبعات ذلك، وذكّرها بـ"هزيمتها بعد احتلال الجنوب اليمني، وطردها ذليلة مكسورة".
وأكمل قائلا: عليها الاستفادة من تجاربها السابقة، إثر احتلالها الفاشل لليمن، والتي استمرت 129 سنة، قبل أن تطرد قواتها ذليلة.
وكانت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية نشرت، منتصف الشهر الجاري، تقريرا يكشف وصول فريق خاص من الجيش البريطاني إلى محافظة المهرة اليمنية، لتعقب من أسمتهم إرهابيين مدعومين من إيران، نفذوا هجوما على الناقلة "ميرسر ستريت" في خليج عمان، أواخر الشهر الماضي.
وقالت الصحيفة إن فريقا من 40 جنديا من القوات الخاصة SAS وصل إلى مطار الغيضة، عاصمة محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، لتعقب الإرهابيين الذين يعتقد أنهم حوثيون، نفذوا الهجوم عبر طائرة من دون طيار، بأمر من طهران، على ناقلة بريطانية في الخليج، أسفرت عن مقتل حارس أمن بريطاني وقبطان السفينة روماني الجنسية.
وأكد زعيم حركة الاعتصام السلمي بالمهرة، أنها "ستنهزم مرة أخرى، وسترحل ومن معها أمام صلابة رجال اليمن الأحرار، ملوحا في الوقت ذاته بمقاومتها وكل احتلال أجنبي للمحافظة الساحلية على بحر العرب، بشتى الوسائل، ومعهم كل اليمنيين".
وانتهى الاستعمار البريطاني للشطر الجنوبي من اليمن في نوفمبر/ تشرين الثاني 1967، بعد خمس سنوات من اندلاع ثورة 14 أكتوبر/ تشرين الأول المسلحة ضد قواتها في العام1963.
وأشار الحريزي، وهو شيخ قبلي بارز، إلى أن البريطانيين شكلوا خلايا تجسسية وقنوات استخباراتية في محافظة المهرة تعمل لصالحها منذ أن بدأوا في التواجد بالمحافظة.
وتابع: "كما قاموا بزراعة "عملاء لها في كافة مديريات المحافظة التي تشهد حراكا مناهضا للقوات الأجنبية فيها".
أقرأ أيضا: ما هي الاستراتيجية البريطانية العسكرية في اليمن؟
كما كشف عن بناء وحدات تجسسية حديثة لرصد المعلومات، ذلك أن طائرات من دون طيار تابعة لها تحلق في كافة أجواء المهرة، ما سببت إزعاجا للمواطنين وحيواناتهم".
وسبق أن اتهم الشيخ الحريزي، في شباط/ فبراير من العام الجاري، بريطانيا بتدريب عناصر على التجسس لاستهداف الدولة ومؤسساتها ورجال القبائل في محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن.
وجدد دعوته للمملكة المتحدة إلى أن تعي كل التجارب النضالية ضد المستعمرين والمحتلين، مطالبا الشعب البريطاني وبرلمانه بوقف إرسال قواتهم إلى محافظة المهرة للاحتلال، ومن أجل مصالح مجهولة، حد وصفه.
واستطرد الشيخ الحريزي: "في عام 2019، خرج الجنود الأمريكيين من المهرة إلى مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت المتاخمة لها، وحلت مكانهم قوات بريطانية".
ومضى قائلا: مؤتمرنا الصحفي يأتي في سياق التصعيد الإعلامي الذي انتهجته لجنة الاعتصام، في أعقاب التطورات الأخيرة فيما يخص وصول قوات أجنبية إلى المحافظة، واستمرار توسعها الاستخباراتي والعسكري تحت مبررات واهية.
فيما هاجم السعودية، واتهمها بتشكيل مليشيات قبلية في المهرة، حيث قامت بتدربيهم لمواجهة أحرار المهرة، مستدركا القول: لكنهم رفضوا ذلك.
ولفت زعيم حركة الاحتجاج السلمي إلى أن النظام السعودي يحارب اليمنيين بكل السبل، وآخرها "ما تعرض له المغتربون اليمنيون في المدن السعودية".
وأردف: تمارس السعودية الامتهان لقبائل المهرة، التي أغرتها بالتجنيس، والآن تمارس معهم أبشع أنواع التضييق.
وقال إن القوات السعودية منذ تواجدها بالمهرة في تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٧ عملت على إدخال قوات أجنبية أخرى، موضحا أن "هناك قنوات مغلقة بين ما يسمى التحالف".
وشدد القيادي اليمني المعارض على ضرورة مجابهة هذه القوات الأجنبية، كونه واجبا وطنيا على كل أحرار اليمن.
ووصف تحالف السعودية والإمارات بـ"العدائي ضد اليمن وضد الشرعية".
وتعهد الشيخ الحريزي باستمرار لجنة الاعتصام في التصعيد ضد جميع القوات الأجنبية، من بريطانية وسعودية، حتى الرحيل من مطار الغيضة (كبرى مدن المهرة)، والكف عن التضييق على المواطنين، وإغلاق المطار والمنافذ البرية، ولصق تهمة الإرهاب والتهريب كذريعة لتبرير تواجدها في المحافظة".
وقال: "نشعر بواجبنا في خيار المقاومة المسلحة، لكن الظروف الداخلية غير مواتية، وسنستمر بالتصعيد السلمي، ولن نسمح بهذا التواجد غير المبرر".
وفي السياق ذاته، أكد أن انفراد الإماراتيين بجزيرة سقطرى وسقوطها بيد مليشيات الانتقالي (المدعوم من أبوظبي) جاء بتواطؤ من القوات السعودية، معتبرا أن "ما حدث انتهاك سافرا للسيادة اليمنية".
وقال إن بعض القيادات في السلطات اليمنية الشرعية أصبحت جسر عبور لقوات الاحتلال، نظرا لمواقفها الضعيفة... لكن التاريخ لن يرحم جميع المتقاعسين.
وتمتلك المهرة أطول شريط ساحلي في اليمن بـ560 كم مطل على بحر العرب، ومنفذين بريين مع سلطنة عُمان، هما "صرفيت" و"شحن"، إضافة إلى ميناء نشطون البحري.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، حذر حزب التجمع اليمني للإصلاح من المطامع التاريخية، ومحاولات إعادة السيطرة على الأرض والإنسان المهري واليمني عموما.
وطالب الحزب، ذو التوجه الإسلامي، الحكومة اليمنية والسلطة المحلية بالمهرة، بتوضيح شفاف حول وجود قوات عسكرية أجنبية خارج إطار التحالف العربي الذي دعت إليه الشرعية، تحت ذرائع واهية، في إشارة إلى القوات البريطانية التي وصلت المحافظة.
أقرأ أيضا: "الإصلاح اليمني" يحذر من مطامع تاريخية للسيطرة على المهرة
"تصعيد بسقطرى"
من جانبه، أعلن شيخ مشائخ أرخبيل سقطرى، عيسى بن ياقوت، البدء بمرحلة تصعيد ضد تواجد القوات الإماراتية في الأرخبيل.
وبحسب بن ياقوت، فإن القمع الذي يمارس بحق لجنة الاعتصام، من ملاحقة واعتداء وسجن، لن يثنيها عن مواصلة نضالها ضد تواجد القوات الإماراتية.
وسقطرى عبارة عن أرخبيل من 6 جزر على المحيط الهندي، وكانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت (شرقا)، قبل أن يصدر الرئيس اليمني، عبد ربه هادي، قرارا بتحويل الجزر إلى محافظة "أرخبيل سقطرى".
وقال الشيخ بن ياقوت: "إن الهوية اليمنية والسقطرية على وجه الخصوص مصونة برجال وأبناء سقطرى، ولن يستطيع أحدا طمسها".
ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، تسيطر مليشيات الانتقالي المدعومة من أبوظبي على مدينة حديبو، عاصمة أرخبيل سقطرى، وقامت بطرد قيادة السلطة البلدية منها، بعد مواجهات محدودة مع القوات الحكومية.