هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال تقرير نشرته صحيفة "التايمز" إن "انتصار طالبان في أفغانستان، شجّع جماعات إسلامية متطرفة في أفريقيا على شن هجمات دامية عدة في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد اكتسابهم الجرأة من الحركة الأفغانية".
وأضاف التقرير الذي أعده جوناثان كلايتون عن "الجهاديين"
في أفريقيا، أن "أكثر من 200 شخص قتلوا في أربع غارات منفصلة الأسبوع الماضي في
كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، ما اعتبر دليلا على ثقة الجهاديين المتزايدة بالنصر
في القارة مع انتشار الفوضى في كابل"، على حد قوله.
وتابع: "كما ارتفع عدد قتلى التمرد المتزايد، المرتبط
بجماعات بديلة لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، إلى أكثر من 700 منذ بداية العام
وعدة آلاف منذ عام 2018. وأدت الفوضى إلى نزوح سبعة ملايين شخص في منطقة الساحل بغرب
أفريقيا".
وقال التقرير إن "فشل الآلاف من قوات الأمم المتحدة
والقوات الإقليمية والغربية - بما في ذلك حوالي 300 جندي بريطاني في مالي - في هزيمة
المتمردين الإسلاميين، أدى إلى إثارة المخاوف من أن أكبر تهديد لأوروبا يوجد الآن عبر
البحر المتوسط، ويتمثل في عدد كبير من الجماعات الجهادية".
ونقل الكاتب عن توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق،
قوله إن قرار التخلي عن أفغانستان ترك "كل جماعة جهادية في جميع أنحاء العالم
تحتفل"،
لافتا إلى أن "المنظمات التي تراقب مثل هذه الجماعات ومواقعها في الإنترنت توافق
على هذا التوصيف. وتشير هذه المنظمات إلى أن سقوط كابل تم الاحتفال به على نطاق واسع
على وسائل التواصل الاجتماعي المتطرفة، مع الثناء على طالبان".
وتقول المنظمات، بحسب الكاتب، إن الجماعات المتطرفة التي
تتخذ من أفريقيا مقرا لها، وجدت عاملا ملهما في قرار الولايات المتحدة الانسحاب من
أفغانستان. والآن ستصعد بالتأكيد هجماتها، وفقا لخبراء إقليميين.
اقرأ أيضا: ماذا تعرف عن التوزيعات الإثنية بأفغانستان؟.. البشتون أكبرها
ونوه التقرير إلى أن "الصومال وموزمبيق وجمهورية
الكونغو الديمقراطية تحارب بدورها متطرفين إسلاميين. وهناك مخاوف جديدة تتمثل في إمكانية
تهريب بعض الأسلحة المتطورة، التي تركتها القوات الأمريكية في أفغانستان، إلى أفريقيا".
ووفق كلايتون، "ليبيا، التي هي الآن نقطة الانطلاق
المفضلة لمهربي البشر إلى أوروبا، تعد أيضا موطنا للعديد من الجماعات الإسلامية المتطرفة".
وقالت كورين دوفكا، المسؤولة عن منطقة الساحل بمنظمة
هيومن رايتس ووتش، للتايمز إن هذه الجماعات استغلت بذكاء الخطوط العرقية والاقتصادية
والدينية، لكسب المزيد من المجندين.
وتابعت: "يجب أن تكون الأزمة مصدر قلق لنا جميعا،
نظرا للديناميكيات الجيوسياسية وامتدادها إلى أماكن أخرى في غرب أفريقيا، بما في ذلك
الدول الساحلية".
وأضاف التقرير أن "أجزاء كبيرة من بوركينا فاسو
أصبحت الآن تحت سيطرة الإسلاميين الذين يخلطون الجهاد باللصوصية وتهريب المخدرات والاتجار
بالبشر"، مشيرا إلى أنه "في النيجر، قتل متشددون أكثر من 420 مدنيا وشردوا
الآلاف من منازلهم منذ كانون الثاني/ يناير".
ورأى كلايتون أن دعم الإسلاميين ازدهر جزئيا بسبب
"الاستجابة غير الكفؤة من قبل الحكومات الفاسدة في المنطقة"، مبينا أن
القوات المسلحة الوطنية اتهمت "بقتل المدنيين والقضاء على الخصوم السياسيين ومضايقة
السكان المحليين خلال حملات القمع الفاشلة ضد المسلحين".
وأنهى الكاتب تقريره بجملة نقلها عن بورايما غويندو،
رئيس تحرير صحيفة "لو بايي" المالية، الذي كتب: "كثير من الناس خائفون
لأن الوضع من المحتمل أن يكون هو نفسه (كالوضع في أفغانستان)"، مضيفا أن "وجود
الجنود الأجانب ضروري للغاية لأنهم إذا غادروا غدا، فإن الوضع سيكون أكثر خطورة"،
وفق تقديره.