نشرت صحيفة "
أتالايار"
الإسبانية تقريرا سلطت فيه الضوء على طبيعة التحالفات السياسية المتوقعة لإمارة
أفغانستان الجديدة بعد سيطرة حركة
طالبان على مقاليد الحكم.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن طالبان تمكنت من السيطرة على العاصمة كابول دون مقاومة
تُذكر، ومع استيلائها على السلطة في أفغانستان بدأت تظهر ملامح تحالفاتها القادمة.
وقد أعلنت طالبان أنها لا تريد أن تعيش في
عزلة، وقد بدأت بالفعل بإجراء اتصالات مع بعض الدول المجاورة مثل
الصين أو إيران.
وقد صرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
على ضوء التطورات الأخيرة أن هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان يجب أن تصبح
فرصة لـ"سلام دائم" في الدولة المجاورة.
من جانبها، هنأت حركة حماس طالبان بوصولها
إلى السلطة، فيما تتجه الأنظار إلى قطر التي لعبت خلال الفترة الماضية دورا محوريا
في الوساطة بين الحكومة السابقة وحركة طالبان من خلال استضافة محادثات السلام
الأفغانية.
أهمية
روسيا والصين
وترى الصحيفة أن أهم دولتين لنظام طالبان
الجديد حاليا هما روسيا والصين، أعداء الولايات المتحدة. وقد استضاف كلاهما وفودا
من طالبان في الأشهر الأخيرة وأعلنا أنهما يفكران في الاعتراف بالحكومة الجديدة.
وفي ظل توسع سيطرة طالبان في أفغانستان
خلال الفترة الماضية إثر انسحاب القوات الأجنبية، استقبلت الصين وفدا رفيع المستوى
من طالبان في تموز/ يوليو الماضي في اجتماع تم خلاله تعزيز العلاقات مع الحركة،
وهو ما منحها نوعا من الشرعية الدولية.
وتضيف الصحيفة أن روسيا تريد المشاركة في
صياغة المشهد الجديد الذي أعقب خروج القوات الأمريكية من أفغانستان، مع الحرص على
تجنب تكرار الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد السوفيتي في البلاد سابقا.
وقد وعد الكرملين ببذل كل ما في وسعه
لتجنب مزيد من التصعيد في أفغانستان، لكنه اتخذ مؤخرا مسارا مختلفا وأجرى محادثات
مع طالبان أملا في الحصول على ضمانات بأن أنشطتها لن تتخطى الأراضي الأفغانية.
وتعتزم موسكو تأمين ما تعتبره
"ساحتها الخلفية"، أي تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وقد وضع
الكرملين خطوطا حمراء على حدود تلك الدول الثلاث، ويأمل أن لا تؤثر تطورات الساحة
الأفغانية على الاستقرار في منطقة آسيا الوسطى.
مصالح أنقرة وإسلام أباد
وتؤكد الصحيفة أن لدى تركيا وباكستان
مصالح استراتيجية في أفغانستان، وقد عرضت أنقرة إدارة مطار كابول الدولي منذ أن
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في نيسان/
أبريل.
وفي مواجهة الفراغ الذي خلفته قوات الناتو
بانسحابها من أفغانستان ووصول طالبان إلى السلطة، من المنتظر أن تعمل تركيا على
ترسيخ نفوذها الاقتصادي والسياسي في البلاد.
وتفيد تقارير بأن تركيا تجري اتصالات مع
طالبان لمحاولة إبقاء القوات التركية في أفغانستان بهدف حفظ الأمن في مطار كابول.
وتشير الصحيفة إلى أن باكستان تلعب منذ
فترة طويلة دورا غامضا في خضم الصراع الأفغاني. وقد اتهمت كل من الولايات المتحدة
والحكومة الأفغانية السابقة إسلام أباد بدعم حركة طالبان وتوفير ملاذ آمن
لعناصرها.
لكن باكستان تنفي باستمرار أي علاقة لها
بطالبان وتؤكد أنها مجرد وسيط بينها وبين حكومة كابول السابقة. ومع سيطرة طالبان
على الحكم، قد تعاني باكستان من موجة لجوء يمكن أن تزعزع استقرارها.