تلقيت خبر وفاة الكاتب الكبير محمود مراد بمزيد من الأسى والحزن. وأدين للكاتب الكبير محمود مراد بالفضل بعد الله عز وجل، حيث ترك بصمات جلية على مسيرتي المهنية والإعلامية، رغم أني لم أقابله في حياتي.
تبدأ القصة في تشرين الأول/ أكتوبر 1997 عندما نشر الكاتب محمود مراد في ملحق الأهرام حول عرب
أمريكا اللاتينية تحت عنوان "عرب أمريكا اللاتينية كثافة.. في الوجود ودور محدود"، دعا فيه إلى ضرورة الاهتمام بعرب أمريكا اللاتينية وضرورة مد جسور التواصل الثقافي والاقتصادي مع تلك الجاليات
العربية، حيث وصل عدد من العرب إلى سدة الحكم في العديد من دول أمريكا اللاتينية، على سبيل الذكر كارلوس منعم في الأرجنتين، وعبد الله بوكرم في الإكوادور، وميشال تامر في البرازيل.
وكان قد نظم أول ندوة في جريدة الأهرام في تموز/ يوليو 1998 حول تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العالم العربي ودول أمريكا الجنوبية، واعتبر بحق أول كاتب مصري يهتم بشؤون عرب أمريكا اللاتينية. ثم بعد ذلك أحببت ذلك المجال وتخصصت في شؤون مسلمي أمريكا اللاتينية.
وبين عامي 2010 و2013 قمت بتأسيس قسم أخبار مسلمي أمريكا اللاتينية على موقع قناة اقرأ، ونشرت العديد من التقارير الحصرية حول واقع
المسلمين الجدد في كل من البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وفنزويلا والمكسيك، وما المأمول من العالم الإسلامي تجاه مسلمي أمريكا اللاتينية.
وفي آذار/ مارس 2011 تم إطلاق خدمة إخبارية على موقع الداعية مصطفى حسني تحت عنوان "عباد ربانيون حول العالم"، تهتم بقضايا المسلمين الجدد حول العالم. وتم تخصيص مساحة كبيرة لنشر أخبار مسلمي أمريكا اللاتينية وتناول الصحافة الأمريكية لظاهرة تحول الناطقين بالإسبانية إلى الإسلام في الولايات المتحدة، حتى صار عددهم حوالي 200 ألف مسلم لاتيني طبقاً لمركز بيو للأبحاث في أمريكا.
لم تستمر الخدمة الإخبارية على موقع الداعية مصطفى حسني، وتم إغلاقها عام 2015 لضعف الموارد المالية ورغبة الداعية مصطفى حسني في كل من يعمل معه متطوعاً، لكن تبقى تلك التجارب مضيئة في ظل ندرة وضعف اهتمام الإعلام المصري عامة والإعلام العربي، خاصة بعرب أمريكا اللاتينية الذين يقارب عددهم حوالي 40 مليونا.
رحم الله الكاتب الكبير محمود مراد وأن يجعل ما قمت به في ميزان حسناته؛ لأنه شجعني على الدخول إلى مجال التواصل الحضاري والثقافي مع المسلمين الجدد في أمريكا اللاتينية.
* باحث في شؤون المسلمين الجدد