هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا للصحفي "دميان كارينغتون"، قال فيه إن علماء المناخ اكتشفوا مؤشرات خطيرة على احتمال انهيار تيار الخليج [تيار خليج المكسيك]، إحدى أهم نقاط التحول المحتملة على كوكب الأرض.
ووجد البحث، بحسب التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، "فقدانا شبه كامل للاستقرار خلال القرن الماضي" للتيارات التي أطلق عليها الباحثون اسم دوران انقلاب خط الطول الأطلسي (AMOC). وقد وصلت التيارات بالفعل إلى أبطأ نقطة لها منذ 1600 عام على الأقل، لكن التحليل الجديد يظهر أنها قد تكون على وشك الإغلاق.
وسيكون لمثل هذا الحدث عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم، حيث يؤدي إلى اضطراب شديد في هطول الأمطار التي يعتمد عليها مليارات البشر في الغذاء في الهند وأمريكا الجنوبية وغرب أفريقيا، بالإضافة إلى زيادة العواصف، وخفض درجات الحرارة في أوروبا، ورفع مستوى سطح البحر في شرق الولايات المتحدة.
كما أنه سيعرض للخطر غابات الأمازون المطيرة والصفائح الجليدية في أنتاركتيكا.
ويجعل تعقيد نظام AMOC وعدم اليقين بشأن مستويات الاحتباس الحراري في المستقبل من المستحيل التنبؤ بتاريخ أي انهيار في الوقت الحالي؛ إذ يمكن أن يكون بعد عقد أو عقدين، أو عدة قرون.
لكن العلماء قالوا إن التأثير الهائل الذي يمكن أن يحدثه مثل هذا الانهيار يعني أنه يجب عدم السماح بحدوثه أبدا.
وقال نيكلاس بويرس، من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، الذي أجرى البحث، إن "ظهور علامات عدم الاستقرار بالفعل أمر لم أكن أتوقعه، وأجده مخيفا.. إنه شيء لا يمكن [السماح] بحدوثه".
وقال بويرس إنه من غير المعروف ما هو مستوى ثاني أكسيد الكربون، الذي قد يؤدي إلى انهيار تيارات الخليج، "لذا فإن الشيء الوحيد الذي يجب فعله هو إبقاء الانبعاثات عند أدنى مستوى ممكن.
اقرأ أيضا: الاحتباس الحراري على أجندة البابا.. حذر من كارثة عالمية
وتزداد احتمالية حدوث هذا الخطر شديد التأثير مع كل غرام من ثاني أكسيد الكربون يدخل إلى الغلاف الجوي، وفق الباحث.
ويتزايد قلق العلماء بشأن نقاط التحول - تغييرات كبيرة وسريعة، ولا رجعة فيها في المناخ. وقال بويرس وزملاؤه، في أيار/ مايو، إن جزءا كبيرا من الغطاء الجليدي في غرينلاند على حافة الهاوية، ما يهدد بارتفاع كبير في مستوى سطح البحر العالمي.
وأظهر آخرون مؤخرا أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من غابات الأمازون المطيرة أكثر مما تمتصه، وأن موجة الحر في سيبيريا عام 2020 أدت إلى انبعاث مثير للقلق من غاز الميثان.
وربما يكون العالم قد تجاوز بالفعل سلسلة من النقاط الحرجة، وفقا لتحليل عام 2019، ما أدى إلى "تهديد وجودي للبشرية".
ومن المتوقع أن يحدد تقرير رئيسي من اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، المقرر صدوره يوم الاثنين، الحالة المتفاقمة لأزمة المناخ.
وبحث بويرس، الذي نُشر في مجلة Nature Climate Change، بعنوان "إشارات الإنذار المبكر، القائمة على الرصد، لانهيار AMOC". تظهر بيانات الجليد الأساسية وغيرها من البيانات من آخر 100000 عام أن AMOC لديها حالتان: واحدة سريعة وقوية، كما رأينا على مدى آلاف السنين الأخيرة، وأخرى بطيئة وضعيفة.
وتُظهر البيانات أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تجعل تبديل AMOC فجأة بين الحالتين على مدى عقد إلى خمس عقود.
ومياه البحر المالحة الكثيفة التي تغرق في المحيط المتجمد الشمالي هي التي تحرك AMOC، لكن ذوبان المياه العذبة من الغطاء الجليدي في غرينلاند يبطئ العملية في وقت أبكر مما اقترحته النماذج المناخية.
ثماني مجموعات من البيانات تم قياسها بشكل مستقل لدرجة الحرارة والملوحة تعود إلى 150 عاما، مكنت بويرس من إظهار أن الاحترار العالمي يزيد بالفعل من عدم استقرار التيارات، وليس فقط تغيير نمط تدفقها.
وخلص التحليل إلى أن "هذا الانخفاض [في AMOC في العقود الأخيرة] قد يكون مرتبطا بفقدان شبه كامل للاستقرار على مدار القرن الماضي، ويمكن أن يكون AMOC قريبا من انتقال حرج إلى وضع دورانه الضعيف".
لكن ليفكي سيزار، من جامعة ماينوث في أيرلندا، قال إنه "لا يمكن لطريقة الدراسة أن تعطينا توقيتا دقيقا لانهيار محتمل، لكن التحليل يقدم دليلا على أن AMOC قد فقد الاستقرار بالفعل، وهو ما أعتبره كتحذير بأننا قد نكون أقرب إلى تحول في AMOC مما نعتقد".
وقال ديفيد ثورنالي، من يونيفيرسيتي كوليدج لندن في المملكة المتحدة، والذي أظهر عمله أن AMOC في أضعف نقطة له منذ 1600 عام: "هذه العلامات على تراجع الاستقرار مثيرة للقلق. لكننا ما زلنا لا نعرف ما إذا كان الانهيار سيحدث، أو مدى قربنا منه".