هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جاءت المبادرة الجزائرية بشأن أزمة سد النهضة، في وقت
تشتد فيه الأزمة بعد الملء الثاني للسد، وبعد فشل العديد من الجهود السابقة، سواء من
جانب الاتحاد الأفريقي أو الولايات المتحدة الأمريكية.
ورهن خبراء تحدثوا لـ"عربي٢١" نجاح المبادرة
الجزائرية بالموقف الإثيوبي، ومدى المرونة التي سيبديها في المفاوضات.
وكان وزير الخارجية
الجزائري، رمضان العمامرة، قام بجولة مكوكية بين القاهرة والخرطوم وأديس بابا، في محاولة
للتوسط لحل أزمة سد النهضة، رغم التباين في وجهات نظر أطراف الأزمة .
طلب إثيوبي
في سياق تعليقه، قال الخبير في العلاقات الأفريقية، د.خيري
عمر، إن الجزائر يمكن أن تلعب دورا بالفعل بحلحلة الوضع المتأزم بين أطراف الأزمة، خاصة
أن هذه المبادرة جاءت بطلب إثيوبي".
ويرى عمر أن هذا هو "المتغير الجديد هذه المرة"،
حيث كانت إثيوبيا هي التي تتهرب من التفاوض الجاد، ولكن يبدو أن الوضع الداخلي ومؤشرات
وجود حرب أهلية ربما فرض عليها قدرا من المرونة بشأن هذه الأزمة.
وأضاف في حديثه لـ"عربي٢١" أن "المفاوضات
التي تقودها الجزائر سوف تنصب على كيفية تشغيل السد والجوانب الفنية، ولن تتناول ما
تصرح به إثيوبيا حول حصص المياه، فهذه ثوابت لن يتم الاقتراب منها، ولكن الجوانب الفنية
سوف تكون القاسم المشترك في هذه المبادرة، خاصة أن هناك بالفعل مشاكل فنية بالسد، وهذا
ما عكسه البطء الكبير في الملء الأول والثاني، والذي لم يحقق سوى 10% من جملة المؤسسات
المستهدفة".
اقرأ أيضا: وزير مصري سابق يحذر من كوارث جراء أخطاء بسد النهضة
"ضربة عسكرية محدودة"
أما أستاذ العلوم السياسية د.جهاد عودة، فقد أبدى قلقا كبيرا
بشأن الموقف الإثيوبي تجاه المبادرة ومبادرات سابقة، مشيرا إلى مواقف إثيوبية سابقة تؤكد
على عدم جدية أديس أبابا".
وطالب بمواقف عملية على الأرض من جانب أديس بابا "للتدليل
على جدية التجاوب مع المبادرة الجزائرية".
وأشاد أستاذ العلوم السياسية في حديثه لـ"عربي٢١"
بالمبادرة الجزائرية، لافتا إلى خبرة الجزائر الدبلوماسية ونجاحها في بعض الملفات السابقة،
إلا أنه حذر من نوايا إثيوبيا، مطالبا مصر "باتخاذ موقف قوي لإرغامها على التفاوض
حال إصرارها على ألاعيبها السابقة من قبيل ضربة عسكرية محدودة ونوعية للسد".
"ولدت ميتة"
وحول هذه المبادرة وتوقيتها، قال رئيس المركز المصري لدراسات
الإعلام والرأي العام، مصطفى خضري، إن الجزائر كإحدى الدول العربية الكبرى وذات الثقل
تسعى في طرح نفسها كدولة محورية في أفريقيا بتبني مبادرات سياسية، كعرضها التوسط في
ملف السد الإثيوبي، وربما لم تكن هذه المبادرة خالصة من المصالح، فالجزائر تريد صناعة
محفظة من أوراق الضغط على مصر، خاصة بعد تضارب المصالح مع القاهرة في ليبيا وتونس.
وأضاف خضري لـ"عربي٢١" أن أي "مبادرة سياسية
خاصة بالسد لن تمثل إلا المزيد من استهلاك الوقت لتفويت الفرصة على أي قرار يمكن أن
تتخذه دولتا المصب بضرب السد عسكريا"، مؤكدا أن "آبي أحمد ليس إلا متحدثا وهميا باسم الصاحب
الحقيقي لمشروع السد، وهو البنك الدولي والشركات العابرة للقارات المشاركة له، وأي
قرار خاص بالسد لن يتم اتخاذه من أديس أبابا".
وحول فرص نجاح هذه المبادرة أكد رئيس المركز المصري أن صانع المبادرة والمشاركين فيها يعرفون جيدا أنها "ولدت
ميتة"، و"ستنتهي بالفشل"، مضيفا: "مشكلة السد ليست بيت القصيد، بل هي غطاء لتحركات أخرى بين مصر والجزائر حول الصراع في ليبيا وتونس، فالنظام المصري
الداعم لحفتر يهدد الأمن القومي الجزائري، ودعم السيسي لقيس سعيد في تونس لإفشال التجربة
التونسية ربما يؤثر على دول المغرب العربي كلها، ولذلك تحركت الجزائر لخلق أوراق لعب
جديدة تكون مدخلا للتفاوض مع القاهرة، ولن تجد الجزائر أفضل من ورقة السد الإثيوبي
للعب بها".