هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة يمينية إسرائيلية إن "فلسطينيي الضفة الغربية تعلموا من قطاع غزة ما وصفتها عملية "تهجير المستوطنين"، وذلك بابتكار نوع جديد من الضغط عليهم، أو ما يطلق عليه "الإرباك الليلي"، الذي يحمل حالة من الاستنزاف للمستوطنات المحيطة بالمناطق الفلسطينية.
وذكرت الكاتبة سارة هعتسني
كوهين، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته
"عربي21"، أن عمليات الإرباك الليلي التي ينظمها الفلسطينيون في قطاع
غزة، وبعض مناطق الضفة الغربية، تشمل مسيرات جماهيرية، وإشعال لإطارات السيارات،
وإطلاق سحب دخان سوداء قرب المستوطنات.
وشددت كوهين على أن الإرباك
الليلي الفلسطيني "جعل حياة الجنود والمستوطنين مريرة"، مشيرة إلى أن
الإرباك في الضفة يتركز حاليا في قرية بيتا، قرب بؤرة "ايفيتار"
الاستيطانية الجديدة.
وأوضحت أن فعاليات الإرباك
الليلي أصبحت في إطار وحدات متخصصة، بمعنى أنه يوجد وحدة لحرق الإطارات طوال اليوم في
الميدان، ووحدة أخرى مهتمة بجمع المعلومات والمراقبة، وهي المسؤولة عن مراقبة
الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وهي توثق وتقدم تقارير إلى المنفذين الميدانيين.
اقرأ أيضا: إصابات في قمع الاحتلال فعاليات مناهضة للاستيطان بـ"الضفة"
وتابعت: "هناك وحدة
ثالثة تتركز مهامها في حمل المقلاع، وهي مسؤولة عن إطلاق الحجارة على الجنود، فضلا
عن وحدة رابعة تتعلق بإلقاء زجاجات المولوتوف المشتعلة، والتي تعمل كل ليلة، إضافة
إلى وحدات الاتصالات وإجلاء الجرحى".
وبحسب الكاتبة الإسرائيلية،
فإن "هناك وحدة لوجستية للنساء يعملن في مجال إعداد الطعام للمشاركين في عمليات
الإرباك الليلي، بجانب وحدة الليزر والمصابيح الأمامية التي تتركز مهمتها في التعمية
على السائقين اليهود الذين يستخدمون الطرق العامة في الضفة الغربية؛ من أجل إيقاع حوادث
السير، فضلا عن وحدة الحصان التي يمكن أن تتحرك بشكل أسرع في التضاريس الجبلية، ولا
تعتمد على الطرق الرئيسة".
وأشارت إلى أن "هذه الوحدات
الفلسطينية مجتمعة تتدرب على إرباك المستوطنين الذين قدموا لإقامة بؤرة إيفيتار الاستيطانية،
واليوم يستمر إرباكهم باتجاه الجنود الإسرائيليين، بعد أن تم إخلاء تلك البؤرة، حيث
انتقلت العمليات إلى قرية بيت دجن المجاورة، التي تحيط بمستوطنات إيلون موريه وكدوميم
وبيت إيل".
ولفتت إلى أن "عشرات شاحنات
المستوطنين تقف في مكان واحد، شاحنة وراء الأخرى، بسبب إغلاق الطرق أمامهم من الفلسطينيين،
وتعرضت مستوطنات أخرى مثل كوديش وكارمي تسور لمحاولات متطورة لإحراق منازلهم، لكن اللافت
أنك لن تجد هذه المعطيات في التقارير الدولية، لأنه من النادر أن يتم الإبلاغ عنها
في وسائل الإعلام، لكنها موجودة، وتجعلون حياة المستوطنين مريرة".