سلط دبلوماسي إسرائيلي الضوء على الأزمة
المتصاعدة بين
مصر وإثيوبيا بسبب
سد النهضة، مشددا على ضرورة أن تبقى
"إسرائيل" على مسافة بعيدة من هذا الخلاف الذي قد يتطور إلى حرب بين
الأطراف المتنازعة.
ونبه السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، إسحاق
ليفانون، إلى أن "طبول الحرب تقرع في هذا الأيام، بين مصر والسودان وإثيوبيا حول
سد النهضة".
وقال: "تطلق أصوات الحرب بعد فشل الجهود
للتوصل لتسوية على توزيع مياه النيل بين الدول الثلاثة، ومنذ الأزل، معروف مدى
حيوية النيل لمصر؛ هو شريان حياة أساس ووحيد في دولة صحراوية وجافة، فمصر هي هبة
النيل".
وأوضح ليفانون، أنه "في أعلى النهر توجد
إثيوبيا، وهي دولة اجتازت نموا مبهرا في العقد الأخير، وبدأت ببناء سد على النيل
الأزرق الذي يمر في أراضيها من أجل إنتاج الطاقة الهيدروكهربائية على نطاقات
واسعة، وبدأت ببناء السد مع بداية الثورة المصرية عام 2011، والتي خلعت الرئيس
الراحل محمد حسني مبارك".
ورأى أن إطلاق إثيوبيا اسم "النهضة"
على هذا السد، "يشهد على تطلعات النمو لدى إثيوبيا، ورغم الثورة التي عصفت
بمصر في تلك الأيام، فقد رأت القاهرة في السد تهديدا وجوديا عليها، وهددت مصر في حينه
بالحرب".
وذكر السفير الإسرائيلي، أن حارسه الشخصي
المصري قال له في حينه: "إذا لم توقف إثيوبيا بناء السد، فإن مصر ستطلق أربع
طائرات قتالية وتدمر السد"، معلقا بقوله: "ليست هذه أقوالا هامة بالطبع،
بل هي الأجواء الكفاحية التي سادت في تلك الأيام في مصر".
ورأى أن "التطورات سارت في اتجاهات
مختلفة؛ فقد تجاهلت إثيوبيا التهديدات وواصلت مشروعها، وواجهت مصر مصاعب الثورة
الشعبية، فيما لاحقت المحكمة الدولية السودان على جرائم الحرب، ومع وصول (استيلاء)
عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في مصر، اختار النهج الدبلوماسي وحاول الوصول إلى تسوية".
وأضاف: "عقدت عشرات اللقاءات والمفاوضات،
ورفعت اقتراحات واقتراحات مضادة لتسوية توزيع المياه بين الدول الثلاث، وفشلت
الجهود، وبقيت إثيوبيا على موقفها وشغلت السد، بينما مصر أوضحت أنها لن تسلم
بالمس بأمنها القومي من خلال المس بحقها في المياه".
وذكر ليفانون، أنه "حتى بناء السد كانت
مصر تتلقى نصيب الأسد من المياه، حيث يحظى النيل في إثيوبيا بكمية أمطار محترمة
جدا، وهذا يتيح التدفق باتجاه مصر ومنطقة الدلتا والبحر المتوسط، بينما ليس لدى مصر
مياه أمطار".
ونوه إلى أنه "في ضوء فشل الاتصالات بين
مصر والسودان وإثيوبيا، فقد طرحت المسألة على طاولة
مجلس الأمن كي يجد حلا
مقبولا"، مؤكدا أن "فشل المجلس، أدى إلى إطلاق قرع طبول الحرب".
ولفت السفير، إلى أنه "في هذه الأيام
تتعاون السودان ومصر ضد إثيوبيا، وباتت السودان تتحدث عن تجنيد القوات، ومصر تتحدث
عن استخدام القوات، وإذا لم تتدخل الدول العظمى وتحقق اتفاقا يرضي الدول الثلاث،
فإن من شأن الحرب أن تنشب في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "للولايات المتحدة علاقات
طيبة مع الدول الثلاثة، ويمكنها أن تؤدي دورا بناء، ويحتمل أن يكون تعيين مبعوث
خاص للموضوع، في ظل ممارسة الضغط على إثيوبيا للكف عن ملء خزانات المياه والمس
بالتوزيع، هو الطريق الصحيح لإيجاد حل، وفي كل الأحوال على إسرائيل أن تبقى على
مسافة بعيدة عن هذا الخلاف".