الجيش اليمني يتراجع في البيضاء.. والحوثيون يتقدمون

أحرز الحوثيون، الخميس، تقدما ميدانيا، على حساب القوات التابعة للحكومة اليمنية، في جبهات القتال المحتدمة في محافظة البيضاء، وسط اليمن.

ويأتي ذلك رغم التقدم للجيش اليمني خلال الأيام السابقة وإحرازه انتصارات كبيرة، في البيضاء.

اقرأ أيضا: الجيش اليمني يتقدم على 4 جبهات في البيضاء وتراجع للحوثي

وأفاد مصدران يمنيان بأن هجوما عنيفا شنه الحوثيون صباح الخميس، على المواقع التي تسيطر عليها قوات الجيش والمقاومة في مديرية الزاهر، جنوب مدينة البيضاء، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.

وقال أحد المصدرين لـ"عربي21" مفضلا عدم ذكر اسمه؛ إن الحوثيين هاجموا مواقع أمسلم وحيد شماخ في مديرية الزاهر، حيث دارت فيهما أعنف المعارك مع القوات الحكومية، قبل أن تنسحب الأخيرة بعد انكشاف مواقعها.

وأضاف أنه تم استهداف مواقع الجيش والمقاومة بكثافة نارية من دبابات ومدافع الهاونات ورشاشات الفلولكا وعيار 23، من الحوثيين، يترافق ذلك، مع هجمات جوية عبر طائرات من دون طيار.

وأشار إلى أن القوات الحكومية انسحبت من مواقعها في أطراف مديرية الزاهر، وهو ما مكن المسلحين الحوثيين من التقدم نحو مركز المديرية، والسيطرة عليه، لساعات.

وأكد المصدر أن جماعة الحوثي قامت بالتزامن مع هجوم الواسع، بقطع شبكة الاتصالات عن مناطق المديرية، للتحكم بسير المعركة.

فيما ذكر المصدر الثاني أن حرب شوارع دارت داخل مركز مديرية الزاهر بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي، قبل أن تقوم الأولى بإخلائه حفاظا على أرواح السكان المحليين.

اقرأ أيضا: ما أهمية عملية الجيش اليمني بالبيضاء ومدى تأثيرها على مأرب؟

وأسفرت المواجهات عن مقتل العشرات من المسلحين الحوثيين، وتدمير عربة BMB، و5 مركبات عسكرية (أطقم) من القوات التابعة للحكومة المعترف بها.

وشهدت جبهة الحازمية في مديرية الصومعة، شرق المركز الإداري للبيضاء، معارك طاحنة، عقب هجوم آخر من الحوثيين بأكثر من 17 نسقا من المقاتلين، وفق المصدر.

ولفت إلى أن مواقع "برم وآل مشدل" القريبين من عاصمة المحافظة، كانت مسرحا لأعنف المواجهات بين الطرفين.

وأردف بأن "هناك تقدما محدودا، رغم شدة المعارك التي خاضتها القوات الحكومية والمقاومة ضد الأنساق الحوثية المتتالية".

وبحسب المصدر، فإن اثنين من قيادات الحوثي وقعا في الأسر، بينما سقط العشرات بين قتيل وجريح.

والجمعة الماضي، بدأت قوات من الجيش والمقاومة الموالية لها، عملية عسكرية ضد الحوثيين تحت اسم "النجم الثاقب" في المحور الجنوبي الغربي من مدينة البيضاء، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وسط البلاد.

وكانت القوات الحكومية حققت مكاسب ميدانية واسعة في جبهات الصومعة، ومكيراس والزاهر وذي ناعم، قبل أن يستعيد الحوثيون بعض المواقع التي خسروها في الأيام الماضية هناك.

وتحظى محافظة البيضاء بأهمية كبيرة؛ بحكم موقعها الجغرافي الذي يتوسط ثماني محافظات شمالية وجنوبية، وتمر منها معظم الطرق الرئيسة الرابطة بين أبين وشبوة والضالع ولحج (جنوب وجنوب شرق البلاد) وذمار وصنعاء (شمالا) ومحافظتي مأرب والجوف من جهة الشرق.