تسعى دولة
ناورو الصغيرة، الواقعة في المحيط الهندي، للاتفاق حول
قواعد تعدين في أعماق
البحار، خلال العامين المقبلين، وهو ما أحدث ضجة حول العالم.
وتحذر الجماعات البيئية من أن هذا سيؤدي إلى
اندفاع مدمر على "النتوءات" الموجود في قاع البحر الغنية بالمعادن، التي
تسعى إليها شركات
التعدين.
لكن مسؤولي
الأمم المتحدة المشرفين على التعدين
في أعماق البحار يقولون إنه لا مشاريع ستبدأ تحت الماء إلا بعد سنوات.
ودعت دولة ناورو السلطة الدولية المسؤولة عن
قاع البحار - وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة تشرف على قاع المحيطات - إلى تسريع سن
اللوائح التي ستحكم التعدين.
وبذلك تكون ناورو قد فعًّلت بندا فرعيا يبدو
غامضا في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار يسمح للبلدان بتفعيل "قانون
العامين'' إذا شعرت أن المفاوضات حول موضوع ما تسير ببطء شديد.
وتقول ناورو، الشريك الرسمي لشركة التعدين ديب
غرين، إن عليها "واجبا تجاه المجتمع الدولي" للقيام بهذه الخطوة
للمساعدة في تحقيق "اليقين التنظيمي".
وتضيف أنها ستخسر أكثر من غيرها بسبب تغير
المناخ، لذا فهي تريد تشجيع الوصول إلى الصخور الصغيرة المعروفة باسم نتوءات قاع
البحر.
والنتوءات غنية بمعدن الكوبالت والمعادن
الثمينة الأخرى التي يمكن أن تكون مفيدة للبطاريات وأنظمة الطاقة المتجددة في
التخلص من الوقود الأحفوري.
قلل الأمين العام للسلطة الدولية لقاع البحار،
مايكل لودج، في مقابلة مع بي بي سي، من أهمية تداعيات تحرك ناورو، قائلا إنه البدء
في أي تعدين لا يزال بعيدا.
وقال إن مجلس السلطة وافق عام 2017 على
الانتهاء من سن لوائح التعدين بحلول عام 2020، لكن وباء كورونا أخرج الخطة عن
مسارها.
وإذا كانت ناورو وشريكتها ديب غرين جاهزتين
للتقدم للحصول على رخصة تعدين في غضون عامين، فستكون هناك سلسلة من العقبات قبل
منحهما الموافقة، بما في ذلك تقييم الأثر البيئي وخطط تقليل الضرر.
وأضاف لودج أنه "حتى في ظل مسودة اللوائح
الحالية، من المرجح أن تكون العملية المصاحبة لأي طلب للاستغلال، طويلة وتشتمل على
العديد من الضوابط والتوازنات".
وسيستغرق ذلك ما لا يقل عن عامين أو ثلاثة
أعوام، لذا فإن أقرب عملية تعدين فعلية ستبدأ تقريبا في عام 2026.
ويقول العلماء إنهم بعيدون كل البعد عن الحصول
على فهم كامل للأنظمة البيئية في السهول المائية السحيقة، لكنهم يعرفون بالفعل
أنها أكثر حيوية وتعقيدا مما كان يعتقد سابقا.
ويُقدر أن النتوء، وهو موطن لأشكال لا حصر لها
من الحياة، قد تشكلت على مدى ملايين السنين، لذا فإن أي تعاف من التعدين سيكون
بطيئا بشكل لا يصدق.
أيضا، لا يزال تأثير أعمدة الرواسب التي
ستثيرها الآلات العملاقة مجهولا، ومن المرجح أن تنجرف على مسافات شاسعة تحت الماء.
ويعد البحث في هذا السؤال مهمة صعبة وبطيئة -
ومن غير المرجح أن تتم الإجابة عليه بشكل كامل خلال فترة السنتين التي بدأتها
ناورو.
ويخشى أندرو فريدمان، من منظمة صناديق بيو
الخيرية، من "التعجيل السريع" بإصدار الموافقات، لأن قاع البحر بيئة
شاسعة غير مستكشفة وغنية بيولوجيا.
ويؤكد فريدمان أنه يجب على السلطة الدولية لقاع
البحار استثمار الوقت والموارد اللازمة لضمان حماية النظم البيئية في أعماق البحار
قبل المضي قدما في أي عملية تعدين.