هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إكسبرت" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن السياسة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن تجاه السعودية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عبارة "لعنة السعودية" شاعت وسط سكان الولايات المتحدة، بعد الكشف عن الممارسات الديكتاتورية التي تُرتكب في حق المعارضين من اعتقالات وتعذيب وإعدام، التي تتم بمباركة من حكام المملكة.
وذكرت الصحيفة أن تجاهل الولايات المتحدة الجرائم المرتكبة من طرف ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعكس التناقض الصارخ في تقييم مدى التزام الأنظمة السياسية في منطقة الشرق الأوسط بحقوق الإنسان.
وقالت: "ففي حين لا تدخر واشنطن جهدا في الكشف عن الجرائم المرتكبة من النظام الإيراني ضد معارضيه، تغض الطرف عن سجل المملكة العربية السعودية الحافل بالانتهاكات".
اقرأ أيضا: MEE: بايدن خيب الآمال وابن نايف لا يصلح بديلا لابن سلمان
وأوضحت الصحيفة أنه نظرا لامتلاك السعودية احتياطيات نفطية ضخمة ذات أهمية حيوية للعالم بأسره، وتمتعها بنفوذ سياسي كبير في المنطقة، وحفاظها على علاقات متعددة الأبعاد مع الولايات المتحدة، فإن توتر العلاقات معها أو قطعها من شأنه أن يضرّ بالاقتصاد الأمريكي، وهذا يجعل من السعودية دولة لها مكانتها في الشرق الأوسط وخارجه.
وتابعت: "مع أن المرشحين للرئاسة الأمريكية دائمًا ما يتوعدون بمراجعة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، إلا أنه بمجرد الوصول إلى البيت الأبيض يصرفون النظر عن مسألة إضافة المملكة إلى قائمة الدول المارقة".
وبحسب ما نقلته شبكة "إن.بي.سي" عن مصادرها، فإن الأمير محمد بن نايف، البالغ من العمر 61 عاما، في وضع صحي حرج، بعد إصابته بجروح خطيرة على مستوى الساق جراء العنف الذي تعرض له، ما أفقده القدرة على الحركة.
ومن المرجح أن يكون بن نايف قد تعرض للضرب على أخمص قدميه بهراوة. ووفقا لنشطاء حقوق الإنسان، تتم هذه الممارسات الترهيبية بأمر من السلطات المحلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الأمير محمد بن نايف من أبرز الشخصيات السياسية في الشرق الأوسط. وقبل بضع سنوات، كان من المتوقع أن يخلف ابن نايف الملك سلمان. وقد كان يشغل منصب وزير الداخلية، وعُرف بتعاونه مع وكالة المخابرات المركزية في الحرب على الإرهاب. وبفضل الجهود التي بذلها ابن نايف، وقع دحر تنظيم القاعدة".
اقرأ أيضا: دعوى قضائية بأمريكا لكشف مصير محمد بن نايف
إلى جانب ذلك، تجمع الأمير ابن نايف علاقات صداقة مع العديد من الشخصيات المؤثرة داخل الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم تساعده هذه الخصال إلى جانب تلقيبه من طرف شبكة "إم إس إن بي سي" بـ "جنرال الحرب على الإرهاب" في التغلب على المكائد التي نصبها محمد بن سلمان، التي مكنته من الوصول إلى ولاية العهد.
وفي حين لا يزال ابن نايف رهن الاعتقال منذ السنة الماضية، بات ابن سلمان ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد.
ووجهت شبكة "إن بي سي" أصابع الاتهام إلى ترامب وإدارته بشأن الفشل في تقديم مساعدة أمريكية لابن نايف. ويبدو أن موقف بايدن من ذلك لا يختلف عن سلفه، لا سيما بعد رفضه فرض عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد ثبوت تورطه في مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
وأوردت الصحيفة أن معهد دول الخليج العربية في واشنطن أعلن في الآونة الأخيرة عن إصدار حكم بالإعدام ضد ابن شقيق الملك الأمير السعودي فهد بن تركي، وهو منافس آخر لابن سلمان، اعتقل في الخريف الماضي، بعد اتهامه بالتورط في قضايا فساد.
وكان الأمير فهد بن تركي قائد قوات في اليمن.
وأوضح معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن الحكم بالإعدام يأتي بعد اتهامه بالتخطيط لمحاولة انقلاب.
وأضافت: "في حال ثبوت هذه المعلومات، فإن ذلك يعني تعدي ابن سلمان على أحد المحظورات في المملكة، وهو تجريم قتل أفراد العائلة المالكة".
واختتمت: "رغم ورود تقارير عن تعرض أفراد منها محتجزين للتعذيب، إلا أن ذلك لم يؤدّ إلى وفاة أي أحد منهم. واهتمام الولايات المتحدة بمصير بن نايف قد يكون له عواقب بعيدة المدى، وقد يجبر المملكة على تقديم بعض التفسيرات".