مقابلات

"عربي21" تحاور حقوقيا دوليا حول عواقب وقف مساعدات سوريا (شاهد)

مخاوف من "عواقب وخيمة" حال فشل مجلس الأمن في التمديد لآلية تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا- جيتي
مخاوف من "عواقب وخيمة" حال فشل مجلس الأمن في التمديد لآلية تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا- جيتي

من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة بعد يوم 10 تموز/ يوليو المقبل من أجل بحث تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود السورية التركية من معبر باب الهوى قبالة محافظة إدلب، حيث سيتم التصويت على تجديد القرار رقم 2533.

 



كان أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد حذّر، الأربعاء الماضي، مجلس الأمن من "عواقب وخيمة" في حال فشله في التمديد لآلية تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مشدّدا على أن "الشعب السوري في أمس الحاجة لهذه الآلية، فالوضع اليوم أسوأ من أي وقت مضى منذ بدء الصراع (عام 2011)".

في هذا الإطار، أجرت "عربي21" مقابلة مصورة مع مدير مكتب الاستجابة للأزمة السورية لدى منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن)، يوهان مويج، للوقوف على مدى انعكاس هذا التصويت المرتقب على الأوضاع السورية، خاصة في ظل تدهور الحالة الصحية على خلفية تفشي جائحة كورونا.

وتاليا نص المقابلة مع "ضيف عربي21":


كيف سيؤثر قرار التصويت المرتقب لمجلس الأمن بشأن القرار رقم 2533 على الوضع الصحي في سوريا؟

على المرء أن يدرك أن الوضع الصحي في شمال غرب سوريا ليس جيدا في هذه اللحظة. تقوم المنظمات الإنسانية غير الحكومية والأمم المتحدة بأفضل ما في وسعهم من أجل مواكبة متطلبات الرعاية الصحية. في الحقيقة الوضع ليس جيدا في الأصل، ولكن بالرغم من ذلك، هناك كمية من المستلزمات التي يتم إحضارها من قِبل منظمات الأمم المتحدة.

إذا لم يتم تمديد قرار فتح المعبر –ونحن نتمنى أن يتم إبقاء المعبر مفتوحا- هذا يعني أن الأمم المتحدة لا تستطيع إدخال الأدوية والمستلزمات الأخرى إلى البلاد، وهذا قد يؤدي إلى قيام الموزعين التجاريين والمنظمات غير الحكومية بذلك، ولكنه لن يكون كافيا. ولهذا السبب نشعر بالخوف من أن يسوء الوضع أكثر.

لماذا يعتبر قرار مجلس الأمن 2533 مهما بالنسبة لوكالات الإغاثة مثل منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن)؟

نعمل بشكل وثيق مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة مثل منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، واليونيسف، وغيرها. ولأننا نعمل معا، نحقق الكثير. وعلى مدى الست أو سبع سنوات السابقة تم إنجاز الكثير من أجل الوصول لملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا. إذا أصدر مجلس الأمن قرارا بعدم التمديد، هذا يعني أن الأمم المتحدة لن تستطيع عبور الحدود، وبالتالي ستقوم المنظمات الإنسانية غير الحكومية - السورية والدولية - بكافة العمل، وهذا كثير.

لذا، بالنسبة لنا فمن الضروري أن نستطيع الاستمرار بالعمل معا مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى التي قامت بعمل رائع. من وجهة نظر إنسانية، لا يوجد سبب إطلاقا يسمح بوقف المساعدات المخصصة للأشخاص الذين هم في حاجة لها.

ماذا تتوقع منظمة الرؤية العالمية أن يحدث في حال عدم تمديد قرار السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا؟

إنه من الصعب إدراك ما يحصل الآن حاليا. كنت في تركيا الأسبوع الماضي أتحدث إلى منظمات مختلفة تابعة للأمم المتحدة، وسألت السؤال ذاته: ماذا سيحدث خلال خمسة أسابيع؟ ماذا سيحدث إذا مُنعت الأمم المتحدة من دخول شمال غرب سوريا استنادا على القرار؟ أغلب منظمات الأمم المتحدة قامت بالتفكير على المدى الأبعد والتحضير، حيث قاموا بإحضار المخزون إلى سوريا الذي بإمكانه أن يدوم إلى عدة أشهر.

وعلى وجه التحديد، قام برنامج الأغذية العالمي بشحن أكثر من ألف شاحنة كل شهر مليئة بالطعام إلى سوريا، ولكن سرعان ما سينفد هذا المخزون. لقد ناقشنا العديد من الخيارات، ولكن اتفقنا على أنه لا توجد منظمة إنسانية غير حكومية أو مجموعة من منظمات غير حكومية تستطيع تحمّل الضغط الذي تحمّله برنامج الأغذية العالمي. وينطبق الشيء ذاته على منظمات الأمم المتحدة الأخرى، فعند النظر إلى التنسيق الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية من أجل تقديم الرعاية الصحية، فسيكون صعبا.

في أفضل الأحوال، لدينا بضعة أشهر بفضل التحضير المسبق، ولكن بعد ذلك لا نعلم كيف سنقوم بحل هذا الوضع. ولكننا نتحدث مع جهات مانحة، ومنظمات الأمم المتحدة، وقامت منظمات إنسانية غير حكومية دولية بالمساعدة في إيجاد حلول عملية لهذه المشكلة الهائلة.

حذّرت منظمتكم مؤخرا من اجتياح موجة ثانية لفيروس كورونا شمال غرب سوريا.. ماذا تستطيع إخبارنا عن الوضع الوبائي الحالي؟

ليس من السهل معرفة ماذا يحدث بالتحديد في البلاد، وهذا بشكل أساسي لأن إمكانية إجراء الفحوصات ضئيلة جدا. فبالإعتماد على ما نراه في البلدان المجاورة، نحن نعلم بالتأكيد أن زيادة جديدة في أعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19) ستحدث، ومع وصول عدد قليل من اللقاحات إلى البلاد، نخاف من أن الوضع سوف يسوء أكثر في الأسابيع القادمة.

ما الذي تقومون به في شمال غرب سوريا من أجل مكافحة جائحة كورونا؟

نحن نحاول بشتّى الطرق أن نساعد السكان لكي يبقوا في أمان. وهذا يعني أننا نشجعهم، كما في باقي أنحاء العالم، على الحفاظ على المستويات الاعتيادية في الوقاية (التباعد الإجتماعي وارتداء الكمامة وغسل اليدين والنّظافة بشكل عام، وتجنب التجمعات في الأماكن الضيقة قدر المستطاع). وفي نفس الوقت، الوضع في شمال غرب سوريا مختلف عن عدد من دول العالم الأخرى، حيث يصبح اللقاح أكثر إتاحة.

أمسى بإمكاننا الآن رؤية نتائج كوفاكس، النظام العالمي لنقل اللقاح من البلدان الغنية إلى البلدان الأفقر، بشكل بطيء. حيث أن ما يقارب 25,000 جرعة من اللقاح أصبحت متاحة في شمال غرب سوريا، ونحن ندرك أن هذه اللقاحات تصل إلى المكان الصحيح ولكنها غير كافية. من الجيد الالتزام بالاحتياطات، ولكن الحل الدائم لهذه المشكلة هو إيجاد عدد كافٍ من اللقاحات لمساعدة السكان في هذه المنطقة.

ما هي توصياتك للدول الأعضاء في الأمم المتحدة المقبلين على التصويت في شهر تموز/ يوليو؟

أنا شخص متخصص بالشؤون الإنسانية، لذا الطريقة التي أنظر بها إلى الموضوع هي من وجهة نظر إنسانية بحتة. مهمتنا في منظمة الرؤية العالمية هي مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص، خصوصا الذين يعانون وما زالوا يعانون منذ وقت طويل. لذا أقول للأعضاء المقبلين على التّصويت، أرجو النظر إلى هذه المسألة من منظور إنساني، لا يوجد منظور آخر غير المنظور الإنساني. علينا أن نساعد الملايين من الأشخاص. لذا توصيتي البسيطة هي حاولوا العمل على نجاح القرار واسمحوا للسوريين بالاستمرار في تلقي المساعدة اللازمة.

 

التعليقات (0)