هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على واقع الصدمة في كابول، على خلفية مقتل القائد الميداني للقوات الخاصة الأفغانية "الكوماندوز"، سهراب عظيمي، قبل أيام، في هجوم لحركة طالبان، التي تضرب بقوة في مناطق مختلفة بالتزامن مع انسحاب قوات الولايات المتحدة البلاد.
وفي بعض المناطق، بحسب الصحيفة، استسلمت القوات المحلية بعد مفاوضات بين شيوخ المجتمع وطالبان. وفي حالات أخرى، دمرت القوات الأمريكية الراحلة قواعد، أو جردتها من كل شيء يمكن استخدامه لمنع وقوعها في أيدي طالبان.
وعلى الرغم من تسارع الهجمات من قبل الحركة، يقلل المسؤولون العسكريون الأفغان من أهمية التقدم المحلي لطالبان، ويلاحظون أن العديد من تلك الهجمات تنتهي بسرعة، وسرعان ما تسترجع القوات الحكومية سيطرتها على المناطق مرة أخرى.
وقُتل عظيمي وفريقه المكون من 22 رجلا، الأربعاء، على أيدي قوات طالبان أثناء الدفاع عن قاعدة في مقاطعة فارياب الشمالية في انتظار التعزيزات.
وقالت السلطات إن القوات الأفغانية تمكنت من استعادة السيطرة على المنطقة بحلول الخميس، مؤكدة تكبد المسلحين خسائر فادحة.
اقرأ أيضا: عمران خان: لن نسمح للمخابرات الأمريكية باستخدام قواعدنا
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، فواد أحمد، ردا على أسئلة مكتوبة للصحيفة، إن "الوضع الذي حدث لا يعني انتصار وقوة طالبان".
وأضاف أن قوات الأمن الأفغانية لديها "قدرات قتالية ومهنية" كافية للدفاع عن البلاد، مشير إلى أن "انتصار طالبان عسكريا أمر مستحيل".
ولكن في فارياب، إحدى المقاطعات العديدة التي شنت فيها طالبان هجمات متكررة خلال الأشهر الأخيرة، زاد القتل الجماعي من إحساس عميق باليأس والهزيمة، وفق الصحيفة الأمريكية.
وبعد أسابيع من الهجمات التي أرهقت قوات الأمن المحلية، ودفعت الكثيرين إلى الاستسلام، حوصرت قوات الكوماندوز المدربة تدريبا عاليا، التي أُرسلت للإنقاذ، لكنها عزلت من طالبان، وقتلوا بشكل جماعي.
وكان الكولونيل عظيمي، القائد الميداني في القوات الأفغانية الخاصة التي غالبا ما تنقذ القوات وتستعيد المواقع الأمامية من هجمات طالبان، "يرمز إلى أفضل أمل للبلاد لدرء استيلاء المتمردين على السلطة، حيث بدأت القوات الأمريكية في الانسحاب من القتال"، وفق "واشنطن بوست".
اقرأ أيضا: ما مطالب أنقرة من واشنطن لإبقاء قواتها في مطار كابل؟
عظيمي، البالغ من العمر 31 عاما، هو نجل جنرال سابق في الجيش الأفغاني، وحظي بتدريب في الولايات المتحدة، ويملك سجلا أكاديميا مبهرا وسمعة عسكرية جريئة.
وفي مقابلة من منزله يوم الجمعة، أشار عظيمي الأب إلى أن ابنه -الذي درس في الولايات المتحدة وتركيا، وحاصل على العديد من الشهادات الأكاديمية وتزوج من مواطنة أمريكية- كان بإمكانه اختيار وظيفة مكتبية مرموقة أو وظيفة أجنبية بسهولة.
وأضاف: "كانت لديه العديد من الفرص، لكنه أراد الدخول في العمليات".
وقال عظيمي، الذي قاتل متطرفي طالبان قبل توليهم السلطة عام 1996، إنه منزعج من الافتقار إلى التخطيط الذي سبق المهمة الخطيرة في فارياب، والذي ترك الكوماندوز دون دعم.
ويقول العديد من الأفغان إن تقليص الضربات الجوية الأمريكية يمثل خسارة فادحة للقوات البرية، ويشير البعض إلى أن مثل هذه الضربات كان من الممكن أن تنقذ عظيمي ورجاله.
ووفقا لـ"واشنطن بوست"، فإن من الممكن أن تؤثر التقلبات في أفغانستان على كيفية مغادرة الجيش الأمريكي في الأيام المقبلة.