هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع شبكة "سي أن أن" الأمريكية تحقيقا حول استمرار تنظيم القاعدة بالعمل والنشاط من أفغانستان.
وفي تقرير أعده نيك بيتون وولش وايفان بيرفيز، قالا فيه إن غارة على قرية في أفغانستان قُتل فيها أحد زعماء القاعدة الكبار في العمر والمطلوب لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي أي)، وتم العثور على رسائل أرسلها من موقعه إلى خلايا التنظيم حول العالم. وتبعت هذه العملية غارتان في شمال سوريا.
وقالت الشبكة إن التفاصيل عن عملية المداهمة التي استهدفت حسام عبد الرؤوف في ولاية غزني بأفغانستان في تشرين الأول/ أكتوبر كشفت عن استمرار نشاط التنظيم وتواصله مع خلاياه حول العالم وفي ظل حماية من حركة طالبان.
وجاء في التقرير أن الغارة ضد عبد الرؤوف ربطت القاعدة في أفغانستان بسوريا. وتبع ذلك غارتان أمريكيتان على محافظة إدلب، شمال- غرب سوريا بعد 10 أيام، مع أن المسؤولين الأمريكيين قللوا من أهمية العلاقة بين غارة أفغانستان وسوريا.
وتظهر التفاصيل التي لم يتم الكشف عنها والمتعلقة بعبد الرؤوف عن قوة الرابطة بين القاعدة وحركة طالبان وذلك نقلا عن مسؤول أمني أفغاني زعم أن "العلاقة أعمق مما نعتقد" و"ليست علاقة إيديولوجية فقط ولكن علاقة عائلية، من خلال التزاوج ومن الصعب على طالبان التوقف وعدم السماح للقاعدة بعمل أمر في الخارج".
وقال المسؤول إن القاعدة منحت ملجأ آمنا في أفغانستان مقابل توفير خبراتها في عمليات جمع المال وصناعة المتفجرات ذلك أن "الجماعة الإرهابية تجمع المال من كل أنحاء العالم وتوفرها لطالبان"، كما ويقومون بتدريب الإنتحاريين ويساعدون في التفكير الإستراتيجي مقابل ملجأ من طالبان.
اقرأ أيضا: القوات الأمريكية في أفغانستان تبدأ بالانسحاب وتسليم القواعد
وتقول شبكة "سي إن إن" إن العلاقة بين الحركتين وارتباط القاعدة بخلاياها حول العالم ستكون أخبارا غير سارة لإدارة جوزيف بايدن التي تحضر القوات الأمريكية للخروج من أفغانستان بعد حرب مضى عليها عقدان تقريبا. وتعد الحرب الأمريكية الأطول في تاريخ الحروب التي خاضتها أمريكا، حيث قال بايدن عند إعلانه عن الانسحاب إن القوات الأمريكية ذهبت إلى هناك للتأكد من عدم تحول البلاد إلى قاعدة للهجوم على أمريكا. ومع تفكيك القاعدة فقد "تم إنجاز الهدف".
لكن المقابلات مع المسؤولين الأفغان تصور حركة تتمتع بدعم من طالبان في المناطق الخاضعة لها وتخطط للقيام بهجمات ضد الغرب. واقترح أحدهم أن القاعدة تبعد أقل من عام عن القيام بهجوم ضد الغرب. وتشير الشبكة إلى أن المقابلات النادرة مع المسؤولين الأفغان تأتي وسط مخاوف لدى الحكومة الأفغانية من سيطرة طالبان على البلاد حال خرجت القوات الأمريكية التي سيرحل آخر جنودها في الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر.
وتقوم المخاوف الأفغانية على رفض طالبان المسار الدبلوماسي الذي رضيت به أثناء إدارة دونالد ترامب. وكان تعهد الحركة بعدم بناء علاقات مع الإرهابيين أو منحهم ملجأ نقطة أساسية في اتفاقية السلام التي وقعت عليها الحركة مع واشنطن، العام الماضي، في العاصمة القطرية، الدوحة. وينص البند الأول من الاتفاقية على أن الجماعة المتمردة "ملزمة بمنع استخدام أي جماعة أو فرد التراب الأفغاني ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها".
وقال المسؤول الأمني الأفغاني إن التعهد لإدارة ترامب "كان مجرد نكتة بينهم ويعرفون أن هذا لن يحدث". ويشير المسؤولون الأفغان إلى الغارة ضد عبد الرؤوف، المعروف أيضا بأبي محسن المصري، كدليل على نمو القاعدة وعلاقتها مع طالبان. ومات متأثرا بجراحه بعد أن نقلته القوات الأفغانية الخاصة من قرية كونساف بولاية غزني. وكان مطلوبا بناء على أمر من محكمة مانهاتن صدر في 27 كانون الأول/ديسمبر 2018 بتهمة "التآمر لقتل مواطنين أمريكيين" و"توفير الدعم المادي للإرهابيين الأجانب" وكما كتب على الملصق الذي وزعه "إف بي أي".
وأصدر المصري في السنوات الماضية عددا من التسجيلات الصوتية والفيديو والتي هاجم فيها "الكذابين في البيت الأبيض الشرير الذين زعموا أنهم سيسحبون القوات الأمريكية من أفغانستان لأن مهمتها انتهت". وفي تسجيل آخر هاجم فيه أمريكا وبريطانيا واتهمهما بالعنصرية.
وقال المسؤولون إن المصري يختبئ في أفغانستان منذ هربه من باكستان عام 2014 وظل يتواصل مع خلايا الحركة حول العالم. وقال مسؤول آخر إن الرسائل المشفرة التي عثر عليها في جهاز كمبيوتر المصري الشخصي كانت مع خلايا في باكستان وسوريا. ويضيف المسؤول "كان على اتصال مع عناصر القاعدة الرئيسيين حول العالم ولديه برامج عمليات"، ولم يقدم المسؤول تفاصيل أخرى عن طبيعة عمل المصري، مضيفا أن مقر إقامته كان محميا من طالبان. وفي رسالة أخبر المصري مسؤولين في القاعدة أن أفغانستان ستعود إلى ما كانت عليه قبل 2001 كمركز عمليات.
وعبر مسؤول أفغاني عن خشيته من تحول أفغانستان إلى معقل قوي لتنظيم هجمات في الخارج. ولم يقدم المسؤول أدلة عن خطط القاعدة لتنظيم هجمات خارج أفغانستان و"لكنهم يدخلون مرحلة جديدة من إعادة التنظيم والقيام بمهام على قاعدة واسعة"، مضيفا أن المعتقلين من خلية المصري قدموا معلومات عن طبيعة المهمة. وكإشارة عن الترابط بين مقتل المصري وعلاقاته الخارجية شنت القوات الأمريكية غارتين على شمال سوريا بالإضافة لاكتشاف رسائله على الكمبيوتر إلى ناشطي القاعدة في سوريا. وقال مسؤول أفغاني بارز إن الأمريكيين طلبوا تأجيل الإعلان عن مقتل المصري الذي حدث قبل أيام من الإعلان الرسمي في 24 تشرين الأول/أكتوبر، مضيفا أن الغارة مرتبطة على ما يبدو بالغارات في سوريا، مع أنه لا يملك أدلة.
وفي سوريا استخدمت القوات الأمريكية طائرتين مسيرتين في 15 و22 تشرين الأول/ أكتوبر 2020. ولم تشر لأية معلومات عن الغارة الأولى ولكنها أشارت إلى الثانية ومقتل سبعة من قادة القاعدة كانوا في لقاء.
وقللت القيادة المركزية الوسطى من العلاقة بين مقتل المصري والرسائل التي تم اعتراضها والغارات على سوريا.
اقرأ أيضا: WP: بايدن اختار الطريق الأسهل بأفغانستان والتداعيات قبيحة
وقالت العقيدة كارين روكبري، إنها لا تعرف عن وجود رابطة بين الغارة في أفغانستان وغارات إدلب.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم بعثة طالبان في الدوحة إن المزاعم "غير صحيحة"، مضيفا أن حكومة كابول تقوم منذ سنين بمحاولة "خلق شك لإقناع القوات الأجنبية بالبقاء" و"ستظل في السلطة وتحصل على المليارات لكي تصبح حساباتها المصرفية أكبر".
وقال شاهين الذي يفضل استخدام وصف الإمارة الإسلامية إن المعاهدة واضحة في نصها على عدم السماح لطالبان باستخدام أفغانستان كقاعدة للهجوم على أمريكا وحلفائها و"لو فعلنا هذا فإننا نخلق المشاكل لأنفسنا ولن يكون هناك سلام في أفغانستان وحرب بعد حرب وهذا ضد مصالحنا".
وقال إن القيادة العسكرية اجتمعت بعد توقيع اتفاقية الدوحة وتم التأكيد على الإلتزام بها قولا وكتابة. وأرسلت القيادة رسالة أخرى للولايات المتحدة نصت على أي عضو في طالبان بأجانب تحت إمرته سيعزل ويقدم للمحاكمة، وهذا يشمل المقاتلين من باكستان "الجميع".
وفي تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية بداية العام أشار إلى تطور في العلاقة بين طالبان والقاعدة وأن الأخيرة تقوم بتوسيع حضورها في مناطق طالبان. ولكن العلاقة ظلت محلا لروايات متناقضة، ففي بعض الأحيان تمت المبالغة بها من أجل حصول المسؤولين على مساعدات مالية ومصادر لجهودهم الحربية. ومع قرب خروج القوات الأمريكية يتم التقليل من أهمية العلاقة.
وفي الوقت الذي رأى فيه محللون أن طالبان ندمت على منح القاعدة الملجأ مما أدى للغزو الأمريكي بعد هجمات 9/11 إلا أن طالبان أوكلت مهمة القيادة العسكرية لسراج حقاني، المسؤول عن شبكة حقاني المرتبطة بالقاعدة.
وقال مسؤول أفغاني إن المصري أقام علاقات قوية أثناء وجوده في أفغانستان بقادة طالبان، ومنهم مسؤول اسمه زاهد، والذي كان اسمه على قائمة السجناء الذين طلبت طالبان الإفراج عنهم أثناء محادثات الدوحة.
وأشار تقرير للأمم المتحدة في شباط/ فبراير إلى أن مقتل عدد من قادة القاعدة في مناطق طالبان يؤكد قوة العلاقة.
وأشار التقرير إلى مقتل المصري وكذلك مقتل زعيم القاعدة في شبه القارة الهندية محمد حنيف في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر بولاية فرح، وأشار التقرير إلى أن دولا أعضاء في الأمم المتحدة قدمت الدعم لحنيف "الذي كان يوفر التدريب على صناعة المتفجرات لطالبان".
وتوصل تقرير الأمم المتحدة إلى أن "الرجلين كان يحصلان على الدعم والحماية من طالبان". إضافة إلى "أدلة أخرى عن العلاقة بين الجماعتين" مشيرا إلى إصرار طالبان على ضم اسم زوجة زعيم للقاعدة قتل في 2019 لكي تكون ضمن عملية تبادل السجناء مع الحكومة الأفغانية. ورفض مسؤول أفغاني تسمية زعيم القاعدة في أفغانستان مكتفيا بالقول إنه لا يزال أيمن الظواهري الذي يتحرك بمناطق القبائل في أفغانستان ولكن السلطات الأفغانية لا تعرف مكانه بالتحديد.