ملفات وتقارير

لهذا يصر "الحشد" على إقامة استعراض عسكري بذكرى تأسيسه

تأجل العرض العسكري إلى 22 حزيران/يونيو الجاري وسط رفض حكومي- الأناضول
تأجل العرض العسكري إلى 22 حزيران/يونيو الجاري وسط رفض حكومي- الأناضول

يدور جدل واسع في العراق حول إصرار قوات الحشد الشعبي على إقامة استعراض عسكري في ذكرى تأسيسها السابعة، رغم تأخر إقامته بموعده المقرر في 13 حزيران/ يونيو الجاري، بعد أشهر من الاستعداد لإجراء هذه الفعالية.


تأجيل الاستعراض، أرجعته وسائل إعلام محلية إلى رفض رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إقامته في بغداد، ثم جرى تحويله إلى ديالى، وبعدها ألغي بتدخل من قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، في محاولة للتهدئة بين الحكومة والفصائل المسلحة.


أسباب التأجيل


من جهته، قال المحلل السياسي القريب من الحشد الشعبي، وائل الركابي، في حديث لـ"عربي21"؛ إن "الاستعراض العسكري للحشد الشعبي لم يلغ، وسيكون استعراضا كبيرا لم يشهد له من قبل أي من المؤسسات العسكرية العراقية".


وأوضح الركابي أن "التأجيل لم يكن بطلب أو تأثير خارجي كما أوردت وسائل إعلام تريد الفتنة، وإنما جاء لأسباب فنية؛ لأن هناك بعض الأطراف في الحشد الشعبي تريد أن تشارك في الاستعراض، إضافة لإدخال كل ما يمتلك من قدرة سواء صواريخ ذكية وطائرات مسيرة ومعدات ثقيلة".


وتابع المحلل السياسي: "لا وجود لأي قرار سياسي يلغي الاستعراض العسكري لقوات الحشد الشعبي، ولا يملك أي أحد القدرة على منع الاستعراض سواء قوة حكومية أو غيرها".


وأشار إلى أن "مكان إقامة الاستعراض العسكري ليس مهما سواء في بغداد أو في ديالى، وحتى إذا كان السلاح من إيران فهذا ليس معيبا، فأغلب الدول تشتري أسلحة من الخارج، لكن المعيب هو من يحاول أن يرى بهذا الاستعراض أنه تحدّ لقوى اللادولة، أليست هذه مؤسسة عسكرية تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة".


وأردف: "إذا كان يمتلك رئيس الوزراء شيئا من الوطنية والكرامة العسكرية والإرادة الحقيقية عليه الحضور؛ لأن هذه القوات تحت وصايته ورعايته وهو القائد العام للقوات المسلحة ويجب أن يفخر بها، وإذا لم يحضر فسوف لن يزيد شيئا".


واستبعد الركابي "حضور قائد فيلق القدس الإيراني للاستعراض العسكري للحشد الشعبي، لدواع أمنية، لكن من الوارد أن تكون دعوات لحضور شخصيات إيرانية وسورية ولبنانية، التي تمثل محور المقاومة في المنطقة".


الاستعراض سيجري خلال هذا الشهر، وتأكدت من طرف كبير جدا في الحشد الشعبي، أن الاستعراض سيكون خلال أيام، والمكان لا يمثل أهمية بقدر إقامة الفعالية ذاتها.


رسائل الاستعراض


وفي المقابل، رأى الخبير الأمني والسياسي، مؤيد الجحيشي، في حديث لـ"عربي21"، أن "إصرار الحشد الشعبي على الاستعراض يثبت أنه يتحدى الدولة وأنه ليس جزءا منها، فهو يريد تثبيت مناسبة خاصة به يقيمها كل عام في بغداد، بمعزل عن عيد تأسيس الجيش العراقي في 6 كانون الأول/ يناير، وكل ذلك تعترض عليه الحكومة".


وأوضح الجحيشي أن "تأجيل استعراض الحشد الشعبي الذي كان مقررا يوم 18 من حزيران/ يونيو الجاري، وتأجله إلى يوم 22 من الشهر الجاري، كان سببه الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وانتظار وصول المرشح إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة".


ولفت إلى أن "الاستعراض مقرر إجراؤه في المنطقة الخضراء وأمام السفارة الأمريكية، بمشاركة 20 ألف مقاتل يتدربون حاليا في معسكر أشرف بمحافظة ديالى، وباستخدام صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية".


وبيّن الجحيشي أن "الاستعراض العسكري يراد من ورائه إيصال رسائل أن العاصمة بغداد بيد المليشيات الولائية، وذلك تحت لافتة الحشد الشعبي الرسمية، وأن الأخير هو من يتولى زمام الأمور الأمنية".


وعلى حد قول الخبير الأمني، فإن "الحشد الشعبي يريد من خلال الاستعراض الظهور بأنه القوة الصاعدة المتصرفة بمقدرات البلد والقرار السياسي والأمني، وكذلك تنصيب الرئاسات الثلاث في البلد".


ورأى الجحيشي أن "وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة في إيران، يقوي أكثر موقف الحشد الشعبي ويجعله ذراع إيران الثورة الفاعل بالعراق، ولا نستبعد أن يُنفذ في بغداد سيناريو الانقلاب الحوثي في اليمن على السلطة".


رفض حكومي


أما الموقف الحكومي من الاستعراض، فقد أصدر رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، الاثنين، بيانا صحفيا في الذكرى السابعة لفتوى المرجع الديني الأعلى، علي السيستاني، التي تشكل على إثرها الحشد الشعبي في حزيران/ يونيو 2014.


وقال الكاظمي: "مرت بلادنا الحبيبة في مثل هذه الأيام بظروف بالغة الصعوبة، وضعت العراق أمام تحد وجودي خطير، لولا العناية الإلهية بهذا الوطن المقدس، وما صدر من المرجع الأعلى علي السيستاني، من فتوى وتوجيهات أوقفت وحشا إرهابيا كان قد أرعب العالم كله، وقد أدت الفتوى إلى القضاء على هذا التنظيم (داعش) خلال مدة لم يكن يتصورها العالم".


وأضاف: "جاءت الفتوى من منطلق روح وطني خاطب الهوية العراقية الشاملة، كما هو المنهج المتعارف الدائم في مواقف المرجعية الرشيدة، التي أبت أن تخاطب أي عراقي سوى بهويته العراقية، تاركة العناوين الطائفية والعرقية بعيدا تماما عن خطابها السياسي".


وأشار رئيس الحكومة العراقية، إلى أن "العراقيين لبوا بأصنافهم وأطيافهم كافة، الدعوة الشاملة لجميع المتطوعين للالتحاق بالقوات الأمنية الرسمية لمواجهة داعش".


وتابع: "جاءت هذه كلها نتيجة الإهمال في رعاية المؤسسات الأمنية والجيش العراقي البطل، وتراكم من سياسات خاطئة أدت بالبلد إلى هذه الكوارث، ونعمل على تصحيح هذه المسارات ووضع البلد على الخط الصحيح، بدعم القوات المسلحة وضبط أدائها وفق القواعد العسكرية الوطنية، كما أوصت بها المرجعية دائما، محذرة من استغلال الفتوى سياسيا واقتصاديا لصالح مشاريع غير وطنية، تفسد تضحيات المتطوعين الأبطال".


وكان نائب رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو علي البصري، قد أكد أن العرض العسكري لقوات الحشد الشعبي، الذي سيقام لأول مرة أواخر الشهر الجاري، سيبهر الأنظار.


وشدد أبو علي البصري، في مقابلة مع وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية، الأحد الماضي، على أن الحشد الشعبي سيكشف عن أسلحة وطائرات مسيرة وصواريخ جديدة لأول مرة، وستشارك في الاستعراض جميع فصائل الحشد الشعبي دون استثناء.


وأضاف أن العرض سيقام في منطقة "الخالص" بمحافظة ديالى شمال شرقي بغداد، لافتا إلى أن رئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة العراقية هو أحد الضيوف الرسميين، وأنه تمت دعوة العديد من الشخصيات وزعماء العشائر، كضيوف غير رسميين.

 

اقرأ أيضا: الحشد العراقي: باقون ولسنا مليشيا (شاهد)

التعليقات (1)
من سدني
السبت، 19-06-2021 12:11 ص
نظره سريعه لقوات الحشد الشعبي الايراني المجوسي وفتش جيوبهم لترى رواتبهم بالدولار من السفاره الامريكيه ونظره الى سلاحهم وذخائرهم فكلها اما صنع في تل ابيب او من امريكا وهم على نهج الحوثي يقبضون من امريكا ويرفعون شعار الموت لامريكا واسرائل ويذبحون اهل الاسلام ويريدون هدم الكعبه ولازال حكام الخليج والسعوديه يخطبون ودهم ويرتجفون من صيحاتهم وهم يتذللون للنصيري بسوريا والى اسيادهم في الماسونيه وتل ابيب.