أكدت صحيفة عبرية، أن الأوضاع تسير إلى
التصعيد مع قطاع
غزة وحركة
حماس، وليس إلى التسوية، منبهة لفشل العدوان
الإسرائيلي الأخير على
القطاع في ردع المقاومة، خاصة في ظل غياب أي إنجاز سياسي إسرائيلي.
وأوضحت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير أعده
تل ليف- رام، أن "مسيرة الأعلام" ليست هي "العامل الوحيد المحفز
والمفجر" الذي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد سريع في غزة.
ونبهت إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع والذي
استمر 11 يوما، "لا يمكن أن يعتبر حملة ناجحة على المستوى الاستراتيجي، إلا إذا
انتهت بإنجاز سياسي واضح لإسرائيل"، وفق قول الصحيفة.
وأضافت: "عمليا، حتى بدون مسيرة الأعلام، الاتجاه هو
تصعيد إضافي أكثر مما هو تسوية، فقد مر نحو شهر منذ الحملة، ومثل هذا الإنجاز لا
يلوح في الأفق بعد".
ولفتت إلى أن الإجراءات الإسرائيلية المختلفة لمواجهة صواريخ
حماس وإطلاق البالونات الحارقة من غزة، من نشر "القبة الحديدية"، وتعديل
حركة الطائرات في مطار "بن غوريون" لاعتبارات عملياتية.. "كل ذلك
يشهد على وجود مشكلة؛ فالحملة انتهت دون أن تعطي إنجازا سياسيا واضحا يعبر عن الإنجازات
المزعومة التي تحققت في الميدان"، كما تقول الصحيفة.
ونوهت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال حاول في العدوان الأخير
على غزة، أن "يحصل على حسم وانتصار، وليس فقط ردعا ومسا بالقدرات"، منوهة
إلى أن "مسألة ردع حماس معقدة جدا للتحليل الاستخباري، والمس بقدراتها لا
تزال عليه علامات استفهام، ولا سيما في كل ما يتعلق بمنظومات الصواريخ".
وقالت إنه "بعد الحملة، حددت إسرائيل مستوى أعلى كشرط
للتسوية مما كانت عليه حملات سابقة، وحل مسألة الجنود الإسرائيليين الأسرى كشرط
لإعمار غزة، كما تعمل معابر القطاع بشكل ضيق، مع تغيير آلية نقل أموال المساعدة
للقطاع من قطر ومن الأسرة الدولية، بحيث تمر عبر السلطة وبرقابة دولية، وإعلان
إسرائيلي بأن استئناف المواجهات من القطاع سيواجه بردود عسكرية أقوى كثيرا من جانب
إسرائيل"، على حد قولها.
وأضافت: "ما كان لن يكون، هكذا وعد رئيس الأركان
أفيف كوخافي في نهاية الحملة، وهذه الإعلانات ستوضع قيد الاختبار في الفترة
القريبة القادمة، عندما يكون واضحا بأن احتمال التصعيد أكبر بكثير من احتمال نجاح
المصريين أو أي وسيط آخر في إحلال وقف نار طويل المدى".
ولم تستبعد "معاريف" أن يتم الدخول في جولات
تصعيد مختلفة الحجم بين الاحتلال وحماس، حتى يتم التوصل لـ"تفاهمات"
بين الطرفين. واستدلت على ذلك بقول "كارل فون كلاوزفيتس" قبل نحو 200
سنة: "الحرب ليست إلا استمرارا للسياسة بوسائل أخرى"، حيث يفترض بالحرب
أن تؤدي لـ"نتائج سياسية".
وبحسب الصحيفة، هذا هو "التحدي الأول والأهم الذي
يقف أمام رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ولكن في الطريق إليه يوجد احتمال غير صغير في
أن تتدهور الأمور لمواجهة أخرى قبل أن يكون ممكنا تحقيق إنجاز سياسي".
وذكرت أن "إسرائيل وتحت تعريف تحقيق الردع وضرب
القدرات، أخرجت إلى حيز التنفيذ فكرة عملياتية، وخططا وأحابيل خُطط لها لحملة بحجم
آخر تماما، تحت مفهوم الحسم"، معتبرة أن "الإنجازات العملياتية التي
تعزى في الجيش الإسرائيلي للحملة الأخيرة لا تعبر عن نفسها حتى الآن في إنجاز
سياسي، ولعل الفجوة هذه هي النقطة المركزية في تحقيقات الجيش التي تجرى هذه الأيام
قبيل جولة أخرى يحتمل إلى حد كبير أن تأتي قريبا"، بحسب الصحيفة.