هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجم الأمير المغربي، هشام العلوي، حركة "حماس"، واتهمها بالعمل على "إخماد نار التعبئة الشعبية الفلسطينية"، في إشارة إلى الاحتجاجات في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
ورغم توقيع بلاده اتفاقية تطبيع بوساطة أمريكية، بُعيد اعتبار واشنطن "القدس" عاصمة لـ"إسرائيل"؛ فقد اتهم العلوي حركة حماس بممارسة "لعبة مبتذلة" مع الاحتلال، زاعما أن "كليهما يخشى ما ترمز إليه أحداث حي الشيخ جراح، أي نشأة حركة مدنية لحقوق الفلسطينيين".
وفي محاولة للتقليل من شأن انتصار المقاومة في غزة، والتنكر لدورها في إجبار العالم على الاهتمام بوضع القدس، المستنزف منذ عقود؛ زعم العلوي أن الفلسطينيين في حراكهم من أجل الشيخ جراح كانوا يفضلون "العصيان السلمي على الصراع المسلح".
وأضاف الأمير المغربي، في مقال نشره موقع "أوريون21" الفرنسي: "في الخوف من هذه التعبئة تلتقي مصالح حماس وإسرائيل، بينما يريد كل منهما إبادة الآخر. إذ هما يلتقيان في بعض المواقف بحكم الظروف، دون وجود لاتفاق بينهما. إسرائيل تعوّدت المعارك العنيفة، لكنها تجد نفسها مربكة أمام معجم الحقوق المدنية الأخلاقي. ورؤية حماس الأيديولوجية تأسست على مبدأ الكفاح المسلح، لا على حركة شعبية ديمقراطية متجذرة في القدس، مهد فلسطين التاريخية".
اقرأ أيضا: وزير مغربي يتحدث عن التطبيع ويشارك بفعالية لـ"إيباك"
وتابع: "لقد جعلت أوسلو من منظمة التحرير الفلسطينية هيئة حكومية بإلغاء وضعها السابق كمكوّن إرهابي. ومن سخرية تاريخ عملية السلام أن حماس بدورها قد تفقد صفتها كمنظمة إرهابية، كون إسرائيل مجبرة في السياق الراهن على مخاطبة طرف مقابل (..) شرّعت الحكومة الإسرائيلية استراتيجيتها لعسكرة القضية الفلسطينية من خلال التركيز على حقها في الدفاع عن نفسها (..) أما حماس، فهي على وشك أن تتحول إلى نسخة فلسطينية لحزب الله اللبناني، بعد أن سمح له هذا الصراع بالتحول من منظمة مقاومة وطنية إلى قوة عسكرية، تمكنها قدراتها المسلحة من الانخراط في زمن أطول وعلى صعيد أوسع، دون الاكتراث بمصالح شعبها".
وقال: "كلا الطرفين لا يبحث حقا عن حل سلمي، بل يقوّي كل منهما الآخر بطريقة مبتذلة، في إطار مسرحية محكمة الأدوار والطقوس، وداخل خطوط حمر يعرفها كل من الطرفين حق المعرفة".
ودعا علوي إلى الإسراع بإقامة انتخابات تشريعية في الأراضي الفلسطينية، قائلا: "هذا المشهد الإقليمي المتغير من جهة، وتلاقي مصالح حماس وإسرائيل من جهة أخرى، يضعان الفلسطينيين في وضع يائس. تبقى الطريقة الأمثل للخروج من الأزمة هي تنظيم الانتخابات التي ما فتئت حماس وفتح تؤجلانها، فكلاهما يخشى أن تضيع منه صلاحياته، حماس في غزة وفتح في الضفة".
وأضاف أن من شأن الانتخابات تشجيع "ظهور بديل سياسي فلسطيني محلي، ويتفادى حكومة مستقبلية تقودها حماس بعد أن أصبحت بمثابة حزب الله فلسطيني، أو تقودها فتح التي باتت أسيرة ريعها كشرطي بالوكالة".
وتابع: "هنا يمكن للمجتمع الدولي أن يتدخل في الاتجاه المناسب. لن تنهي أي إدانة دبلوماسية لإسرائيل الاحتلال وعملية الضم، ولن يقنع أي عقاب أو تهديد حماس بالتخلي عن موقفها العسكري. بالعكس، يجب على المجتمع الدولي تشجيع إجراء انتخابات ديمقراطية في فلسطين لإعطاء صوت للأغلبية الصامتة، حتى يتسنى الخروج من هذا المأزق السياسي وتوفير طريقة بديلة لضمان حقوق الشعب الفلسطيني".