قراءة استشرافية لما بعد معركة
سيف القدس، للبحث في واقع ومستقبل الأوراق الدفاعية للكيان الصهيوني ومدى قدرته على مجابهة التطور المستمر للمقاومة.
الأوراق الدفاعية للكيان
أولا: الأوراق الخاصة
1- الضربات الجوية للمؤسسات الحكومية ومقرات
المقاومة وبيوت قادة المقاومة، والأبراج الرئيسية ولمؤسسات المجتمع المدني الداعمة لشعب
غزة بما فيها المؤسسات الدولية، كما حدث مع مدارس ومقرات الأنروا والتي تعد من قبيل "فش الغل"، ومحاولات تحقيق أية مكاسب معنوية، خاصة بعدما ثبت صمود شعب غزة ووقوفه خلف خيار المقاومة واستعداده المستمر لتحمل تكلفة تحرره.
2- محاولة تتبع وضرب مرابض ومنصات الصواريخ ومداخل الأنفاق، وذلك ما فشل فيه الكيان بما يؤكد هزيمته الاستخباراتية أمام المقاومة.
3- محاولة تتبع وضرب قيادات المقاومة الميدانين، وذلك ما فشل فيه الكيان أيضا، حيث لم يتمكن من الوصول إلا لخمسة عناصر من الصف الثاني لقيادات المقاومة.
5- التلويح والتهديد بالحرب البرية والاجتياح البري لغزة، وذلك ما فشل فيه أيضا الكيان، حيث فشل في استدراج عناصر المقاومة والقيام بضربة نوعية لها، كما أنه أصبح لا يعتقد بجدوى وفاعلية الاجتياح البري لغزة، لما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة على الكيان.
6- ضرب وحرق مصادر الحياة لشعب غزة من مصانع ومزارع وحقول، وذلك ما حاول القيام به وفشل أيضا لتكلفته الدعائية العالمية الكبيرة على الكيان، بالإضافة إلى ضعف فاعليته على شعب غزة والمقاومة.
7- التوسع في الاعتقالات وبعض التصفيات بالضفة والقدس، لعدة أهداف أهمها تقويض قوة وفاعلية المقاومة بالضفة والقدس باعتقال قيادتها وعناصرها النشطة، بالإضافة إلى جمع المعلومات ومحاولات التجنيد، خاصة بعد اكتشافة تعاونا متكررا بين عناصر من السلطة والمقاومة، وتأكده من اختراق المقاومة لمؤسسات السلطة، بالإضافة إلى محاولة إرهاب المقاومة والشعب
الفلسطيني بالضفة والقطاع عن الخروج ومجابهة الكيان.
8- التضييق على المؤسسات التعليمية والاقتصادية والمتاجر الفلسطينية كمحاولة لتضييق سبل الحياة والضغط على فلسطنيي الداخل، ومحاولة إجبارهم على التسليم والهجرة.
8- تضييق الحصار على غزة وغلق كامل للمنافذ البرية والبحرية.
ثانيا: الأوراق الداخلية مع السلطة
1- الضغط عى السلطة، وتوبيخها على نمو قوة ونفوذ المقاومة بالضفة والقدس، ومطالبتها بالوفاء بالتزامتها الأمنية ضد المقاومة، وتهديد بتقليص وجودها ونفوذها.
2- ضغوط أمريكية وأوروبية مضافة على السلطة بزيادة نشاطها وفاعليتها ضد عناصر المقاومة، مع التهديد بتقليص الدعم المالي للسلطة، ربما تفضي إلى اشتباكات فلسطينية فلسطينية يعمد الكيان على إشعالها وتوسعتها، لنقل جزء من معركتة مع المقاومة إلى معركة المقاومة مع السلطة.
ثالثا: الأوراق الخارجية من الحلفاء العرب
1- الاستنجاد بمصر ومطالبتها بالوفاء بالتزامتها تجاه أمن الكيان، والتدخل السريع لإنقاذ الكيان ووقف إطلاق النار، واستخدام أوراق الضغط المختلفة على المقاومة، وتكليفها صراحة باستعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة في أقرب وقت، وذلك ما أكده لقاء نتنياهو مع رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل.
2- لقاء نتنياهو مع عباس كامل يعكس مسار ونوع التعاون المصري الجاري مع الكيان، في الدعم المعلوماتي والاستخباراتي للكيان عن المقاومة في غزة، وهذا ما ستحاول مصر التوسع فيه عبر تكثيف تواجدها في القطاع بدعوى الإعمار.
3- بالتأكيد ستمارس مصر أكبر شكل من أشكال المتاجرة السياسية الممكنة بملف الإعمار للضغط على المقاومة، وحرمانها من جني ثمار المعركة، والحد من تطور ونمو فكرة ومشروع وقوة وقدرات وممكنات ودور المقاومة في القضية الفلسطينية خاصة والمنطقة عامة.
4- ربما ستكون هناك بعض الإغراءات المصرية بتخفيف الحصار والفتح الجزئي للمعابر، مع تحرير بعض معتقلي المقاومة في مصر، والعمل مع الكيان في ملف تحرير أسرى المقاومة. وأعتقد أن ذلك لن يكون مقبولا بالمرة من قبل المقاومة، التي تبحث عن مكاسب استراتجية كبرى بحجم ما حققته المعركة من كشف وإرباك للكيان.
5- الدعم المالي الإماراتي والسعودي للكيان لتعويض خسائره المعركة.
6- الدعم السعودي بالقبض على قيادات المقاومة بالمملكة ومحاولة الحصول منهم على معلومات عن المقاومة، بالإضافة إلى تجفيف منابع الدعم المالي للمقاومة القادمة من المملكة.
رابعا: الأوراق الخارجية من الحليف الأمريكي
1- الدراسات العسكرية للكيان مع الأمريكان للبحث عن السلاح اللازم لضرب المقاومة، خاصة في مجال القنابل الكبيرة القادرة على اختراق أعماق بعيدة من سطح الأرض والوصول إلى شبكة أنفاق ومترو المقاومة تحت غزة.
2- محاولات التطوير التكنولوجى ومحاولة الوصول إلى شبكات الاتصال الخاصة بالمقاومة.
3- دراسات تطوير القبة الحديدية لمواجهة الرشقات الصاروخية الكبيرة.
4- التعاون الاستخباراتي ضد عمليات توطين التكنولوجيا العسكرية للمقاومة.
5- وضع ملف دعم إيران للمقاومة الفلسطينية على مقدمة طاولة التفاوض الأمريكي الإيراني.
الخلاصة المتوقعة:
1- لا شك أننا سنعيش حالة من سباق التسلح الكبير والمتسارع بين المقاومة والكيان، أشبه بسباق تسلح الحرب الباردة الذي عاشه العالم في القرن التاسع عشر.
2- كما ستستمر إيران في الاستثمار في المقاومة وربما تمنحها سلاحا دفاعيا نوعيا جديدا، بما يعزز موقفها التفاوضي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
3- اعتماد الكيان على السلطة لن يبدو أساسيا خلال الفترة المقبلة، لكن الكيان لا يستطيع الاستغناء عنها بل سيحافظ عليها، مع استمرار الضغط عليها لتقديم ما يمكنها لأمن الكيان.
3- الكيان وحده يبدو غير قادر مستقبلا على مجابهة المقاومة الفلسطينية، بيد أن الدعم العربي والأمريكي يمثل له شريان الحياة وصمام الأمان النسبي المؤقت.