هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نوفوي فاستوتشني آبازريني" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن اضطرار إدارة قناة السويس، في 28 أيار/ مايو، إلى اتخاذ تدابير طارئة مرة أخرى لفتح شريان النقل العالمي، الذي بات مزدحما للغاية، على خلفية جنوح سفينة الحاويات ميرسك إميرالد في قناة السويس؛ بسبب توقف محركها.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"،
إن إدارة قناة السويس تعاملت بشكل فوري مع العطل باستخدام أربع قاطرات بحرية. في المقابل،
أثار ازدحام الممر والتهديد الموضوعي بحادث جديد مرة أخرى مسألة إيجاد بديل لهذا الطريق.
من جهتها، اتّبعت شركة ميرسك سيلاند الدنماركية للنقل البحري، وهي أكبر شركات الخدمات اللوجستية في العالم المختصة في نقل الحاويات، وتجنبا للعواقب المترتبة عن جنوح سفينة إيفرغيفن في قناة السويس في آذار/ مارس، نهج زيادة حركة الشحن عبر روسيا، الذي تمثل في سير حاويات تحمل منتجات مختلفة من آسيا إلى أوروبا على طول طريق جديد متجاوزة بذلك قناة السويس.
بناء على ذلك، سيقع تسليم الحاويات من آسيا عن طريق البحر
إلى ميناء فوستوشني، الواقع في إقليم بريمورسكي، ثم سيقع نقلها عن طريق السكك الحديدية
الروسية إلى ميناء نوفوروسيسك، الواقع في إقليم كراسنودار، حيث سيتم نقلها بعد ذلك بواسطة
السفن إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وفقا للدنماركيين، يعِد هذا العمل التجاري الجديد
بمضاعفة الأرباح نتيجة تقلص وقت الرحلة بمقدار النصف، ما يرجح إمكانية نقل الحاويات
بشكل أسبوعي.
وذكر الموقع أن إدارة جمارك الشرق الأقصى نشرت على موقعها
على الإنترنت، في 25 أيار/ مايو، أن جمارك ناخودكا أعلنت بالفعل عن أول 247 حاوية تابعة
لشركة ميرسك سيلاند الدنماركية، محملة بقطع غيار السيارات واللدائن الملدنة حراريا،
التي يجب أن تصل إلى عملاء أتراك. وبشكل عام، لا تتجاوز مدة التسليم عن طريق السكك
الحديدية بين الموانئ الروسية 12 يوما.
بشكل عام، يتراوح إجمالي مدة العبور من ميناء المغادرة
إلى ميناء الوصول بين 25 و30 يوما، في
حين قد تصل هذه المدة إلى 45 يوما مع الطريق البحري التقليدي عبر قناة السويس. وفي
عام 2019، لم تُطلق الشركة الدنماركية طريقا مشابها بين موانئ فوستوشني وسانت بطرسبرغ
الروسية، نقلت عليها منذ بداية العام الجاري سوى 1986 حاوية. بالإضافة إلى استخدام
السكك الحديدية الروسية كواحدة من البدائل لقناة السويس، أصبح طريق بحر الشمال في الآونة
الأخيرة من الطرقات النشطة، وهو ما أعلن عنه وزير تنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي،
أليكسي تشيكونكوف، في اجتماع لمجلس الإدارة في 28 أيار/ مايو.
وبحسب تشيكونكوف، يدرس عدد من الدول الآسيوية بالفعل
طريق بحر الشمال، باعتباره بديلا لحركة النقل البحرية المزدحمة حاليا، مؤكدا أن طريق
بحر الشمال لها عديد المزايا المهمة مقارنة بقناة السويس، على غرار تقليص مدة الرحلة.
وأفاد المبعوث الرئاسي لمنطقة الشرق الأقصى الفيدرالية، يوري تروتنيف، خلال اجتماع
حول تطوير البنية التحتية لطريق بحر الشمال، بأن حجم نقل البضائع على طول طريق البحر
الشمالي تضاعف خمس مرات ونصف خلال السنوات الخمس الماضية، وبلغ بالفعل 33 مليون طن
في سنة 2021.
اقرأ أيضا: قضاء مصر يؤجل البت بتعويضات "إيفر غيفن" لمزيد من التفاوض
وأفاد الموقع بأنه وفقا لتوقعات وزارة تنمية الشرق الأقصى،
يجب أن يصل نقل البضائع على طريق بحر الشمال بحلول سنة 2024، إلى 80 مليونا مقابل
160 مليون طن على الأقل في سنة 2035. ويعدّ غياب ربط شبكة الموانئ مع السكك الحديدية
داخل روسيا أحد الأسباب التقييدية للاستخدام النشط لطريق بحر الشمال.
في هذا الصدد، أصبح إنشاء أكبر ميناء في القطب الشمالي في العالم، الذي انطلقت أشغاله مؤخرا في روسيا، أمرا مهما. وأطلق على الميناء لقب "خليج الشمال"، حيث يقع في جزيرة تايميار في الجزء القاري الشمالي من أوراسيا. في المقابل، تتولى شركة روسنفت مسؤولية تنفيذ هذا المشروع الضخم.
سيقع
تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، وسيزداد دوران البضائع في الميناء تزامنا مع بناء
15 مدينة إنتاج الهيدروكربونات. في الحقيقة، يعدّ بناء هذا الميناء ضروريا لمواصلة
تطوير أكبر مشروع استثماري "فوستوك أويل"، الذي تبدأ في إطاره شركة النفط
الروسية "روسنفت" في تطوير أغنى الرواسب في منطقة القطب الشمالي. ووصلت السفن
إلى جزيرة تايميار مع المعدات والآلات اللازمة، فضلا عن الهياكل المعيارية لبناء معسكرات
التناوب. وفي إطار مشروع "فوستوك أويل" من المخطط مشاركة أكثر من 400 ألف
عامل بناء في بناء المرافق.
وأورد الموقع أن طريق بحر الشمال لا يهدد المصالح التجارية
لأي طرف، بما في ذلك مصر. ويتمثّل كل ما في الأمر في محاولة تأمين طرق بديلة تساعد
على ضمان المبادلات التجارية العالمية في حال حدوث عطب فجائي على مستوى قناة السويس
أو طرأ ظرف خارجي.