هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت دعوة ألمانيا لعقد مؤتمر دولي جديد بخصوص ليبيا تشارك فيه عدة دول، مزيدا من التساؤلات عن أهداف الخطوة وما إذا كانت برلين ستقرر أمورا مفاجئة وجديدة على السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام الليبية في 23 من الشهر الجاري، بحضور ممثلين عن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا وكذلك الأمم المتحدة وبعض الدول ذات العلاقة.
"الانتخابات وسحب المرتزقة"
وذكرت الوزارة في بيان رسمي اليوم أن "المؤتمر يهدف إلى مناقشة الخطوات المقبلة التي يحتاج إليها تحقيق استقرار مستدام في البلاد وكذلك التركيز على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل وبحث ملف سحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، وتشكيل قوات أمنية موحدة في البلاد".
اقرأ أيضا: ألمانيا تستضيف جولة جديدة من محادثات السلام الليبية
واستضافت ألمانيا محادثات برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020، شارك فيها أطراف الصراع الليبي ورؤساء بعض الدول ونتج عنها عدة اتفاقات منها وقف الاقتتال والتصعيدات العسكرية، ثم انطلق بعدها ملتقى الحوار الليبي الذي أفرز السلطة الجديدة من حكومة ومجلس رئاسي.
وتبقى أسئلة مطروحة حول مؤتمر "برلين2"، ومنها: ما الجديد الذي سيقدمه لليبيا؟ وهل يمكن أن يصدر قرارات تربك المشهد أم يحسم ملفات لا تزال عالقة؟ وما طبيعة الدول والشخصيات التي ستحضر؟
"معالجة الانسداد والعراقيل"
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة وعضو ملتقى الحوار السياسي، عبد القادر احويلي أن "هذه الخطوة من قبل برلين ربما جاءت لمعالجة الانسداد الحاصل في ملف خروج المرتزقة والقوات الأجنبية وكذلك المساعدة في توحيد المؤسسة العسكرية".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "مخرجات المؤتمر تعتمد على نوعية الحاضرين ومدى تأثيرهم على القوات المتواجدة في ليبيا، ولا أعتقد أن تصدر قرارات مفاجئة والأمم المتحدة مكبلة بمواقف الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومدى اتفاقها وهو بعيد الاحتمال في هذه الفترة، أما تنفيذ خارطة الطريق فسيتعثر بسبب عدم توحيد المؤسسة العسكرية الليبية"، حسب تقديراته.
"تذليل العقبات"
ورأى عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة أن "هذا المؤتمر خطوة لاستكمال سابقه (برلين1) ويحاول وضع النقاط على الحروف بخصوص كل ما يتعلق بخارطة الطريق من أجل حل حقيقي للأزمة الليبية ووضع حكومة الوحدة والدول المتدخلة عسكريا وسياسيا في ليبيا أمام مسؤولياتها".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أنه "الآن لا مناص من سحب المرتزقة والعسكريين الأجانب وفتح الطريق وضمان الاستقرار تمهيدا للانتخابات القادمة، ويبقى التحدي في مدى جدية الأمم المتحدة وقدرة السلطة التنفيذية الجديدة على تنفيذ ذلك، ولا مبرر لهذه السلطة بعدم المطالبة بدعم دولي ولا مبرر للمجتمع الدولي في عدم الاستجابة خاصة أن ليبيا لا زالت تحت البند السابع"، وفق كلامه.
"دور ألماني داعم"
في حين أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، رمضان بن طاهر أن "المؤتمر خاص بدولة ألمانيا ولا علاقة له بالأمم المتحدة، وأن برلين تستهدف من وراء هذه الخطوة أمرين: الأول: توحيد جهود الأوروبيين تجاه الملف الليبي والخروج بتوصيات ورؤية مشتركة".
اقرأ أيضا: "الرئاسي" الليبي يعلن انطلاق حراك المصالحة الوطنية الاثنين
وأضاف لـ"عربي21": "والهدف الثاني هو دعم مسار الأمم المتحدة وخارطة الطريق، أما بخصوص دعوة ألمانيا دولا بعينها للحضور فهو كون هذه الدول لها علاقة مباشرة بالملف الليبي ولها أيضا مصالح متداخلة هناك"، كما صرح.
"ضغط دولي"
وقال الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد إن "توقيت المؤتمر يشير إلى الضغط الدولي على المهلة الممنوحة للجنة الحوار للاتفاق على القاعدة الدستورية قبل بداية يوليو المقبل، وأعتقد أن الهدف الرئيسي هو إنجاز الانتخابات في موعدها دون عرقلة، خاصة بعد ظهور الأصوات التي تتحجج بضرورة الاستفتاء على الدستور بعد أن كانت أحد المعرقلين له".
وتابع: "يحاول الأوروبيون من خلال مؤتمر برلين 2 ترسيخ فكرة أنهم أصحاب الدور الأبرز في حل الأزمة الليبية واستعادة شيء من نفوذهم الذي خسروه على حساب تركيا وروسيا"، بحسب رؤيته وتصريحه لـ"عربي21".