هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
منعت قوات الأمن الأردنية، مساء الأربعاء، فعاليات شعبية وحزبية من الاعتصام أمام السفارة الأمريكية في عمان رفضا لزيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن.
وتأتي زيارة بلينكن إلى عمان في ختام جولة للمنطقة بدأها بدولة الاحتلال وشملت الأراضي الفلسطينية ومصر لاستعراض جهود تثبيت التهدئة، ومساعي إعادة إعمار قطاع غزة.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي، الملك عبد الله الثاني الذي حذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية الاستفزازية بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، ومحاولات التهجير المتكررة وغير القانونية لأهالي عدد من أحياء القدس المحتلة، لا سيما حي الشيخ جراح، والتي قادت إلى التصعيد الأخير.
وشدد العاهل الأردني على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم بالقدس ومقدساتها وعدم المساس به، مشددا على مواصلة المملكة بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
"انحياز الأمريكي"
واعتبرت الفعاليات الشعبية الرافضة للزيارة أن الوقفة كانت تريد إيصال رسالة إلى الإدارة الأمريكية مفادها "التنديد بالسياسات الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني ضد حقوق الشعب الفلسطيني”.
الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين، معاذ الخوالدة، قال لـ"عربي21"، إن الهدف من الوقفة هو "رسالة رفض لزيارة بلينكن وإيصال رسالة إلى الإدارة الأمريكية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، نقول لهم كفى انحيازا للاحتلال الذي يرتكب المجازر والانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني".
اقرأ أيضا : الأردن يستدعي السفير الإسرائيلي بخصوص احتجاز أردنيين
معتبرا أن هذه الزيارة تأتي "بعد الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية على الأرض مما خلق ضغطا على الإدارة الأمريكية التي تريد أن تحقق مكسبا للكيان الصهيوني بعد الخسارة التي تلقاها في عدوانه الأخير على قطاع غزة".
بدوره انتقد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة في حديث لـ"عربي21"، منع الأمن للوقفة، مؤكدا أن "هنالك انحيازا واضحا من الإدارة الأمريكية لصالح المشروع الصهيوني على حساب أصحاب الحقوق، في الوقت الذي كانت تقصف غزة بالقنابل الأمريكية خرج الرئيس الأمريكي للحديث عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ولم يتحدث عن شعب يقصف وتنتزع أرضه وتداس مقدساته ويقتل أطفاله ونساؤه رغم أن القانون الدولي سمح للشعوب المحتلة أن تقوم بالمقاومة".
وتابع: "الإدارة الأمريكية تعتبر المقاومة في غزة حركة إرهابية وهذا مخالف للقانون الدولي، ومحاولة لجعل هذا الكيان فوق القانون الدولي، هذه السياسات الأمريكية تعرض المنطقة للانفجار".
وحول موقفه من طرح الإدارة الأمريكية لحل الدولتين كخيار يقول "لم يتذكر الرئيس الأمريكي أن هناك مفاوضات واحتلالا إلا بعد أن رأى صواريخ المقاومة تدك تل أبيب، تحرك من جديد لتخفيف التوتر وإشغال الناس بوهم التفاوض والسلام الذي نعيشه من 30 عاما دون جدوى، من يريد الحل عليه أن يوقف الاستيطان والاعتداءات على القدس، وإعادة الاعتبار للقدس وحق اللاجئين بالعودة إذا لم تعد الولايات المتحدة للقانون الدولي والاعتراف بالحق الفلسطيني سيبقى الحديث عن حل الدولتين وهما".
ملفات بلينكن
الكاتبة والمحللة لميس أندوني، ترى أن "بلينكن لم يكن سيأتي إلى المنطقة لولا الهبة الفلسطينية والتصعيد الذي حدث وهو يحاول أن يضمن التهدئة ولا يكون إزعاج وضرر لإسرائيل وليثبت لحكام العرب أن هناك أفقا سياسيا، لكنه لم يقدم أي أفق سياسي بما يفعله لحل حقيقي، هو يحاول تهدئة الجميع".
واعتبرت أن الزيارة حملت ملفا هو "إنقاذ كل اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال التي ضربت مصداقيتها الهبة الفلسطينية الأخيرة".
وتتساءل أندوني في حديث لـ"عربي21"، "أي حديث عن حل الدولتين يتحدثون عنه؟ الإدارة الأمريكية لم تتحدث عن إخراج المستوطنين من المستوطنات، كيف سيكون هنالك حل دولتين، وفي القدس هنالك اعتراف أمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما يجري تخدير للفلسطينيين من خلال إعادة فتح القنصلية للتعامل مع الفلسطينيين".
تتابع "ترى الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي أن الدور الأردني والدور المصري يقتصر على كيف يمكن أن يؤثرا على الفلسطينيين وهذا ليس هو المطلوب من دول الطوق، المطلوب هو أن تقف مصر والأردن مع الفلسطينيين، المطلوب من الأردن حماية نفسه والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، غير ذلك هو انتقاص من الدور الأردني خاصة بعد إهانة الوصاية الهاشمية على المقدسات".
وسبق زيارة بلينكن استدعاء الأردن للسفير الإسرائيلي وتسليمه مذكرة احتجاج تضمنت إدانة المملكة لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية بالقدس من انتهاكات واعتداءات واستفزازات مستمرة في المسجد الأقصى المبارك، والتضييق على دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية والمصلين، وطالبت بوقفها فورا.
واعتبرت أندوني أن تلك الخطوة تعد "تغيرا طفيفا وتغييرا باللهجة الأردنية، لكنه غير كاف، إذ كان يجب طرد السفير وهذا أقل شيء تجاه المجازر في قطاع غزة والانتهاكات بالقدس، وإبقاء إسرائيل على اعتقال شابين أردنيين تجاوزا الحدود هو نوع من الاستفزاز للمملكة، الأردن لديه أوراق أخرى يمكن أن يستخدمها".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن سابقا أن الوزير بلينكن سيؤكد خلال زيارته للمنطقة دعم واشنطن لأمن إسرائيل وإعادة العلاقات مع الجانب الفلسطيني.