هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا لأستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالشارقة، كارين يونغ، قالت فيه إن المشاعر المعادية للاحتلال الإسرائيلي في دول الخليج على إثر الحرب الأخيرة على غزة، ستمثل اختبارا حقيقيا لمتانة اتفاق "أبراهام" للتطبيع .
وأضافت يونغ في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، أن السياح الإسرائيليين تدفقوا إلى الإمارات في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، متجاهلين تحذيرات حكومتهم بسبب انتشار كورونا، ولم يردعهم خطر مطاردة عملاء إيران في شوارع الإمارات والبحرين.
وشددت على أن حماسهم كان باعث أمل للشركات التي تستعد للفرص من تدفق السياح المرتقب، بدءا من شركات الطيران ووكالات السفر إلى مشروع مشترك لتزويد فنادق أبوظبي بطعام الكوشر، لكن هذه الشركات تواجه صيفا صعبا على ما يبدو.
بالإضافة إلى التطبيع الدبلوماسي للعلاقات بين الموقعين على الاتفاقيات، كان الهدف فتح أبواب التجارة والاستثمار. وكانت التوقعات المبكرة متفائلة، حيث قدرت وزارة المالية الإسرائيلية إمكانات التجارة الثنائية مع الإمارات وحدها بنحو 6.5 مليار دولار في السنة.
وفي آذار/مارس، أعلنت الإمارات عن خطط لصندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار، للاستثمار في إسرائيل ومعها في "قطاعات استراتيجية" في الاقتصاد الإسرائيلي، بما في ذلك التصنيع والطاقة والرعاية الصحية. وكان هناك حديث أيضا عن مشاريع مشتركة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، حيث تمتلك الإمارات استثمارات كبيرة، بينما تتخلف إسرائيل كثيرا.
اقرأ أيضا: التطبيع مع الاحتلال.. سبع أطروحات سياسية في المحك
ولفتت يونغ أن البوادر المبكرة من السياحة كانت مؤشرا رئيسيا للتأثير الاقتصادي للاتفاقيات، حيث توافد أكثر من 50000 إسرائيلي إلى دبي خلال عطلة رأس السنة الجديدة، وكانت إسرائيل تأمل في جذب 100000 سائح سنويا من الإمارات. وأعلنت شركة الاتحاد للطيران، شركة طيران أبوظبي، عن رحلات جديدة إلى تل أبيب. وفي الشهر الماضي فقط، بدأت إسرائيل والإمارات محادثات بشأن ممر سفر خال من الحجر الصحي للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد كوفيد-19.
لكن كل ذلك كان قبل اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس، أحد أقدس الأماكن الإسلامية، مستخدمة القنابل الصوتية والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين الفلسطينيين، ما أثار غضبا في العالم العربي، واسع النطاق، وزادت حدته خلال حرب غزة.
وقالت إن الحكومة الإسرائيلية واصلت جهودها لجذب المسافرين من الخليج، لكن من الصعب تخيل أن حماس الإماراتيين والبحرينيين يضاهي حماس السياح الإسرائيليين الشتاء الماضي. وقد يدفع الغضب العربي، بدوره، الإسرائيليين إلى إعادة التفكير في رحلة إلى دبي أو أبو ظبي أو المنامة، على خلفية ما جرى في القدس وغزة.
وشددت على أن حملات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للفلسطينيين فرضت نوعا جديدا من الضغط على الشركات، بالنظر إلى المشاعر القوية المعادية لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإن الأعمال الإماراتية ستكون حذرة بشأن المشاريع المشتركة.
وتابعت: "قد يجعل قرار صندوق الثروة السيادية النرويجي بالتخلي عن الشركات المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية الأمر محرجا بالنسبة لأصحاب الاستثمارات الخليجية، الخاصة والسيادية، الذين يأملون الاستفادة من المواقف الأكثر تهاونا لحكوماتهم، حيث ستتعامل البحرين على الأقل مع منتوجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة على أنها صناعة إسرائيلية، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وختمت بالقول إنه "إلى حد كبير، فإن الأمل الاقتصادي لاتفاقات أبراهام يستند إلى المشاريع الخاصة، وعلى علاقات تجارية تتطور من تلك العلاقات بين الأفراد. وربما تكون أحداث الأسابيع الثلاثة الماضية قد أعاقت التقدم على تلك الجبهة المهمة".