ملفات وتقارير

حملة تطيح بتقييم "فيسبوك" نصرة لفلسطين.. هل تؤثر عليه؟

رفضت "أبل" طلبا من فيسبوك لإزالة التعليقات السلبية- CC0
رفضت "أبل" طلبا من فيسبوك لإزالة التعليقات السلبية- CC0

شهد تقييم تطبيق "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي انحدارا شديدا على متجري "غوغل" و"أبل"، جراء حملة أطلقها مناصرون لفلسطين، بالتزامن مع تصاعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى قلق شديد لدى مسؤولي الشركة العملاقة، وفق تقارير وتأكيد خبير تقني.

 

وأظهرت المنصة انحيازا للاحتلال، عبر رقابة مشددة على المحتوى المناصر للفلسطينيين وللمقاومة، مقابل تجاهل للمحتوى المحرّض ضد الفلسطينيين.

 

وأكد تقرير نشرته شبكة "ABC" الأمريكية، وترجمته "عربي21"، نجاح الحملة، موضحا أن متوسط تقييم تطبيق فيسبوك انخفض من نحو 4 نجوم إلى 2.3 على متجر "أبل"، وإلى 2.4 على متجر "غوغل"، خلال أسبوع واحد.

 

 

 

وأرجع التقرير ذلك إلى تلقي التطبيق الآلاف من التقييمات بنجمة واحدة، مع المئات من التعليقات على المتجرين تتضمن وسوما "هاشتاغات" تعبر عن التضامن مع فلسطين، من قبيل "الحرية لفلسطين" أو "غزة تحت القصف" باللغة الإنجليزية.

 

وأوضح أن فيسبوك تتعامل بجدية مع الحملة، وتصنفها خطرا من الدرجة الثانية، وهو وصف يستخدم عندما تكون هنالك مشكلة كبيرة، وفقا لرسائل داخلية اطلعت عليها شبكة "NBC".

وقال أحد كبار مهندسي البرمجيات في منشور على لوحة الرسائل الداخلية لفيسبوك: "ثقة المستخدم تنخفض بشكل كبير مع التصعيد الأخير بين إسرائيل وفلسطين.. مستخدمونا مستاؤون من طريقة تعاملنا مع الموقف. يشعر المستخدمون بأنهم يتعرضون للرقابة، وأنهم يحصلون على قدر محدود من المساواة، ويتم إسكاتهم في النهاية. ونتيجة لذلك، بدأ مستخدمونا في الاحتجاج من خلال ترك تقييمات بنجمة واحدة".

 



ووفقا للقطات المسربة للمناقشات الداخلية، اتصلت شركة فيسبوك بمتاجر التطبيقات للسؤال عما إذا كان سيتم إزالة التعليقات السلبية.

 

ورفضت شركة "أبل" ذلك، وفقا لما نشرته موظفة في فيسبوك، قالت إنها اتصلت بفريق علاقات مطوري "أبل" بشأن هذه المشكلة. 

 

وفي حديث لـ"عربي21"، قال خبير التكنولوجيا، عيسى مراد، إن التقييمات السلبية للتطبيقات على المتاجر تساهم في زيادة الضغوط على أسهمها، بالنظر إلى "جبن رأس المال".

 

لكن "مراد" أشار إلى أن ذلك الانهيار لن يؤثر على انتشار فيسبوك، بالنظر إلى تمكن الشركة بالفعل من تحقيق سطوة في عالم التواصل الاجتماعي تتجاوز حدود التأثر بالتقييم على متاجر التطبيقات.

 

اقرأ أيضا: تويتر وإنستغرام يقيدان التفاعل مع قمع الاحتلال بالأقصى

 

وتابع بأن التأثير الحقيقي على "فيسبوك" وغيرها من المنصات الكبرى يكمن في مقاطعة الترويج والإعلان عبرها، ما يؤثر على إيراداتها بشكل كبير، وبإلغاء الحسابات عليها، الأمر الذي ينعكس سلبا في الوقت ذاته على الناشطين الداعمين للقضية الفلسطينية أو غيرها من القضايا.

 

ولدى سؤاله عما إذا كان التقييم المبني على سياسات المنصة يؤثر على ضبط الجودة في الجانب الفني، قال مراد إن فيسبوك لديها شركات قائمة بذاتها لضمان الجودة "QA"، ولا تعتمد على تقييم العملاء أصلا.

 

وكانت منظمة "Access Now" غير الربحية، للدفاع عن الحقوق الرقمية، قد وثقت العديد من الأمثلة على انتهاكات حقوق الفلسطينيين وأنصارهم، بما في ذلك تقييد "إنستغرام" التابع لفيسبوك وسم "الأقصى"، وتقييد "تويتر" حساب الكاتبة الأمريكية الفلسطينية مريم البرغوثي.

 

 


وفي محاولة لوقف نزيف تقييم فيسبوك، اعتذر مسؤولون تنفيذيون كبار في الشركة لرئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتيه، خلال اجتماع افتراضي جمعهم معه، الثلاثاء، وفقا لما نقلت صحيفة "تايم".

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن رئيس البعثة الفلسطينية في لندن، السفير حسام زملط، فقد غادر المسؤولون الفلسطينيون اجتماعهم، بعد أن أخذوا "انطباعا" بأن فيسبوك اعترف بوجود "مشكلة كامنة في خوارزمياته"، وأن فريق الموقع وعد بمعالجتها.

ووفقا لزملط، فإن فريق فيسبوك الذي قاده نائب رئيس الشركة للشؤون العالمية، نيك كليغ، أقر بأن الموقع قام بشكل غير دقيق بتصنيف بعض الكلمات شائعة الاستخدام بين الفلسطينيين، كـ"شهيد" و"مقاومة" على أنها تحريض لممارسة العنف.

وأكد زملط أن المسؤولين في فيسبوك "وعدوا بأنهم سيعيدون النظر، وسيعيدون تقييم نظام عملهم".

وتقول الصحيفة إن متحدثا باسم فيسبوك لم يُنكر -عندما طلبت منه الرد- أن فريق كليغ اعتذر للجانب الفلسطيني بشأن حادثة الأقصى، كما لم ينكر التزام الشركة بإعادة النظر، وإعادة تقييم طريقة تعاملها مع المنشورات.

 

التعليقات (0)