هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تمنع الحمم النارية التي تنهمر على قطاع غزة من الطائرات الحربية الإسرائيلية، أهالي القطاع من التزاور في عيد الفطر السعيد الذي تزامن مع عدوان إسرائيلي جديد على القطاع المحاصر منذ 15 عاما.
وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف والمتصاعد والمستمر منذ 7 أيام، بدمار واسع في القطاع المنهك بفعل الحروب الإسرائيلية المتتالية، وكذلك الحصار الخانق، وأدى العدوان الإسرائيلي إلى ارتقاء نحو 200 شهيد.
العيد فرحة
وأكد المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في تصريح له وصل "عربي21"، أن "قوات الاحتلال ما زالت تمارس حرب إبادة بحق عوائلنا الفلسطينية، حيث أخرجت نحو 10 عائلات من السجل المدني، راح ضحيتها 38 شهيدا بينهم 21 طفلا و11 سيدة وعشرات الإصابات المختلفة".
وكان من اللافت في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف لغزة الذي استهدف العديد من العائلات الفلسطينية أثناء تواجدهم في بيوتهم، إصرار المواطن الفلسطيني محمد نطط "أبو سند" (44 عاما) من سكان مدينة غزة، على اصطحاب زوجته وأبنائه الأطفال الأربعة بعد ارتداء ملابس العيد، لقضاء أول يوم برفقة والدته الحاجة فاطمة (73 عاما).
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، التي زارته في منزله القريب من العديد من الأماكن التي استهدفت بصواريخ الاحتلال، أنه غادر ظهر الخميس الماضي، وهو أول أيام عيد الفطر، بعد يوم عنيف جدا؛ شهد سلسلة غارات مدمرة وغير مسبوقة على غزة.
وقال نطط: "فرح أطفالي كثيرا عندما علموا أننا سنقوم بزيارة جدتهم والاجتماع مع باقي أفراد العائلة، رغم استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع، وشعروا بالعيد عندما تزين كل منهم بلباس العيد الخاصة به"، منوها إلى أن والدته المسنة طلبت منهم عدم القدوم لزيارتها خوفا عليهم.
أجواء جميلة
ولفت إلى أن قرار زيارة والدته في هذه الظروف الصعبة لم يكون قراره هو فقط، بل كان قرار جميع إخوانه، حيث تجمعت العائلة في منزل والدتهم فاطمة، وكانت "أجواء جميلة؛ خاصة مع تجمع الكبار والصغار".
هذه الأجواء النادرة، لم تخل من تعكير صفوها من الاحتلال الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة، وحينما قرر "أبو سند" وعائلته المبيت عند والدته كي لا يتركها وحيدة في أول أيام العيد، ومع دخول المساء، فقد وصل نحو 18 مواطنا من أقربائهم يودون المبيت في ضيافة والدته، كانوا قد خرجوا من بيوتهم بسبب تهديدات الاحتلال المتواصلة لمنازل المواطنين، فقرر مغادرة المكان من أجل إفساح المجال للضيوف.
وبين نطط، أن قراره إحياء سنن التزاور، جاء من أجل أن يوصل رسالة إلى أولاده الأطفال أولا وإلى الاحتلال ثانيا، بأن "هذا العدوان يجب أن لا يكسر إرادتنا وشموخنا، وأن لا ينال من فرحتنا بالعيد رغم الألم والجراح".
وشدد على أهمية "الصمود في وجه هذا المحتل البغيض"، وقال: "نحن أبناء الشعب الفلسطيني، نعشق الحياة، وهذا العدوان لا يرهبنا، وسنفرح ونفرح الجميع رغم أنف الاحتلال".
وخلال حديث "عربي21" مع الوالد نطط، جلس بجوارنا طفله يزن (11 عاما)، الذي بدت عليه علامات السعادة والسرور عند حديثنا عن العيد، وقال بلغة بريئة: "فرحت كثيرا عندما ذهبنا إلى بيت جدتي ووجدت أبناء عمي، لعبت معهم وشعرت بالأمن والاطمئنان، لقد ذهب الخوف من الحرب مع وجودهم"، مضيفا أن "لمة العائلة في العيد جميلة".