هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع تصاعد الانتفاضة الفلسطينية الشعبية، في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة، ضد الاحتلال الإسرائيلي، ترصد "عربي21" أهم دلالات تلك الانتفاضة الفريدة وما كشفته بشأن حقيقة قدرات الاحتلال.
وتجري في الآونة الأخيرة انتفاضة فلسطينية شعبية متصاعدة في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة؛ الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948، ضد الاحتلال الإسرائيلي، دفاعا عن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة؛ حيث هبت المقاومة الفلسطينية للدفاع عن المقدسيين في مواجهة سياسات الاحتلال التهويدية.
نقاط ضعف الاحتلال
وعن أهم دلالات انتفاضة فلسطين الشعبية، واشتعال كافة الساحات الفلسطينية المحتلة، قال المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر: "بالرغم من القوة العسكرية والاقتصادية التي تمتلكها دولة الاحتلال، فإن المواجهة الشعبية الحالية، كشفت عن نقاط ضعف لم تكن بارزة على المدى الطويل".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه المواجهة الفلسطينية، أظهرت مدى هشاشة وضعف الاحتلال؛ أمام انتفاضة فلسطين الشعبية، وأيضا أمام المقاومة الفلسطينية، إذا ما تلاحم الشعب في صف واحد".
وذكر أبو عامر، أن "من معالم هذه الهشاشة؛ لم تنجح كل الوسائل الإسرائيلية في فصل الشعب الفلسطيني وتقسيمه بحسب مناطقه الجغرافية، فكل منطقة لها همومها الخاصة، وهذا يضع الاحتلال أمام تحد دائم؛ وهو تعدد الجبهات التي يضطر الاحتلال لمواجهتها إذا ما أقدم على استفزاز الشعب الفلسطيني في منطقة معينة".
اقرأ أيضا: لأول مرة بتاريخ فلسطين.. انتفاضة من البحر للنهر وعلى الحدود
ونوه إلى أن "الأحداث المختلفة، أكدت مركزية القدس في الصراع، وهذا سيعمل على تقويض المشروع الصهيوني في مدينة القدس التي يعدها الاحتلال عاصمته الأبدية".
ومن بين مظاهر الهشاشة، "عجز الاحتلال بكل ما يملك عن توفير الحماية للمحتلين بما يسمح بالرفاهية والاستقرار، وهذا العجز بادٍ من خلال نجاح المقاومة في الوصول إلى أكثر المناطق حساسية من أقصى الشمال والجنوب، حيث يخضع 6 ملايين إلى أوامر البقاء في الملاجئ وهم يمثلون حوالي ثلثي السكان".
وأضاف المختص: "وأما النقطة الأخرى، فهي الارتدادات الداخلية بعد مشاركة الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل، حيث فقدت شرطة الاحتلال في أكثر من موقع ومنطقة، السيطرة على الموقف، وانتقلت المواجهات بين الشبان العرب والمستوطنين، لدرجة أن كثيرا من المحللين الإسرائيليين، أكدوا أن إسرائيل تعيش حالة من الفوضى".
ونبه إلى أن "الأدوات الديمقراطية المزعومة لدى إسرائيل فقدت دورها في تنظيم المجتمع، بعد أن بدأ المتطرفون اليهود بأخذ القانون بأيديهم بدعم من شخصيات سياسية، وهذا يضعف قدرة أجهزة دولة الاحتلال على القيام بدورها".
القدس قضية مركزية
وخلص أبو عامر في نهاية حديثه مع "عربي21"، إلى أن "هناك حالة الفوضى والإرباك السياسي التي تعصف بالاحتلال، إضافة إلى عجز السياسيين الإسرائيليين عن إدارة الشأن السياسي، وعجز جيش الاحتلال عن حسم المعركة مع عدوه الضعيف نسبيا، الذي نجح في قصف كل مناطق الاحتلال طوال الأيام الماضية ولا تزال الصواريخ تتساقط بالرغم من كل التقنيات والقدرات العسكرية".
من جانبه، أوضح الباحث السياسي والمحاضر الجامعي إبراهيم خطيب، أن "ما يحدث في الداخل الفلسطيني وغزة والضفة الغربية، هو امتداد لما حدث سابقا في القدس، وهو دليل على أن قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، هي قضية عابرة لكل الفلسطينيين والعرب والمسلمين".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "وهي دليل على صدق الانتماء لهذه القضية، التي يمكن أن تفجر الصراع من جديد، وأن تكون دافعا لتحرك الفلسطينيين وحركتهم وعاملا يقتل ويؤثر على كل محاولات تدجين الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية، ومحاولة إلهاء الفلسطينيين بمعاناة غزة بسبب الحصار الجائر".
ولفت خطيب، إلى أن "ما حدث الآن، هو ذو دلالة على أن الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، القدس والمسجد الأقصى هي بوصلتهم، وهي قضية مركزية في الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي والإسلامي، ولا يمكن التنازل عنها".
وأكد أن ما يجري "دليل على أن الفلسطينيين ما زالوا متشبثين بقضيتهم، رغم كل محاولات المؤسسة الإسرائيلية الكبيرة، النيل من هذه القضية وزعزعتها وزعزعة انتماء الفلسطينيين لها، إضافة إلى التطبيع مع دول عربية، ترافق مع حالة الهوان العربي".
ونبه الباحث السياسي المقيم في الداخل المحتل، إلى أن "الشعب الفلسطيني قال كلمته من جديد، أن القدس توحدنا والأقصى يوحدنا، وأنه لا يمكن التنازل في هذه القضية التي يمكن أن تغير جميع المعادلات".