هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "وزارة الخارجية تشهد هذه الأيام حالة من الاستنفار، وسط صدور مواقف دولية منددة بالسلوك العسكري الإسرائيلي في غزة، ما يعني تراجع الرواية الإسرائيلية في المجتمع الدولي، لصالح تسويق الرواية الفلسطينية".
وأضاف إيتمار آيخنر، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط ثيور وونسلاند دعا إلى الهدوء، وقال إن ثمن الحرب مدمر، ما دفع مسؤولي الخارجية الإسرائيلية للرد على هذا التصريح، متسائلين عن سبب تجاهله لإطلاق الصواريخ من غزة، وفي الوقت ذاته، استدعت الوزارة السفير الإيرلندي لدى تل أبيب لتوبيخه، بعد إدانة وزير خارجيته للهجمات في قطاع غزة".
وأشار "وونسلاند إلى أن التصعيد الأمني في إسرائيل يتطلب الهدوء، ويستدعي وقف إطلاق النار فورا، لأن ما يحصل تصعيد إلى حرب واسعة النطاق، محذرا من ضرورة تحمل مسؤولية وقف التصعيد، لأن ثمن الحرب في غزة مدمر، وسيدفعه الناس العاديون، والأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف لإعادة الهدوء، لكن ذلك يتطلب في البداية وقف العنف الآن".
وأكد أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تلتزم الصمت، بل ردّت على تغريدة مبعوث الأمم المتحدة، بمخاطبته بالقول: "إنك تتحدث عن ثمن الحرب في غزة، لكنك تتجاهل 1000 صاروخ أطلقت على إسرائيل من قبل منظمتي حماس والجهاد الإسلامي في الـ36 ساعة الماضية".
في الوقت ذاته، استدعت وزارة الخارجية السفير الإيرلندي لدى إسرائيل كايل أوسوليفان؛ لتوبيخه عقب تصريحات وزير الخارجية الإيرلندي سيمون كوبان منذ بدء التصعيد الأمني على غزة، حين قال إن الهجمات لها "عواقب مأساوية"، ووصف الأحداث التي وقعت في الحرم القدسي بأنها تجمع سلمي للمسلمين، فيما استدعى وزير الخارجية الإيرلندي السفير الإسرائيلي في إيرلندا أوفير كاريب؛ لتوبيخه في مقر وزارة الخارجية في دبلن".
اقرأ أيضا: إصابة مراسل قناة تركية في غزة على الهواء مباشرة (شاهد)
وأوضح أن "كوبان كتب على حسابه على تويتر أن عمليات الإجلاء في الشيخ جراح وسلوان، والرد "الوحشي" لأجهزة الأمن الإسرائيلية على المظاهرات في الأقصى، غير مقبولة، ولأن الحق في حرية التجمع السلمي غير قابل للتفاوض، لذلك يجب أن يتوقف العنف والتحريض".
في الوقت ذاته، "تساءل الإسرائيليون عن آفاق الدعم السياسي الواسع الذي تحظى به من الولايات المتحدة، وإلى متى سوف يستمر، في ضوء أن إسرائيل تتلقى دعما سياسيا واسعا لاستمرار العملية في غزة، لكن ليس من الواضح إلى متى سيستمر هذا الغطاء السياسي، وسط انتقادات متزايدة في الولايات المتحدة حول عجز بايدن عن وقف المواجهة الحاصلة بين حماس وإسرائيل".
وأشار إيتمار آيخنر بتقريره بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، إلى أنه "ليس مؤكدا إطلاقا أن هذا الدعم الأمريكي سيستمر لفترة طويلة، فكلما استمرت هجمات إسرائيل بغزة، زاد الدعم، لكن ستكون ضغوط دولية لوقف النار، ولذلك عقد مجلس الأمن جلسة ثانية مغلقة لمناقشة التصعيد الأمني، وحتى الآن أحبطت الولايات المتحدة نشر بيان إدانة لإسرائيل، وواصلت معارضة الصياغة، حتى بعد تخفيفها بمساعدة بريطانية".
وأكد أن "الأمريكيين استخدموا حق النقض ضد البيان، الذي يتطلب موافقة جميع الأعضاء الخمسة عشر، حيث طلبت الولايات المتحدة الانتظار، بينما يتزايد الانتقاد الأمريكي لإدارة جو بايدن؛ بسبب عدم قدرتها على تهدئة العاصفة، وهذه الانتقادات تأتيه من اليمين واليسار، لأن بايدن وضع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني "على نار صغيرة"، وعدم إعطائه الأولوية، والحفاظ على الوضع الراهن".
وأشار إلى أنه "أمام هذا النقد، هناك نية أمريكية لإرسال هايدي عمر إلى المنطقة، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ليس من محبي إسرائيل على أقل تقدير، ومن غير الواضح كيف يمكنه المساعدة، خاصة في ضوء حقيقة أن الأمريكيين لا يتحدثون مع حماس".
وأشار إلى أنه "في اليومين الماضيين، تحدث وزير الخارجية غابي أشكنازي مع عشرين وزير خارجية حول العالم، بمن فيهم الأمريكي أنطوني بلينكين، والبرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا، والنرويجي إريكسن سوريدا، وعدد من نظرائه العرب، كما تحدث مع السفراء الإسرائيليين في الدول الأوروبية، وأطلعهم على أهم الرسائل اللازم ترويجها، وأصدر تعليمات للسفراء بإجراء مقابلات عديدة في وسائل الإعلام المحلية".
من جهتها، أشارت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، باتو بنسودا، إلى التصعيد في غزة، واحتمال ارتكابه جرائم حرب، وقالت إنني "أشعر بالقلق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك شرقي القدس، وكذلك في غزة ومحيطها، واحتمال ارتكاب جرائم بموجب معاهدة روما، وأكرر دعوة المجتمع الدولي للهدوء وضبط النفس ووقف العنف".