هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تصريحات وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش حول
ضرورة طرد مرتزقة "فاغنر" الروسية وكذا الجنجويد الأفارقة بعض الأسئلة عن
هدف هذه المطالب الآن، وما إذا كانت تحمل اعترافا رسميا بوجود هؤلاء في شرق ليبيا ما
يسبب إحراجا لحفتر الذي تؤيده الوزيرة.
وطالبت المنقوش خلال زيارتها لمدن الجنوب الليبي بضرورة خروج
القوات الأجنبية ومرتزقة الفاغنر والجنجويد والسوريين وغيرهم من المرتزقة في كل ليبيا،
سواء في الجنوب أم الغرب أم الشرق، مشددة على ضرورة تعاون الجهات المعنية بالتعاون
من خلال خطة زمنية ستضعها لجنة 5+5 بإشراف أممي"، بحسب بيان رسمي.
"تأييد حفتر"
وشن ناشطون وعسكريون في غرب ليبيا حملة ضد الوزيرة
"المنقوش" بعد تصريحاتها عن الاتفاقية مع تركيا وصمتها عن جرائم حفتر أو
المطالبة باتخاذ أي إجراء ضده، مطالبين بسرعة إقالتها وإبعادها عن الحكومة كونها "تعتبر
الممثل الأكبر لحفتر داخل حكومة الدبيبة".
وطالبت قيادات في عملية "بركان الغضب" العسكرية
رئيس حكومة الوحدة الوطنية إيقاف الوزيرة والتحقيق معها، متهمين إياها "بدعمها لحفتر
خلال عدوانه على طرابلس وأنها كانت ممثلة له في المحافل الدولية وتسوق لعملية الكرامة
التي أطلقها منذ سنوات"، وفق كلامهم.
"ارتجالية واسترضاء"
من جهته رأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أن
"حكومة الدبيبة كلها تعاني من عقدة الإرضاء لكافة الأطراف، وهذا ما يجعلها تتحرك
بلا رؤية واضحة، وهو ما يجعل من خطاب وزيرة الخارجية "المنقوش" خطابا للاستهلاك
الإعلامي دون أن يحمل أي إجراءات وآليات تعكس خطة استراتيجية للشعارات التي ترفعها
من إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وصون السيادة الوطنية".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "حالة
الارتجالية والاسترضاء في خطاب المنقوش جعلها تصرح وتذكر بشكل علني مرتزقة فاغنر والمرتزقة
الأفارقة لامتصاص موجة الغضب التي تعالت ضدها في الغرب الليبي، وهو ما سيجعلها في حالة
سخط في الشرق ويفقدها القبول لدى الشارع".
"موقف شجاع"
في حين قال الخبير القانوني الليبي، مجدي الشبعاني إن
"تصريحات ومواقف وزيرة الخارجية تؤكد أن حكومة الوحدة الوطنية تقف على قاعدة راسخة
مفادها أنه لا سيادة ليبية بدون خروج المرتزقة من الأراضي الليبية، وأن الوزيرة هنا تتحدث
عن جميع المرتزقة وتخص منهم الفاغنر والجنجويد وهذا مطلب شعبي".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "لا أعتقد أن
هناك عاقلا يرى أن هذه التصريحات في غير محلها".
"تعليمات لا تصريحات"
الناشط المهتم بالشأن الليبي، أيمن ناصف أكد أن "تصريحات
ومواقف المنقوش كلها مبنية على اتفاق ضمني بينها وبين من تمثله في الحكومة وهو
"حفتر"، لذا فقد تكون هذه التصريحات تعليمات أكثر من كونها موقفا للوزيرة،
أما تغير موقفها فجاء نتيجة الضغط الشعبي وخوفا من فقدها المنصب أو إحداث انشقاق في
حكومة الوحدة الوطنية".
وتابع: "ورغم أن هذا التغيير حتى لو كان على مستوى التصريحات
فقط فإنه يعتبر خطوة جيدة، إلا أن ردود الفعل ضد الوزيرة في شرق البلاد الممثلة لهم ستكون
عنيفة ورافضة وتسبب لهم ربكة كون المجتمع هناك تحكمه القبلية والعاطفة، وكون هؤلاء
المرتزقة الذين ذكرتهم علنا معروفة تبعيتهم وقتالهم إلى جانب حفتر"، كما صرح لـ"عربي21".
"هجمة إخوانية"
لكن الكاتب والمحلل السياسي الليبي المقيم في روسيا، أحمد
جمعة أبو عرقوب، وصف ما تعرضت له الوزيرة بخصوص تصريحاتها بأنها "حملة تقف وراءها
جماعة الإخوان وحزبهم في ليبيا، خاصة أنها تحدثت عن تركيا ما دفع هؤلاء إلى شن حملة ضدها
متهمين الوزيرة زورا بأنها داعمة لحفتر وهو ما ألب عليها الرأي العام".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "التصريحات
الأخيرة بضرورة إخراج كافة المرتزقة ومنهم السوريون أيضا هو نقطة إيجابية جديدة تضاف
إلى رصيد الوزيرة، وهي لا تغازل مناطق، بالعكس بل رفعت من مستوى التحدي بأسلوب غير
معتاد في تصريحات المسؤولين سابقاً (الخطاب المباشر) وطالبت بتنفيذ كافة بنود اتفاق
لجنة 5+5 و أيضاً تنفيذ قرارات مجلس الأمن (2510، 2570، 2571) وجميعها تنص على
ضرورة خروج كافة المرتزقة والقوات الأجنبية بما في ذلك روسيا وتركيا".
وتابع: "بهذه التصريحات أعتقد أن المنقوش قد أحرجت حفتر
بعد تأكيدها على المؤكد سابقاً ألا وهو وجود مرتزقة وقوات أجنبية بجانب قوات الأخير،
لكن لا ننسى أنها تحدثت عن مرتزقة سوريين أيضا".
اقرأ أيضا: الغارديان: لهذا غضب ليبيون من وزيرتهم نجلاء المنقوش