أكدت وكالة أنباء
النظام السوري (سانا)، تسلم وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، الاثنين، نسخة أوراق اعتماد سفير
إيران الجديد مهدي
سبحاني، في دمشق، خلفا للسفير السابق جواد ترك آباد.
وكانت وكالة "فارس" الإيرانية قد أشارت إلى أن تعيين سبحاني تم بناء على اقتراح وزير الخارجية الإيراني جواد
ظريف، وبموافقة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقبل تعيينه، شغل سبحاني مناصب عديدة، منها المدير العام لمكتب التخطيط والرقابة الاستراتيجية بوزارة الخارجية، والقنصل الإيراني في كراتشي الباكستانية، ومساعد مدير قسم غرب آسيا بوزارة الخارجية، ومساعد السفير الإيراني في تركمانستان وأوكرانيا، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران.
وحول دلالات تعيينه سفيرا لإيران في هذا التوقيت، قال عضو الائتلاف السوري، الدكتور زكريا ملاحفجي، إن تعيين سبحاني جاء بعد فترة من ضعف دور السفير السابق آبادي، لحساب مكتب ممثل المرشد الإيراني في سوريا، وأضاف لـ"عربي21": من الواضح أن قرار تغيير آبادي تم اتخاذه في وقت سابق.
إعادة ترتيب الوجود الإيراني
ووفق ملاحفجي، يُعد السفير الجديد (سبحاني) من المقربين من وزير الخارجية ظريف، وتعيينه في هذا المنصب يأتي تزامنا مع تموضع إيراني عسكري وسياسي جديد في سوريا.
وأكد أنه بعد تعرض القوات الإيرانية في سوريا لضربات كبيرة، بدأت إيران تتعاطى وفق حالة أمنية وسياسية وعسكرية جديدة، ويبدو أن طهران بحاجة إلى إعادة ترتيب وجودها في سوريا.
أكثر دبلوماسية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، درويش خليفة، إن ما يميز سبحاني المعين حديثا في دمشق، هو عمله السابق في مناصب مهمة، منها المدير العام لمكتب التخطيط والرقابة الاستراتيجية بوزارة الخارجية، والقنصل الإيراني في كراتشي الباكستانية، ومساعد مدير قسم غرب آسيا بوزارة الخارجية، ومساعد السفير الإيراني في تركمانستان وأوكرانيا.
ويعني ذلك، وفق خليفة، أن رصيد سبحاني من الدبلوماسية كبير، ما يؤهله لتمثيل مصالح إيران السياسية، التي تبدو حاضرة أكثر من غيرها في الفترة المقبلة، مستدركا خلال حديثه لـ"عربي21": "لكن سبحاني ينتمي إلى التيار الإصلاحي صاحب الصوت الخافت، مقابل صوت البنادق والصواريخ التي يطلقها قادة الحرس الثوري على الشعوب الرافضة لوجود إيران على أراضيهم".
وقال: "من خلال سلوك إيران خارج حدودها، نستنتج أن سفاراتها تنفذ دورا استخباراتيا مزعزعا لأمن البلدان التي لهم تمثيل فيها، كما حصل في بروكسل من خلال تجريم الدبلوماسي أسد الله أسدي والحكم عليه 20 عاما، وهو ما يتنافى مع الدور المنوط بالعمل الدبلوماسي حسب القانون الدولي".
تغيير اعتيادي
وفي المقابل، قلل الباحث في الشأن الإيراني، ضياء قدور، من شأن الخطوة الإيرانية، واصفا إياها خلال حديثه لـ"عربي21" بالخطوة الاعتيادية.
وعزا تقديره إلى ضعف دور السفارة الإيرانية في سوريا، مقارنة بدور ممثل المرشد الإيراني في سوريا حميد صفار هرندي، الذي يمتلك قرار الحل والعقد في كل الأمور.
وقال قدور: "يبقى السفراء من خلفية إصلاحية عبارة عن دمى متحركة، والقرار النهائي بيد الحرس الثوري الإيراني".
وفي نيسان/ أبريل الماضي، كانت وزارة خارجية النظام السوري قد أقامت حفلا وداعيا للسفير السابق آبادي، وقلدته وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.