هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال وزير خارجية فرنسا، جان إيف لودريان؛ إن القادة اللبنانيين لم يلتزموا بتعهداتهم التي قطعوها أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وهدد الوزير بتشديد العقوبات على معرقلي تشكيل الحكومة، دون أن يذكرهم.
وجاء كلام لودريان على وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية خلال لقاء صحفي قبيل مغادرته لبنان بعد زيارة استمرت يومين خيمت عليها أجواء سلبية، ومقاطعة من بعض الأحزاب والمجموعات المعارضة.
وقالت مصادر دبلوماسية؛ إن لو دريان أراد توجيه رسالة واضحة بأن باريس تدعم الشعب اللبناني، لكنها ضاقت ذرعا بالنخبة السياسية التي تقاعست عن الالتزام بتعهداتها.
وقال مصدر سياسي لبناني كبير لرويترز: "جاء إلى بيروت حاملا رسالة شديدة اللهجة للمسؤولين اللبنانيين، وليخبرهم أن لبنان يغرق وأنتم من تغرقونه أكثر... وإذا لم تساعدوا أنفسكم فلا أحد يستطيع مساعدتكم".
وأضاف وزير خارجية فرنسا أن "لقاءاته مع رئيس البلاد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كانت من منطلق ما يمثلون دستوريا وليس المحاباة"، مشيرا إلى أن "العقوبات التي أُعلنت ليست إلا بداية الطريق في مسار عقوبات متشدد".
وبالتزامن مع زيارة المسؤول الفرنسي لبنان، كانت باريس أكدت الخميس اتخاذها عقوبات بحق "شخصيات لبنانية متورطة في العرقلة السياسية لمسار تشكيل الحكومة والفساد"، ومن بينها منعهم دخول الأراضي الفرنسية، بحسب ما نقلت وسائل إعلام لبنانية ناطقة رسمية فرنسية.
بدوره، قال موقع "الخبر أونلاين" المحلي، نقلا عن مصادر لم يسمها؛ إن "الحريري خرج غير مرتاح" من اجتماع دام نصف ساعة مع لودريان، الخميس، بمقر إقامة السفيرة الفرنسية لدى بيروت، آن غريو، دون أن يدلي بأي تصريحات صحفية.
اقرأ أيضا: ابن جاسم: خروج لبنان من أزمته لا يحتاج وساطات من الخارج
فيما ذكرت قناة "أو تي في" المحلية، أن "لودريان خاطب الحريري خلال اللقاء بالقول: أنت وعدتنا بالتشكيل ونحن دعمناك حتى النهاية".
وأضاف لودريان قائلا: "لكن صورة فرنسا اهتزت في ظل فشل عملية تأليف الحكومة، وأنت ساهمت بذلك"، حسب ذات المصدر.
وقاطعت أحزاب ومجموعات معارضة لقاء عقده الوزير الفرنسي مع أحزاب ومجموعات تُصنف بأنها معارضة.
وذكرت صحيفة "المدن" المحلية، أن نحو 14 مجموعة سياسية رفضت المشاركة في اللقاء، مشيرة إلى أن "بعض المجموعات بررت عدم المشاركة بأن فرنسا دولة استعمارية".
ومن بين المقاطعين للقاء الوزير الفرنسي، حزب "التنظيم الشعبي الناصري" وحزب "الشيوعي اللبناني" وحركة "مواطنون ومواطنات في دولة"، ومجموعات مدنية أخرى.
وقد اعتذر الحزب "الشيوعي" في بيان، عن لقاء الوزير الفرنسي، مؤكدا رفضه لـ"محاولات إعادة تعويم النظام السياسي الطائفي الحالي".
وتسعى فرنسا إلى أداء دور في حل أزمة لبنان السياسية، في وقت يتهمها مراقبون بأنها تسعى لتعزيز نفوذها في البلاد خدمة لمصالحها.
وكانت باريس أعلنت عن "مبادرة" لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، عقب يومين من انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، غير أنها لم تلق نجاحا.
وجراء خلافات سياسية بين الحريري والرئيس ميشال عون، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة، منذ استقالة حكومة حسان دياب، بعد 6 أيام من الانفجار الكارثي بالمرفأ.
ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، بينها فرنسا.