هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتهت معركة الانتخابات الفلسطينية التي لم تتم بمكاسب غير متوقعة لحركة حماس، فيما منيت حركة فتح بالخسارة الأكبر بعد أن ظهرت غير موحدة على الرغم من أن رئيس السلطة محمود عباس اتخذ قراراً بتأجيل العملية الانتخابية قبل أن تبدأ أي من مراحلها معللا قراره بأنه يعود إلى رفض سلطات الاحتلال إجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة.
ويرى الكثير من المحللين أن حركة حماس كانت تواجه مأزقا في هذه الانتخابات وكان من المحتمل أن تخسر الكثير من مقاعدها في المجلس التشريعي لصالح القيادي المفصول من حركة فتح والمنشق محمد دحلان الذي يتمتع بدعم وتمويل إماراتي كبير، إلا أن تأجيل الانتخابات حال دون الوقوع بهذه الخسائر.
وكان الرئيس عباس أصدر قرارا يوم الخميس التاسع والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي يقضي تأجيل الانتخابات رسمياً، إلى حين الموافقة على إجرائها في مدينة القدس المحتلة. كما أشار إلى أنه سيتم العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالقرارات الدولية إلى جانب تعزيز منظمة التحرير.
وجاء قرار التأجيل بعد عدة شهور من الدعوة لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية إضافة إلى انتخابات مجلس وطني، فيما ترشحت عن حركة فتح ثلاث قوائم مختلفة، بينما كان مقررا أن تخوض حماس الانتخابات بقائمة واحدة، وذلك من بين أكثر من ثلاثين قائمة تقدمت بطلبات الترشح للانتخابات التشريعية.
إقرأ أيضا: عباس يقرر تأجيل الانتخابات الفلسطينية ويتحدث عن حكومة وحدة
وقال محلل سياسي فلسطيني طلب من "عربي21" عدم نشر اسمه إن "تأجيل الانتخابات هو المخرج الأفضل لحركة حماس، حيث خرجت من هذه المعركة بأقل الخسائر على الإطلاق وبأفضل النتائج، إذ ظهرت أنها تؤيد إجراء الانتخابات ولا تُعطل مسار المصالحة، وفي الوقت ذاته لم تضطر للوصول إلى صندوق الاقتراع الذي كانت نتائجه ستؤدي إلى مخاطر للحركة".
وبحسب المحلل فإن "من المكاسب التي حصدتها حماس بهذه التجربة أنها ظهرت متماسكة وموحدة عبر قائمة (القدس موعدنا) بينما واجهت حركة فتح، وهي أقوى المنافسين لها، خلافات حادة أدت إلى تشكيل ثلاث قوائم، ما يعني أن الأصوات المخصصة لحركة فتح كانت مشتتة وأن وحدة الحركة لم تعد كما كانت في السابق".
ويؤكد المحلل أن تأجيل الانتخابات جنب حركة حماس أيضا مخاطر صعود تيار دحلان على حسابها إلى المشهد الفلسطيني، ومخاطر وصوله إلى المجلس التشريعي وربما قيادة السلطة عبر بوابة قطاع غزة، وذلك بعد أن تدفق عناصر ورموز التيار إلى القطاع خلال الأسابيع القليلة التي تلت الدعوة لإجراء الانتخابات.
إقرأ أيضا: تأجيل الانتخابات قرار صائب.. وهذه هي الأسباب
يشار إلى أن آخر انتخابات أجرتها السلطة الفلسطينية كانت في العام 2006 وسجلت فيها حركة حماس فوزا ساحقا، وبعدها شكلت الحكومة الفلسطينية التي لم يتم التمكين لها في الضفة الغربية ومن ثم تمت محاصرتها في قطاع غزة، وهو ما أدى بعد ذلك إلى اقتتال داخلي انتهى بانقسام غير مسبوق بين حركتي حماس التي أصبحت تحكم غزة وفتح التي باتت تحكم الضفة الغربية.