جندت مليشيات "الدفاع
الوطني" التابعة للنظام السوري نحو 400 عنصر من أبناء
العشائر العربية في دير
الزور لزيادة عديدها، في حين عزت مصادر "عربي21" زيادة التجنيد إلى
محاولة النظام تعويض الخسائر التي تتكبدها قواته في البادية السورية، أثناء
المواجهات مع خلايا
تنظيم الدولة.
وفي التفاصيل، أكد
الصحفي عهد الصليبي من شبكة "نهر ميديا" المحلية، أن قوات النظام أقامت
حفلا لتخريج 400 عنصر من مليشيا الدفاع الوطني، موضحا لـ"عربي21" أن
الحفل أقيم في مقر تابع لمليشيا الدفاع مقابل مقهى الحجاز في حي الجورة بمدينة دير
الزور، بحضور ضباط من قوات النظام ووجهاء عشائر.
وأشار الصليبي إلى أن
مليشيا "الدفاع الوطني" الرديفة لقوات النظام، تنشط في عمليات السلب
والنهب وترويج المخدرات بغطاء من ضباط قوات النظام.
من جانبه، عزا الخبير
العسكري والاستراتيجي، العميد عبد الله الأسعد، زيادة التجنيد من قبل المليشيات
التابعة للنظام والمدعومة من إيران، إلى الخلاف بين طهران وموسكو، حيث تقوم إيران
بمحاولة تثبيت نفوذها في شرق
دير الزور، الذي يسجل كذلك محاولات من روسيا للتمدد أيضاً.
وقال
لـ"عربي21"، حاولت روسيا التمدد في بادية دير الزور، ما دفع بإيران إلى
زيادة انتشار المليشيات في هذه المنطقة التي تضم حقول نفط وغاز وفوسفات.
وبحسب الأسعد، فإن
المليشيات المدعومة من إيران تسيطر على المنطقة الممتدة من أثريا إلى معدان، في
حين لا تملك روسيا قوات قادرة على فرض حالة من التوازن بالسيطرة، وتواجدها في
المنطقة يقتصر على "اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس"،
حيث استقدمت روسيا 300 عنصر من درعا، قبل أيام.
المتحدث باسم
"مجلس القبائل والعشائر السورية"، مضر حماد الأسعد، أكد
لـ"عربي21"، أن مهمة مليشيا "الدفاع الوطني" المدعومة
إيرانيا، هي تقوية حضور قوات النظام في دير الزور والرقة.
وقال
لـ"عربي21"، إن المعلومات لدينا تؤكد أن العناصر الجدد سوف يتوزعون على
أرياف دير الزور والرقة، لتثبيت حضور النظام، وقتال خلايا تنظيم الدولة.
ووفق حماد الأسعد، فإن
النظام السوري غير قادر على نشر قواته في البادية السورية والمناطق المتصلة بها،
ولذلك عمدت إيران إلى زيادة وتيرة التجنيد في مليشيا "الدفاع الوطني" من
أبناء العشائر، بالتوافق مع بعض وجهاء العشائر العربية في المنطقة.
وتسجل دير الزور
تواجداً للمليشيات الإيرانية والروسية، وتشهد المنطقة ما يشبه الصراع على النفوذ،
وسط انقسام بين تشكيلات النظام بالولاء بين روسيا وإيران.