هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علق المحلل السياسي الأمريكي ومقدم البرامج في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فريد زكريا، على التغير المفاجئ في لهجة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تجاه إيران.
وكان ابن سلمان قال في مقابلة مع التلفزيون السعودي: "كل ما نطمح إليه هو علاقة جيدة مع إيران. لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بل نريدها أن تكون مزدهرة. لدينا مصالح مشتركة. مشكلتنا مع سلوك إيران السلبي".
وقال زكريا، إن حديث ابن سلمان عن رغبته في إقامة علاقة جيدة مع إيران يعد تغيرا جذريا، بعد سنوات كانت السعودية ذات الأغلبية السنية، وإيران ذات الأغلبية الشيعية، خصمين لدودين.
وأضاف: "لقد عبر ابن سلمان عن وجهات نظر واضحة معادية لإيران منذ أن أصبح الحاكم الفعلي للبلاد في 2017، وحذر من أن إيران تريد السيطرة على العالم الإسلامي، بل وشبّه خامنئي بهتلر"، متسائلا: ما الذي تغير؟
ويرى زكريا أن سر تغير لهجة ابن سلمان تجاه إيران يتمثل في فشل سياسته الخارجية إلى حد كبير، قائلا: "في اليمن مثلا، كان من المفترض أن ينجح التدخل بقيادة السعودية في غضون أسابيع، حسبما قالوا، لكن بعد 6 سنوات أحرزوا تقدما طفيفا. وتتعرض الأهداف داخل السعودية بانتظام لهجمات صاروخية من اليمن، كما أن الحوثيين شنوا ضربة الأسبوع الماضي".
وأوضح زكريا أن ابن سلمان يحتاج الخروج من المستنقع (اليمن)، لافتا إلى أنه مع دعم إيران للحوثيين، فسيحتاج طهران للمساعدة في إبرام اتفاق.
وضرب زكريا مثالا ثانيا على فشل سياسة ابن سلمان الخارجية قائلا: "دفعت 3 سنوات ونصف من حصار قطر لتصبح أكثر استقلالا اقتصاديا عن جيرانها الخليجيين، وأن تبني علاقات أوثق مع منافسي السعودية مثل تركيا وإيران".
وتابع: "كان الحصار فاشلا تماما، وبالتالي رفع في وقت سابق من هذا العام".
وفي مثال ثالث، أشار إلى فشل جهود ابن سلمان في إحداث شلل لحزب الله في لبنان، مضيفا: "لا تزال هذه المجموعة ضمن الأقوى في البلاد".
وعن علاقة ابن سلمان بالولايات المتحدة، قال زكريا: "راهن ولي العهد السعودي بكل أوراقه على علاقته مع دونالد ترامب (الرئيس السابق)، الذي كان يسانده مهما حدث، لكن الآن جو بايدن (الرئيس الحالي) أظهر علاقة أكثر صرامة".
وأردف: "علاقة ستوقف مبيعات الأسلحة مؤقتا، وتثير قضايا حقوق الإنسان، بما في ذلك تحميله مسؤولية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي".
وقال زكريا: "يبدو أن ولي العهد السعودي تعلم من أخطائه، ويسعى إلى نهج سياسة خارجية أكثر إيجابية"، مطالبا الولايات المتحدة بأن تشجع على التقارب السعودي الإيراني.
وأضاف: "إذا ساعدت واشنطن بالتوسط في علاقات أفضل بين السعوديين والإيرانيين، وبين السنة والشيعة، فسوف تلعب دورها التاريخي المناسب في المنطقة كوسيط نزيه".
وفي تعقيبه على حديث ابن سلمان عن إيران، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن "تغيير اللهجة والخطاب سيساعد كثيرا في خفض التوتر"، وفقا لما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين: "من المؤكد أن تغيير اللهجة والخطاب سيساعد كثيرا في خفض التوترات، ولكن ما لم ينته ذلك إلى تغيير السلوك فلن تكون له نتيجة عملية جادة.."
وتابع المتحدث الإيراني: "إننا نعتقد بأن المنطقة وشعبي البلدين سيريان نتيجة وثمرة مثل هذه الحوارات، وهي المزيد من السلام والاستقرار والأمن. لا نظن وجود شكوك حول هذا الأمر لدى الطرفين".
وعبّر خطيب زادة عن "استعداد إيران للحوار دوما مع الدول الجارة، ومنها السعودية، بأي مستوى وصيغة كانت".