هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال الحيرة والتدقيق جاريان لمعرفة الأسباب التي دفعت ببعض اللقاحات الخاصة بكورونا، لإحداث حالات تجلط بالدم مع بعض المتلقين دون غيرهم، والتي تسببت في بعض الأحيان في شيوع مخاوف وحالات عزوف ووقف تداول العديد من هذه اللقاحات.
وبينما لا تتوفر إجابات واضحة حتى الآن بشأن كيفية حدوث الأعراض الجانبية الخطيرة للقاح، فقد نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الباحث في جامعة غريفسوالد الألمانية، آندرياس غريناشر، قوله إن الآثار الناجمة عن تلقي مطعوم "جونسون آند جونسون"، في بعض الحالات، تأتي بذات الآلية التي تسببت في ظهورها لدى بعض من تلقوا لقاح "أسترازينيكا".
ويتشارك كل من لقاحي جونسون آند جونسون وأسترازينيكا بالمكون الرئيسي لهما، وهو عبارة عن فيروسات غير ضارة، تُعرف باسم الفيروسات الغُدية، وفقا للصحيفة، حيث تلعب الفيروسات الغدية دورا بخلق استجابة مناعية في الجسم البشري.
وأصدر غريناشر وفريقه، تقريرا أشار فيه إلى أن المادة المكونة للقاح أسترازينيكا من الممكن أن تلتصق بالبروتين الصادر عن الصفائح الدموية، المسؤولة عن تكوين جلطات الدم، وقد يتعامل معها الجسم كجزيئات تقوم بغزوه، ما يقود إلى تفاعلات تنتهي بجلطات خطيرة.
وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها قد أعطت الضوء الأخضر، الجمعة، لاستئناف العمل بلقاح جونسون آند جونسون، بعد تعليق لاستخدامه دام لمدة 11 يوما.
وأوضح خبراء الصحة والأوبئة الأمريكيون أن استخدام لقاح جونسون آند جونسون سيكون مناسبا لجميع الفئات العمرية فوق الـ18 عاما.
وكانت السلطات الصحية البريطانية قد أعلنت بداية نيسان/ أبريل الجاري، وفاة 19 شخصا من أصل 79 تعرضوا لجلطات دموية بعد تلقيهم لقاح أسترازينيكا، ولكنّها شددت على أنّ فوائد تلقيه ما زالت أكبر بالنسبة إلى "الغالبية العظمى" من السكان.
وأوضحت مديرة الوكالة البريطانية للدواء جون راين حينها، أنّ الإصابات حدثت لدى 51 امرأة و28 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عاماً.
من جانبها قالت وكالة الأدوية الأوروبية إنها وجدت صلة محتملة بين لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه شركة أسترازينيكا وحالات تجلط دموي نادرة لدى أناس تلقوا اللقاح، وقالت إنها أخذت في الاعتبار جميع الأدلة المتاحة.
وقالت الوكالة: "أحد التفسيرات المعقولة لاجتماع التجلطات الدموية مع انخفاض عدد الصفائح الدموية هو الاستجابة المناعية، ما يؤدي إلى حالة مشابهة لتلك التي تظهر أحيانا في المرضى الذين يعالجون بالهيبارين".
وتمثل النتائج عقبة رئيسية في المعركة العالمية ضد الجائحة وتغييرا في موقف الوكالة، التي دعمت اللقاح في الأسبوع الماضي، وقالت إنه لا يسبب زيادة في خطر الإصابة بالتجلطات الدموية بشكل عام.
كما أنها تشكل ضربة لشركة أسترازينيكا، التي كانت رائدة في سباق صنع لقاح فعال ضد كوفيد-19 منذ أن بدأت العمل مع جامعة أكسفورد.
وطلبت لجنة السلامة التابعة للوكالة الأوروبية، والتي كانت تجري تقييما للقاح، مزيدا من الدراسات والتغييرات على الدراسات الحالية للحصول على مزيد من المعلومات.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الصلة بين لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا وظهور شكل نادر من الجلطات الدموية هو أمر "ممكن ولكنه غير مؤكد".