هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
منذ بداية شهر رمضان، تصر قوات الاحتلال على إغلاق ساحة باب العامود أمام المقدسيين، ما أشعل عشر ليال من المواجهات، بلغت ذروتها ليلة الجمعة.
كانت ليلة عظيمة، حيث خرج شباب القدس منتفضين ليواجهوا المستوطنين وشرطة الاحتلال في شارع يافا وباب العامود، والصوانة.
دلالات ما جرى كبيرة وعميقة، أهمها أن في القدس رجالا ونساء لا زالوا يتنفسون النضال والانتفاضة من أجل مدينتهم، وأن الخيارات لديهم مفتوحة ومتاحة.
ميدانيا، دخلت منظمة لاهافا الإرهابية إلى القدس، لتشكل ظهيرا لشرطة الاحتلال التي فشلت في حسم مصير ساحة باب العامود، لكن تلك الجموع تكسرت على صخرة المقدسيين الصلبة.
أيضا كان للنجدة التي أرسلتها أم الفحم إلى الأقصى بصلاة الفجر، عقب مظاهرتها هي الأخرى في الليلة نفسها، أثر بالغ في كسر حاجز باب حطة وتشديدات الأقصى، فمنعوا استفراد العدو بشباب القدس، وشكلوا رافدا بشريا ومعنويا في اللحظة المناسبة.
إنها ليلة مقدسية عظيمة بامتياز، أعادت لمدينة الصلاة بهاءها وأهميتها ووزنها، ولعلها وضعت كل العرب والمسلمين أمام استحقاق مسؤولياتهم التي غفلوا عنها للأسف.
الإرادة المقدسية الجماهيرة لا زالت فاعلة وتعمل بأقصى طاقتها، وعليه، يجب على الأردن والسلطة تعميق ذلك وتعزيز صمود الناس هناك؛ ليكونوا سكينا في خاصرة التهويد والاحتلال.
وأستحضر هنا ما كتبه الباحث المختص بالقدس زياد بحيص، مستشرفا قادم الأيام: "إذا حضرت هذه العزيمة في الأقصى ومن حوله صباح الاثنين ٢٨ رمضان، فلن يتمكن الصهاينة المتطرفون من اقتحام الأقصى وأداء الطقوس التوراتية الجماعية كما يخططون، وسيكون يوما جديدا من أيام عز القدس وأهلها، وهذا يجب أن يكون الهدف التالي بعد فتح ساحة باب العامود".
النتيجة أن القدس فيها شباب يعرفون طريقهم، يصلّون في مسجدها، ويدبكون على أرضها، وواجبنا نحوهم كبير لتثبيت عزائمهم.
(السبيل الأردنية)