هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد جنرال إسرائيلي أن المعلومات الأمنية المتوفرة لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، تؤكد أن السلطة الفلسطينية دفعت ثمنا باهظا، بسبب الصراعات الداخلية، والأضرار التي لحقت بصورتها في الداخل والخارج، لا سيما عند اتضاح الفجوة بينها وبين حركة حماس.
وقال الجنرال مايكل
ميلشتاين في مقال بمجلة "إسرائيل ديفينس"، ترجمته "عربي21"، إن "إلغاء الانتخابات
الفلسطينية، لن يؤدي بالضرورة إلى نشوء ربيع فلسطيني"، مستدركا: "الوضع
بدا للوهلة الأولى مختلفا هذه المرة، لأنه بعد عقد ونصف من المحاولات لإجراء
انتخابات في السلطة الفلسطينية، انتهت جميعها بفشل ذريع".
وتابع: "بدا أن الجهود
التي بذلت في الأشهر الستة الماضية ستؤتي ثمارها بالفعل، وظهرت أدلة على ذلك في الأشهر
الأخيرة في شكل خطوات لم نشهدها منذ انتخابات 2006"، لافتا إلى
أن هناك تلميحات متزايدة من السلطة الفلسطينية بشأن إمكانية التفكير في تأجيل أو
تجميد الانتخابات، بسبب الخلاف مع إسرائيل بشأن إجرائها في شرق القدس، كما كان في
الماضي.
ضغوط دولية
وأشار إلى أن "السلطة
الفلسطينية تبذل جهودا لممارسة ضغوط دولية على إسرائيل، بما في ذلك تنفيذ حملة علنية
وتفسيرية، تهدف لتمهيد الطريق لانسحاب محتمل من الانتخابات"، منوها إلى
أن ذلك يترافق مع الانقسام داخل حركة فتح، التي تعاني من صورة سيئة في نظر الجمهور
الفلسطيني.
بالمقابل، تظهر "حماس" حالة
من الوحدة، ولديها دوافع كبيرة لجني إنجاز، يحقق هدفها المنشود بقيادة النظام
الفلسطيني بأكمله، بحسب الجنرال الإسرائيلي.
اقرأ أيضا: هآرتس: الوضع بالقدس متفجر وعباس يحاول تأجيل الانتخابات
وشدد على أنه في هذه المرحلة
يصعب تحديد ما إذا كانت الانتخابات الفلسطينية ستجرى أم لا، رغم الأضرار الناجمة
عن صورة فتح في الداخل والخارج، واتساع الفجوة بينها وبين "حماس"، مضيفا أنه
"من المرجح أن يتم تصويرها على أنها أحبطت خطوة استراتيجية، كان من المفترض
أن تؤدي للوحدة الوطنية (..)".
وأردف الجنرال الإسرائيلي
بقوله: "من المحتمل أن يواجه أبو مازن عواقب وخيمة بشكل خاص"، مبينا أن "الجمهور الفلسطيني منذ البداية، يظهر عدم الثقة
تجاه عباس، ولا يقدر أن الانتخابات ستجرى بالفعل، وبالتالي فهو لا يتوقع أن يعاني من
انخفاض حاد في التوقعات".
لغة قاسية
وتابع: "من المرجح أن
تستخدم حماس لغة قاسية ضد أبي مازن، وقد تحاول الترويج لاحتجاج عام ضد السلطة
الفلسطينية، ومع ذلك فإن نطاق عمل وتأثير حركة حماس في الضفة الغربية محدود للغاية، ومن
المستبعد أن تنجح في إثارة ربيع فلسطيني"، على حد وصفه.
وذكر الجنرال الإسرائيلي أن
"إلغاء الانتخابات يعد خطوة استراتيجية خطيرة في نظر إسرائيل، وهي علامة
تحذير من التهديدات التي قد تندلع في المستقبل، في ظل الفجوة الكبيرة بين فتح
وحماس، إلى جانب سلوك السلطة الفلسطينية في بعض المشكلات الأساسية".
وأوضح أن "من أهم
مشاكل السلطة عدم وجود استراتيجية واضحة، والافتقار لعملية اتخاذ قرار منظم، وسوء
التوافق بين الأهداف المخطط لها والواقع الفعلي"، متطرقا إلى غياب عناصر
موازنة بجانب عباس، تمكنه من منع "الحوادث التاريخية الصادمة"، بحسب تعبيره.
وختم بقوله: "كل يزيد
من حدة القلق بشأن السيناريوهات التي قد تتطور في اليوم التالي لأبي مازن، عندما
يتعين على السلطة إظهار قوتها وحكمها وتمسكها، لمواجهة التحديات المعقدة في الداخل
والخارج".