قدم جنرال
إسرائيلي ما
قال إنها خارطة طريق إسرائيلية لمعالجة الموضوع النووي
الإيراني يقوم على التنسيق
مع الولايات المتحدة، من خلال جملة خطوات أولها التأكيد بشكل صريح وعلني أهدافَهما الاستراتيجية، المتمثلة في عدم امتلاك إيران أبدا قنبلة نووية، أو عتبة
يمكن أن تنفجر منها.
وأضاف عاموس يادلين
القائد السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، في مقاله على
القناة 12، ترجمته
"عربي21" أن "الخطوة الثانية تتمثل في أن الولايات المتحدة عازمة
على وقف الملف النووي الإيراني من خلال العودة لاتفاقية 2015، لكنها وضعت هدفا
لتعديل الاتفاقية، وإنجاز اتفاق أفضل، لكن ليس من الواضح ما نفوذها لذلك".
وأكد يادلين، الرئيس
السابق لمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "الخطوة الثالثة أهمية
أن تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بشكل مشترك بصياغة خطة بديلة، في حالة عدم سماح
الإيرانيين بالعودة للاتفاقية، ومواصلة التقدم في البرنامج النووي، والرابعة أن
يتوصل البلدان إلى اتفاقية موازية، تحدد جدولا زمنيا ومعايير وخطوات يجب اتخاذها
إذا لم يسمح الإيرانيون بإجراء تعديل مهم على اتفاقية 2015".
وأشار إلى أن
"الخطوة الخامسة تتطلب من البلدين صياغة بديل عسكري ذي مصداقية، يساعد الجهد
الدبلوماسي في التوصل لاتفاق، ويتصدى لفشل الدبلوماسية أو خرق الاتفاقية، كملاذ
أخير، ولذلك يجب على الولايات المتحدة أن توضح لإيران أن "إعادة الملف النووي
للصندوق" لا يمنحها حصانة من نشاطها الإقليمي السلبي، فهذه القضية ومسألة
الصواريخ تتطلب ردا منفصلا، موازيا للجهود الدبلوماسية بشأن القضية
النووية".
وأوضح أن
"الاتفاق الإسرائيلي مع الولايات المتحدة على النقاط المذكورة أعلاه هو تغيير
استراتيجي في الاتجاه، أكثر أهمية من أي عمل عسكري سري وموقع مهما كان؛ لأن تسلسل
الإجراءات الأخيرة ضد إيران سيؤدي بالضرورة إلى تصعيد الحملة السرية ضدها،
والاحتكاك الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة واجب إسرائيل في فحص
الأحداث ليس في تأثيرها المباشر، ولكن من منظور منهجي".
وأضاف أن "الهدف
الأساسي من هذه الخطة هو التغيير الاستراتيجي بمحاربة إيران، بالتنسيق الكامل مع
الإدارة الأمريكية، لاسيما بعد أنباء الساعات الأخيرة حول تعطل النظام الكهربائي
لأهم موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران في
نطنز، لكن مدى الضرر وتأثيره ما زال غير
معروف بعد، وفي حال نسبها الإيرانيون إلى إسرائيل، فقد يكون هناك تصعيد في الحملة
السرية ضد إيران، واحتكاك استراتيجي مع الولايات المتحدة".
وأوضح أن "هذا
الهجوم تزامن مع إعلان الرئيس الإيراني روحاني بمناسبة يوم إيران للتكنولوجيا
النووية مزيدا من التقدم في أجهزة الطرد المركزي التي تعمل بالطاقة النووية، فيما
هاجمت إسرائيل سفينة تابعة للحرس الثوري في البحر الأحمر، وهجوم آخر استهدف
الوجود الإيراني جنوبي سوريا، حيث أطلقت مدافع سورية مضادة للطائرات باتجاه
طائرات تابعة لسلاح الجو مرت فوق إصبع الجليل، وأصابت قرية لبنانية".
وقال؛ إن "كل هذه
الأحداث تكتيكية ضمن أهم حملة استراتيجية للأمن الإسرائيلي في القرن الـ21، وتتمثل
بوقف التقدم الإيراني نحو القدرة النووية العسكرية، ووقف نفوذها التقليدي في الشرق
الأوسط، مع أن الانتقال لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة يؤدي لتقصير الفترة الزمنية
للقنبلة النووية، وقبل الانتقال للأرضية الاستراتيجية، مهم فهم أهمية إعلان إيران
عن جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي، أكثر كفاءة بعشر مرات من الجيل الأول من
الأشعة تحت الحمراء".
وأكد أن "أهمية
مفاعل نطنز لا تكمن في كمية إنتاجه الحالي، الذي لا يزال يخضع للمراقبة، ولكن في
قدرة إيران على إنشاء مواقع تخصيب سرية وصغيرة، وغير خاضعة للإشراف، حيث تعمل
أجهزة الطرد المركزي المتقدمة على تقصير وقت الاختراق بشكل كبير، وتسمح بمثل هذا
النشاط في مواقع صغيرة، وبتوقيع منخفض يكاد يكون مستحيلا للكشف
الاستخباراتي".
وأوضح أنه "يجب
أن نتذكر أنه بموجب الاتفاقية النووية، لا يُسمح لإيران بوضع أجهزة طرد مركزي
متقدمة البحث والتطوير النوويين، ويقتصر على أجهزة الطرد المركزي الفردية. لكن
الإيرانيين، في خطوة استراتيجية مهمة، قرروا الاستفادة من انسحاب الولايات المتحدة
من الاتفاق النووي 2018 لدفع خطتهم نحو العتبة النووية، وتقصير الفترات الزمنية
للقنبلة، إذا قرروا اقتحامها".
وأشار إلى أنه
"في المفاوضات غير المباشرة الحالية في فيينا، يتخذ الإيرانيون موقفا صارما
للغاية، ما يعني أنه لن يكون هناك اتفاق محسّن، وإنما العودة للاتفاقية السابقة
فقط، وبشروطهم الخاصة، ومن المشكوك فيه أن تكون الحكومة الإسرائيلية، المنخرطة في
انتخابات لا نهاية لها، تمكنت من إجراء مناقشة مهنية وحديثة، وتقييم إمكانية
التصعيد".
وختم بالقول بأن
"الاستراتيجية الإسرائيلية لوقف البرنامج النووي الإيراني، ووقف وجوده العسكري
في الشرق الأوسط في لبنان، سوريا، والعراق، واليمن، وقطاع غزة، يتطلب فهم علاقات
إيران مع الصين، والحفاظ على تحالف إسرائيل الاستراتيجي المهم مع الولايات
المتحدة، ويتطلب عملا استراتيجيا، وليس تكتيكيا".
وأكد أن "الاتفاق
الإسرائيلي الأمريكي على مسار العمل مع إيران أهم من أي عمل سري، وفي هذا المجال، فإن زيارة إسرائيل من قبل وزير الدفاع الأمريكي الجنرال لويد أوستن، هي فرصة
ممتازة لصياغة وتقديم السياسات والاستراتيجيات الحالية بشأن القضية الإيرانية،
وتقوي من العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة".