ملفات وتقارير

قراءة في زيارة قيس سعيد إلى مصر ولقائه السيسي

رأى محللون أن الزيارة مثيرة للجدل نظرا لطبيعة النظام السياسي بمصر- موقع الرئاسة المصرية
رأى محللون أن الزيارة مثيرة للجدل نظرا لطبيعة النظام السياسي بمصر- موقع الرئاسة المصرية

انتهت الزيارة الرسمية للرئيس التونسي قيس سعيد، الأحد، إلى مصر، وسط تباين المواقف والردود تجاهها، بحسب الاصطفاف من سعيّد ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.


وتزايد الحديث عن الزيارة وتواترت التعليقات، بين من يراها نجاح لتونس، وبين من يعتبرها فاشلة ومشبوهة، وهو الأكثر رواجا، فيما تقول الرئاسة إنها لربط جسور التواصل، وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين البلدين.

 


بدوره، علق الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي على الزيارة، قائلا: "تونس لم يعد يؤمن بها أحد داخليا، وكان يفترض الاحتكام للرأي العام التونسي، ولكن نظرا للأموال الأجنبية المتدفقة، واستناد كل طرف سياسي لجهة أجنبية يتواصل الاستنجاد (..)، مشاكلنا معروفة اقتصادية اجتماعية، وليس لنا قيادة سياسية".


وأوضح العبيدي، في حديثه لـ"عربي21"، أن الإعلان عن مساندة مصر أمر طبيعي فيما يتعلق بسد النهضة من قبل سعيّد، مستدركا: "وجب قبل ذلك الاتفاق في الجزئيات بين الرئاسات بتونس، حتى تحصل الاستفادة من أي زيارة".


وتابع: "الجميع يعلم كيف تتم عرقلة الزيارات الرسمية من داخل الدولة، وهذا خطير وتخريب فيما بينهم"، معربا عن رفضه للآراء التي تقول إن الزيارة ستضرب الديمقراطية بتونس، خاصة بعد لقاء سعيّد بقائد انقلاب عسكري، قائلا: "كلا لا معنى له"، على حد قوله.

 

من جانبه، رأى المحلل السياسي عبد اللطيف دربالة، في حديث لـ"عربي21"، أن الزيارة مثيرة للجدل، نظرا لطبيعة النظام السياسي بمصر، مضيفا أنه "نظام انقلابي على تجربة ديمقراطية، ونظام عسكري، والجميع يعترف أنه استبدادي، حتى من يتعامل معه على خلفية مصالح".


وأردف دربالة قائلا: "مصر كانت في حاجة للرمزية التونسية، على اعتبار أنها البلد الوحيد الديمقراطي في العالم العربي، والرئيس أخطأ عندما أعطى هذه الرمزية للنظام المصري، حتى أكثر من الراحل الباجي قائد السبسي (زار مصر)، لأنه كان نتاج منظومة قديمة، بينما سعيد يقدم نفسه ثوريا".

 

 


وتابع دربالة: "ارتماء الرئيس التونسي في أعناق الجنرال السيسي بهذا الشكل، هو إعطاء زخم سياسي للنظام المصري"، مشيرا إلى أن زيارته، التي جاءت بعد زيارة ليبيا، تؤكد أنه يدور في الفلك الفرنسي في السياسة الدولية.


ولفت إلى أن "علاقة السيسي بإسرائيل فيها دلالات، فنحن نعلم أن سعيد أبرز ما أعطاه الشعبية تأكيده أن "التطبيع خيانة عظمى"، ولكن بالمقابل السيسي أبرز مطبع، وزيارة قبر أنور السادات الذي كان أول مطبع، إذ يمكن فهم أن سعيد أراد القول إن موقفه ليس هو السابق الصارم القاطع ضد التطبيع، ويمكن أن تكون بين السطور رسالة ما"، وفق تقديره.


واستبعد المحلل السياسي حصول لقاء بين سعيد وعدد من الصهاينة، مثلما يتم الحديث عنه.

 

 

من جهته، يعتبر الباحث والناشط السياسي المستقل عبد الحميد الجلاصي، في حديث لـ"عربي21"، أنه "لم تقطع تونس ولا أي من الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية بمصر، وقد سبق للرئيس الباجي قايد السبسي زيارة مصر سنة 2017، كما سبق للسبسي حضور قمة جامعة الدول العربية".


وأكد الجلاصي أنه "من هذه الزاوية يكون نقاش الزيارة نقاشا سياسيا، بمعنى تحقيقه للمصالح، كان يفترض أن يزور السيسي تونس ردا على زيارة الرئيس السبسي السابقة، خاصة أن مصر تحشد الدعم في معركة المياه".


وتابع: "موضوعيا أيضا هناك بالفعل قضايا مهمة للبحث، أهمها سد النهضة، ومحاولة تقريب المواقف في الشأن الليبي"، معتقدا أن "النقاش انحرف عن مداره؛ نظرا لغموض رئيس الجمهورية، الذي جمد الدبلوماسية التونسية، وإن تحرك فهو يتحرك وحيدا دون تشاور مع أحد، ويترك الباب مفتوحا لفهم الزيارة في سياق الصراع الداخلي".


وأشار الباحث إلى أن الزيارة تترافق مع عدم إخفاء أحزاب سياسية، وبعضها يدعي القومية، الاستقواء بنظام انقلابي في حسم خلافات داخلية.

 

 

وحذر الجلاصي من أن الزيارة ستزيد الأوضاع التونسية احتقانا، في وقت كان يفترض أن تقوي موقف البلاد في المنطقة، وتوضح المواقف التونسية القومية.

 

وفي رده عن المخاوف من لقاء قائد انقلابي وفرضية الخوف على تجربة تونس، يرد الباحث قائلا: "بالطبع لا الرئيس ولا غيره قادر على المس بالمكسب الديمقراطي، فقط هي زيارة خسارة في الأوقات والمناخات، وزيادة تلبيس صورة، ومرامي رئيس لا تنقص صورته الضبابية"، بحسب تعبيره.


أما الصحفي كمال الشارني، فقال في حديث لـ"عربي21" إن "كل زيارة يتم تقديرها قبل كل شيء، هل مصر بلد مجاور؟ هل هناك تعاون ومشاريع اقتصادية بيننا؟"، مبينا أن "مصر بلد منافس لتونس، وتوقعنا أن تكون الزيارة الثانية بعد ليبيا الجزائر، لأنه بالفعل تجمعنا بها اهتمامات مشتركة، ولكن مصر لا اهتمام يجمعنا بها".


وكشف الصحفي الشارني أنه "لم نجد ملفات حقيقية يمكن الحديث عنها من الزيارة، وأغلب المتابعين ذهبوا إلى التخمين بأن الزيارة هي وجود رغبة لمواجهة الإسلام السياسي، لأنه لا وجود لملف إرهاب مشترك مع مصر وإرهابيين مفترضين، بل هناك رغبة عربية ومصرية وإماراتية لإجهاض الإسلام السياسي".


وأردف قائلا: "تخمين آخر يتعلق بتقاسم ليبيا، وأي تدخل مصري تونسي في ليبيا غير جيد، والأشقاء في هذا البلد ينظرون بكل ريبة في هذه المحالات، ويعرفون جيدا كل ذلك، ولن يسمحوا بالمس من السيادة الليبية"، بحسب قراءته.


وتساءل الشارني: "زيارة بثلاثة أيام من أجل ماذا؟ ما هو الشيء الحاسم؟ لا دور لنا في الخلاف المصري الأثيوبي، فقط لفظي، ولا قدرة لنا، وإثيوبيا لا تعنيها أصلا تصريحات تونس، فقط مجرد خطب للاستهلاك الإعلامي".

التعليقات (1)
ابوعمر
الأحد، 11-04-2021 07:31 م
ماالفرق بين لقاء أو الألتفاء بالصهيوني نتانياهو بدل السيسي..فكليهما وجهان لعملة واحدة. مع تفوق الصهيوني نتانياهو على المتصهين السيسي أخلاقيا ..يكفي أن نتانياهو زكته الانتخابات الديمقراطية وحملته الى سدة الحكم..وخدمة الصهاينة..وهو العكس تماما مع المتصهين السيسي الذي وصل للحكم على وديان وأنهار من دماء المصريين..قيس سعيد استغبى وأستحمر التوانسة والعرب بعزفه على أوتار معاداة الصهيونية..وصدقته الشعوب لسذاجتها وضيق أفقها مع الأسف والخزي الشديدين....لقاء أعداء الشعوب والتواصل معهم اهانة بليغة للشعوب العربية...