ملفات وتقارير

تخبط وتباين بالأردن حول قضية الأمير حمزة.. أين القصة الكاملة؟

رصدت "عربي21" مساء السبت انتشارا أمنيا على مداخل الطريق المؤدية الى قصر العاهل الأردني- موقع الأمير حمزة
رصدت "عربي21" مساء السبت انتشارا أمنيا على مداخل الطريق المؤدية الى قصر العاهل الأردني- موقع الأمير حمزة

تسود الرأي العام الأردني حالة من التخبط على خلفية الاعتقالات الأمنية التي طالت مسؤولين، مساء السبت، فاقمها بث الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق لملك البلاد، عبد الله الثاني، مقطع فيديو قال فيه إنه يخضع للإقامة الجبرية، منتقدا "الفساد" في البلاد.


وقال الأمير حمزة إنه منع من مغادرة المنزل أو مقابلة أحد باستثناء عائلته، وإن السلطات قطعت وسائل الاتصال الخاصة به، بما في ذلك شبكة الإنترنت، وتم اعتقال شخصيات مقربة منه.

وخلط فيديو الأمير أوراق المتابعين، والناشطين الأردنيين، وزاد من غموض المشهد وسط غياب لرواية كاملة.

 

اقرأ أيضا: أنباء عن محاولة انقلاب في الأردن.. والأمير حمزة بالحبس المنزلي

 

وفي حديث لـ"عربي21"، علّقت المحللة والكاتبة لميس اندوني بالقول إن "الأمير حمزة يقول إنه تحت الإقامة الجبرية نتيجة حملة تستهدف منتقدي السياسات الرسمية، وهذا تطور خطير جدا".

 

وأعرب متابعون عن تعاطفهم مع الأمير حمزة إثر بثه مقطع الفيديو، فيما شدد آخرون على ضرورة التركيز على حماية البلاد من الفوضى.

 

 

 

 

 

 


وأعرب عضو نقابة المهندسين، ميسرة ملص، عن اعتقاده بأن الحل للمشهد الحالي في الأردن هو "بالإصلاح الجذري للنظام، كون ثمنه أقل بكثير من تراكم الخراب"، معتبرا ما قاله الأمير حمزة "يسمعه الأردنيون في معظم مجالس البلد، وإن كان همسا بالماضي أصبح الآن علنا".

وفتح الفيديو شهية محللين سياسيين، استبعدوا أن يكون الأمير حمزة قد دبر لانقلاب ضد الملك عبد الله الثاني.

 

وقال أستاذ العلوم السياسية، الكاتب حسن البراري، في بث عبر صفحته على فيسبوك: "كانت ليلة حساسة، ولكنها ليست خطيرة على الأردن، عنوان ما يجري في الأردن هو الأمير حمزة، لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يتم اتهام الأمير حمزة بانه يقف وراء كل من يفكرون بالانقلاب على الملك".


وأضاف: "الأمير حمزة لم يكف في يوم من الأيام عن كتابة بعض التغريدات التي يتباكى فيها على الأردن، ويحذر فيها السياسات الرسمية في الأردن من ما آلت إليه الأمور من فقر وبطالة واستبداد وقمع، هنا الأمير حمزة وكأنه يقف في صف المعارضة الوطنية، وهذا أقلق النظام، لكنّ هناك انطباعا لدى الأردنيين لأن الأمير حمزة ظلم، وكان يجب أن يبقى وليا للعهد وهذا بالنهاية يبقى شأنا هاشميا".

وأعرب البراري عن اعتقاده بأن "الملك عبد الله الثاني يريد حسم الصراع داخل الأسرة الحاكمة إلى الأبد، ربما توطئة لقرارات استراتيجية قادمة لا تقبل القسمة على اثنين".

 


أما النائب السابق وصفي الرواشدة، فعلق على ما جرى متسائلا: "إذا كان ما جرى محاولة انقلاب، فالموضوع غير مقنع بتاتا، وحوله العديد من التساؤلات، الموضوع باعتقادي هو محاولة إعادة ضبط للشأن الداخلي، والتخلص من أي عامل قد يعكر ما سيجري مستقبلا، فالوضع الداخلي مأزوم، كما هو حال الوضع الخارجي الذي اهتز كثيرا واصبح غير مؤثر".

 

مطالب بتوضيح ما يجري


وانشغل الرأي العام الأردني بما نشر من أخبار وتسريبات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، منتقدين غياب الرواية الرسمية.

 

وفي إطار رصدها لردود الفعل، قال المواطن محمود أبو هلال من العاصمة عمان: "غابت الرواية الرسمية، وبالتالي الإعلام الرسمي، في اللحظة والموقف والحدث الذي يفترض أن تظهر فيه، فيما حضر المواطن الصحفي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي".

 

اقرأ أيضا: بيان سعودي ثان بشأن الأردن.. وحشد على "تويتر"

وبحسبه، و"رغم التمويل المادي والأجور والرواتب الشهرية والدعم والتسهيلات، نجد أن الإعلام الرسمي يخفق، ويبدو ضعيفا ومهزوزا عند حدوث أزمة ما أو حدث طارئ، نكون أحوج إليه، في ظل هجمات إعلامية خارجية شرسة، ومحاولات لتضليل إعلامي".

أما غيث التل من مدينة اربد (70 كيلومتر شمال العاصمة عمان)، فيقول: "ساء الأردنيين كثيرا أن يظهر الناطق الإعلامي باسم الحكومة في خضم الأزمة وتناقل الأخبار وهو يتحدث عن خدمات توصيل الطعام خلال شهر رمضان، فيما اكتفت وكالة الأنباء الرسمية بنقل خبرين مقتضبين عن مصدر، دون أن يكون هنالك خبر واضح من جهة صريحة موثوقة لدى الأردنيين".


اعتقالات 


وعلمت "عربي21" من مصادر أمنية أن المداهمات واعتقال الشخصيات الأردنية تمت في توقيت متقارب من ظهر السبت.
 
وشملت الاعتقالات رئيس الديوان الملكي باسم عوض الله، مستشار ولي العهد السعودي، إلى جانب الشريف حسن بن زيد من أشراف العائلة المالكة.

والملفت أن الاعتقالات شملت شخصيات مقربة من الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، وولي العهد السابق للمملكة، وحسب ما قالت شخصيات من مدينة الكرك، فالاعتقال شمل "اعتقال مجموعة من مرافقي الأمير حمزة، وهم مدير القصر أبو حماد، والمرافق المدني عقيد متقاعد ياسر المجالي، وبعض الشيوخ، عرف منهم الشيخ سمير عبدالوهاب المجالي".

وأصدرت عشائر في الكرك بيانا صحفيا مساء السبت، قالوا فيه: "صدمنا هذا المساء بأخبار مفادها دخول قوات عسكرية إلى منطقة غور الذراع /غور رفيفان -الكرك، وقوات أمنية إلى أراضي لوائنا الحبيب في القصر لاعتقال العقيد المتقاعد ياسر سليمان رفيفان المجالي، مدير مكتب الأمير حمزه بن الحسين، والشيخ سمير عبد الوهاب المجالي، وعدد غير معروف لدينا الآن من أبناء عشيرتنا الحبيبة، بطريقة لا تحمل في طياتها إلا الغدر والخيانة والإهانة لكافة أفراد العشيرة ورموزها".


بيان من الجيش

رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، كان قد أكد، السبت، عدم صحة ما نشر من ادعاءات حول اعتقال سمو الأمير حمزة، لكنه بيّن أنه طٌلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره، في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله، وآخرون.

وقال اللواء الحنيطي إن التحقيقات مستمرة، وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح. وأكد أن كل الإجراءات التي اتخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها، مثلما أكد أن لا أحد فوق القانون، وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار.

ورصدت "عربي21"، مساء السبت، انتشارا أمنيا على مداخل دوار خلدا -دابوق، وهو الطريق المؤدي إلى قصر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إذ أغلقت دوريات الشرطة المداخل والمخارج إلى منطقة دابوق.


التعليقات (5)
منى
الأحد، 04-04-2021 03:53 م
انا شخصيا مش داخل مخي انه اصلا كان في انقلاب او مؤامره، هذا كله فلم هندي. خصوصا انه كما قرات ان الانقلاب يحتاج قوات عسكريه ومخابرات تنقلب على الحكم، وهذا لا ينطبق على المتهمين.وكذلك ان سمو الامير حمزه كما سمعت لا يمكن ان يتفق مع عوض الله لانه كما سمعت هو من تصدى له. الامير حمزه ينتقد الفساد في البلد وبيع مقدرات الوطن ،وهذا الامر ابسط واحد في الشعب عارف الفاسدين، ومن سنين الخبراء تنصح وتحذر من الفاسدين ومن سوء ادارة الحكومات للبلد.
الإتفاقيات قادمة
الأحد، 04-04-2021 12:52 م
وصف ما جرى بالأردن بمحاولة انقلاب جرى إحباطها ، و اعتقال منفذيها لا علاقة له على الإطلاق بواقع الأحداث ! فكافة الأسماء الـ 20 التى جرى اعتقالهم ليس من بينهم شخصية عسكرية واحدة تحمل رتبة رفيعة داخل الجيش الأردنى ، قادرة على القيام بانقلاب عسكرى ضد الملك " عبد الله الثانى " بالتعاون مع الآخرين ! و بطبيعة الحال فإن تعريف الانقلاب بعيد تماما عما جرى ، و العملية باختصار هى اعتقال و إقصاء لعناصر مقربة من ملك الأردن لم تعد تمثل " رجال المرحلة المقبلة " لحكمه بعد مضى ما يزيد اليوم عن 21 عاما على صعوده للعرش ، و إفساح المجال أمام ابنه و ولى عهده الجديد " الحسين بن عبد الله " و مقربيه ليحلوا محلهم ! و هو تكرار لما قام به ملك السعودية " سلمان بن عبد العزيز " حين قام بتصعيد ابنه " محمد بن سلمان " لمنصب ولى العهد عام 2016 م ، ليطيح ابنه بكافة عناصر الأسرة المالكة التى يرى فيها تهديدا لطموحاته السياسية و الاقتصادية ، و ليحل محلهم الموالين له ! و تأتى تلك التطورات بعد مضى أسبوعين على الإعلان عن توقيع إتفاقية عسكرية بين الأردن و الولايات المتحدة ، تبيح للأمريكيين نشر قواتهم على نطاق واسع بالأراضى الأردنية ، و استخدام القواعد العسكرية الأردنية ، و المجال الجوى الأردنى ، و السواحل الأردنية على البحر الأحمر للقيام بعمليات عسكرية متنوعة فى المنطقة ! و جاءت المباركة الأمريكية و الصهيونية للاعتقالات و الإقصاءات بالأردن لتعلن للجميع أن تلك الإتفاقية كانت هى الثمن المقبول لتوسيد الحكم لولى العهد الأردنى الجديد ! لكن ما لفت انتباهى فى أسماء المعتقلين بالأردن اسم الشريف " حسن بن زيد " ، و هو أخو المدعو / الشريف " على بن زيد " آل عون ، ضابط الاستخبارات الأردنى الشهير الذى كان يتعاون مع الاستخبارات المركزية الأمريكية فى أفغانستان من أجل الإيقاع بقيادات تنظيم القاعدة ؛ و ذلك عبر تجنيد الجواسيس العرب ، و دسهم على المجاهدين فى أفغانستان ! و نجح الشهيد - كما نحسبه - " همام خليل البلوى " - رحمه الله - فى خداعه ، و خداع الاستخبارات المركزية الأمريكية من ورائه ، و الاندساس داخل محطة الاستخبارات الأمريكية بمعسكر " تشابمان " فى مدينة (خوست) الأفغانية نهاية شهر ديسمبر / كانون أول عام 2009 م ، ليفجر حزامه الناسف فى قيادات الاستخبارات المركزية الأمريكية بالقاعدة مرديا إياهم إضافة إلى ضابط الاستخبارات الأردنية المرتد إلى حتوفهم ! و من مأثورات الشهيد - كما نحسبه - " همام خليل البلوى " - رحمه الله - فى تسجيلاته المرئية وصفه لملك الأردن " عبد الله الثانى " بأنه سيكون - بإذن الله - " عـــبـــد الـــلـــه الأخـــيـــر " ! إقرأوا تعليقى على خبر نشره موقع عربى 21 بعنوان : ( صدمة بالشارع الأردني من بنود "اتفاقية دفاع" مع أمريكا ) .
آل المهلكة
الأحد، 04-04-2021 08:33 ص
ما فائدة هؤلاء الملوك؟ الأموال التي تذهب إلى الملوك هي أموال الشعوب، لماذا لا يسأل الشعب هل يقبل الحكم الملكي؟
الفساد من رأس السلطة - وشهد شاهد من أهله وهو خير شاهد على هذا
الأحد، 04-04-2021 08:28 ص
"""لكنه تابع: "أنا لست الشخص المسؤول عن انهيار الحكومة والفساد وعدم الكفاءة التي كانت سائدة في هيكلنا الحاكم منذ 15 إلى 20 عاما وتزداد سوءا.. ولست مسؤولا عن قلة إيمان الناس بمؤسساتهم.". وقال: "لقد وصلت إلى نقطة حيث لا يستطيع أحد التحدث أو التعبير عن رأي في أي شيء دون التعرض للتنمر والاعتقال والمضايقة والتهديد."""" لقد جاء هذا البيان في وقته المناسب ليثبت للجميع من شاء ومن أبى بأن ما يقال من داخل الأردن وخارجها عن فساد الدولة (سرقات، تنفيعات، رواتب عالية لمسؤولين وصحفيين وغيرهم، شراء ذمم، تكميم أفواه واعتقالات همجية على نار هادئة وسجن، إعتقال من يقول كلمة الحق بتسليم البلاد للجيش الأمريكي وغيره، ترك الناس وشأنهم دون مساعدة لمواجهة مصيرهم الحتمي بالموت في ظل الفقر والوباء وفحص بي سي آر الكاذب والذي منعت الحكومة فحصه وفحص المطعوم وكأننا أغبياء ليس لدينا خبراء ولا علماء وينسحب هذا الكلام على جميع الدول العربية، تصفيات للناس على نار هادئة، إفلات الفاسدين دون محاسبة حقيقية، استحداث مناصب للتنفيع والمحسوبية، اقالة مسؤولين وتعيينهم دون معرفة سبب هذا أو ذاك، تغول من مؤسسة الضمان على حقوق مشتركيها وكأنهم يعملون عبيدا عندهم وفساد كبير في صندوقها الاستثماري ورموزه دون محاسبة، كل فعل فاسد يأمرون الناس بالابتعاد عنه الدولة من تقوم به من اغتيال الشخصية وإذلال للناس ومخالفة القوانين التي تضعها الحكومة بخط يدها وعلى رأسها المادة 6 من الدستور، فليس كل المواطنين سواء في نظرهم) فساد الدولة بكافة رموزها وعلى جميع الصعد والمستويات ثبت بالدليل القاطع بأن هذا الكلام صحيح وبإثبات من الأمير حمزة شخصيا، وكان يتم على الدوام تكذيب هؤلاء وإتهامهم بالمغرضين والمخربين والصهاينة ولا يتم التواصل معهم في القنوات الفضائية المنافقة والمرتزقة في جميع الدول العربية وعلى رأسهم ا ل ج ز ي رة بحجة المهنية الصحفية الكاذبة، إما تصريحات الدول العربية فهي نفاق وكذب ومجاملة وهم يعلمون منذ زمن بعيد كل ما ذكر في الفيديو ولكنه يغضون الطرف عنه حرصا على مصالحهم ومصالحهم فقط وليس محبة في الأردن وشعبها، لقد فتح الباب للمحاسبة الحقيقية ولن يغلق بعد ذلك أبدا، شاء من شاء وأبى من أبى، وأن ذلك له ما بعده من تداعيات لن تقف هذه الدولة التي تقتل شعبها على نار هادئة مكتوفة الأيدي وستوغل في الاعتقالات والاجرام، وإن غدا لناظره لقريب.
محمد بني صخر/ الولايات المتحده
الأحد، 04-04-2021 03:56 ص
والله فيديو الامير حمزه ماهو مقنع مجرد تلاعب بعواطف الناس..لانه الموضوع انكشف...قبل اشهر صحيفه اسرائيليه كتب مقال عن نظام الحكم بالاردن ...ولخصت انه اسرائيل تفضل التعامل مع شخص كالامير حمزه...