صحافة دولية

غازيتا الروسية: تركيا تسعى لتوحيد ترابط دول آسيا الوسطى

تأسس مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية في تشرين الأول/أكتوبر سنة 2009- الأناضول
تأسس مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية في تشرين الأول/أكتوبر سنة 2009- الأناضول

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن سعي تركيا إلى زيادة نفوذها في آسيا الوسطى، من خلال ما كشفت عنه القمة الأخيرة لمجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية، أو ما يعرف بالمجلس التركي.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المشاريع المقترحة في القمة من شأنها تقريب بلدان المنطقة من بعضها البعض في المستقبل، الأمر الذي يتضارب تماما مع مصالح موسكو.

 

وشارك رؤساء تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان في قمة غير رسمية لمجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية التي انعقدت في 31 آذار/مارس.

 

وإلى جانب هؤلاء، حضر كل من رئيس تركمانستان الاجتماع على الرغم من أنه ليس عضوا في المنظمة، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، ورئيس كازاخستان السابق، نور سلطان نزارباييف.

وأضافت الصحيفة أنه خلال القمة وقع الإدلاء بعدد من البيانات السياسية البارزة، ناهيك عن ترحيب جميع القادة بتحرير الأراضي الأذربيجانية من الاحتلال العسكري.

 

إلى جانب ذلك، وافق المشاركون في القمة على إعادة تشكيل المجلس التركي، الاقتراح الذي قدمه نزارباييف خلال السنوات السابقة.

 

وبناء على ذلك، سيتم الاتفاق على الاسم النهائي في القمة الثامنة المقرر عقدها في تركيا أواخر السنة الحالية.

 

اقرأ أيضا : ما أهمية "ممر ناختشيفان" لأنقرة و"المجلس التركي"؟

 

وبينما دعا الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توكاييف، في خطابه إلى تحديث الحضارة التركية، أعلن زعيم أوزبكستان، شوكت ميرزيوييف، عن مرحلة جديدة في تاريخ المنظمة، مشيرا إلى أن الدول الناطقة بالتركية مستعدة لمواجهة جميع الاختبارات والتهديدات التي تعترضها.

كل شيء قد تم بالفعل

ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في الشؤون التركية بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيكتور نادين رايفسكي، أن نتائج القمة لا تعتبر مفاجئة، حيث تُعدّ بمثابة محاولة فعلية لتنفيذ المشروع التركي على أرض الواقع.

 

في الوقت نفسه، يشير الباحث إلى المحاولات واسعة النطاق لتعزيز القومية التركية من خلال القوة الناعمة في التسعينات.

وصرّح رايفسكي قائلا: "بعد دعوة فتح الله غولن، الواعظ والعدو الرئيسي الحالي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشباب التركي للذهاب لتعليم الأتراك في آسيا، وقع إنشاء العديد من المدارس الثانوية التركية في بلدان آسيا الوسطى، بما في ذلك في باشكيريا وتتارستان وبورياتيا".

وتابع رايفسكي حديثه قائلا: في المقابل، لم تولِ روسيا مراكز إيديولوجية الوحدة التركية، الذين درسوا اللغة التركية، أهمية مما أدى إلى انتشار الأفكار المعادية لروسيا.

 

وبحلول سنة 2008، أُغلقت المدارس الثانوية التركية في جميع أنحاء روسيا باستثناء تتارستان، التي اختارت إعادة تسمية بعض المدارس وتغيير معظم المعلمين الذين يعتبرون من خريجي مدارس غولن الثانوية.

التآخي الاقتصادي


أوردت الصحيفة أن دول المجلس التركي أحرزت تقدما في التعاون الاقتصادي، حيث وقع إدراج إنشاء صندوق الاستثمار والتكامل التركي ضمن جدول الأعمال.

 

إلى جانب ذلك، تعمل البلدان على تطوير وثيقة "رؤية العالم التركي لعام 2040". وفي هذا الإطار، اقترح توكاييف إنشاء منطقة اقتصادية خاصة مشتركة للدول التركية في تركستان، ما من شأنه أن يساعد على تعزيز التجارة المحلية، التي تراجعت عام 2020 بسبب الوباء. علاوة على ذلك، تطرق القادة إلى طرق العمل لمساعدة بعضهم البعض على مجابهة فيروس كورونا.

بدوره، أشار رئيس أوزبكستان إلى أهمية ضمان الوصول إلى الأسواق العالمية الرئيسية، بما في ذلك الصين والهند وباكستان ودول آسيوية أخرى عبر آسيا الوسطى، بالإضافة إلى الدول الأوروبية عبر أذربيجان وتركيا.

 

كما أولت دول المجلس التركي اهتماما خاصا بالمشاريع الثقافية. لذلك، اقترح توكاييف إنشاء فضاء ثقافي وتعليمي مشترك، معتبرا أنه يمكن تنفيذ هذه المبادرة عبر إنشاء مؤسسة تعليمية تحت اسم "الأتراك العظماء". من جانبه، يعتقد رايفسكي أن الكازاخيين لا يفهمون اللغة التركية جيدًا بسبب اختلاف تاريخ الشعوب.

لا توجد مساحة كافية للجميع


تأسس مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية في تشرين الأول/أكتوبر سنة 2009، حيث كان الهدف الرئيسي من ذلك يتمثل في تطوير التعاون الشامل.

 

وفي السنة نفسها، عبّر أردوغان عن رغبته في اندماج هذه الدول الستّ في دولة واحدة. وتجدر الإشارة إلى أن كازاخستان وقيرغيزستان عضوان في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وتُعتبران حليفتين لروسيا.

 

من جهته، أفاد مدير مركز دراسات تركيا الحديثة والباحث بمعهد الدراسات الشرقية بروسيا، آمور جادجييف، أن تركيا لا تشكل بعد تهديدا سياسيا مباشرا لمصالح روسيا.

وأضاف جادجييف قائلا إن "اقتراح جعل مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية منظمة كاملة يُعتبر في الواقع طلبا جادا. لكن في ظل غياب تركمانستان، تظل الفكرة غير مكتملة".

 

وفي الوقت نفسه، يعتقد جادجييف بأن المنافسة الاقتصادية بين روسيا وتركيا تعد أمرا لا مفر منه، حيث أكدت القمة الأخيرة للمجلس التركي أن المشاركين فيها يميلون إلى تحقيق تكامل أوثق.

التعليقات (1)
عربي
السبت، 03-04-2021 06:43 ص
اليوم تركيا أحتاج لابناءها في كل شبر من المعمورة واخواننا العرب لذا على الدول لست ان يتوحدوا لان في الاتحاد قوة