هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا حول أمراء عائلة آل نهيان الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة، ورحلاتهم إلى باكستان لممارسة الصيد هناك، وأثر ذلك على الحياة البرية، والعلاقات السياسية بين البلدين أيضا.
وتقول إن
القصة بدأت في عام 1983 عندما أرسل صاحب مكتب تأجير سيارات في بلدة بسني
الباكستانية الساحلية، ابنه حنيف من أجل معاينة سيارة مهمتها أن تقل شيخا إماراتيا
أتى لممارسة صيد الحباري، وتدرج حنيف في خدمة الشيوخ في كل مرة يزورون فيها باكستان.
وأشارت إلى أن
أعداد هذه الطيور التي تشبه في حجمها الديك الرومي، ويقال إن لحمها يزيد القدرة
الجنسية، بدأت بالتراجع وأصبح صيدها مثار قلق، بسبب أنها باتت مهددة بالانقراض.
وتابعت: "هناك جهات نافذة وقوية في باكستان تحمي عمليات الصيد
السرية المستمرة على مدار عقود من الزمن لتعزيز علاقاتها مع الأوساط المتنفذة في
دول الخليج الغنية".
وتبرر هذه
الجهات رحلات صيد هذه الطيور في باكستان بحجة أنها توفر فرص عمل واستثمار في أمس
الحاجة إليها.
ونقلت عن مطلعين قولهم بأنه ليس واضحا ما تجنيه باكستان
من هذه الرحلات، وأن أمراء الخليج يقومون بالرحلات من أجل اللهو والمتعة فقط.
وزارت "بي بي سي" الحاج حنيف مساعد الاستعدادات الفخمة لاستقبال الشيوخ الإماراتيين، حيث أقلت سيارة تحمل لوحة
إماراتية الفريق، واتجهوا إلى قصر وسط منطقة قاحلة.
وأشارت إلى أنه "يوفر أصحاب القصر فرص عملٍ للعشرات من السكان المحليين.
ورأينا عند وصولنا، رجالاً يهتمون بصقور الشيخ وآخرون ينظفون المطبخ أو يصلحون
سيارات الدفع الرباعي في مرآب ضخم".
"وبالإضافة إلى
الرجال الذين يهتمون بالصقور والحمام الذي يستخدم في تدريب هذه الصقور، هناك ثلاثة
رجال يهتمون بالحديقة التي تضم أشجار الليمون الخاصة بالشيخ، وشخص مسؤول عن غسيل
الملابس، وطهاة وعمال النظافة وخدمة السيارات".
كما وظفوا شخصاً
يقوم بجولة في المنطقة المجاورة على دراجة نارية لرصد طيور الحبارى، كي لا يضطر
الشيخ إلى قيادة السيارة لمسافات طويلة.
أما قصة الصيد فقد كانت بدعوة رسمية من باكستان في عام
1973 لشيوخ الخليج للقدوم والصيد في باكستان، وفي 1989 أضفت طابعا رسميا على
الزيارات وخصصت منطقة لكل أسرة من أسر الخليج الحاكمة.
وكانت كل من
بسني وبنجغور وجوادر من نصيب أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة،
وكانت منطقة جهال جهاو في منطقة عواران إلى الشرق على طول الساحل من نصيب شيوخ
قطر، وشاغي، إلى الشمال لشيوخ المملكة العربية السعودية.
وأشار التقرير إلى أنه "لا يوافق الكثيرون في باكستان على ما يرون أنه مجرد
استرضاء لـ "السادة" ، لكن بالنسبة للبعض يعتبر ذلك وسيلة لإقامة علاقات
أفضل مع الدول الشقيقة. فقد اعتمدت باكستان على مر السنين بشكل كبير على دول
الخليج الغنية بالنفط، حيث تلقت منها مبالغ ضخمة على شكل قروض واستثمارات".
وقال متحدث
سابق باسم وزارة الخارجية الباكستانية إنهم حاولوا وضع حد لهذه المسألة
"المحرجة برمتها" لكن دون جدوى.
وأضاف:
"يدرك الكثير من المسؤولين الحكوميين تماماً أن هذه الرحلات بلا فائدة وغير
مثمرة لنا على الصعيد الدبلوماسي، لكن القوى المؤثرة هي التي قررت الاستمرار في
ذلك".
وفي عام 2020 أدرجت دولة الإمارات باكستان في قائمة البلدان التي لم يعد مواطنوها يحصلون على
تأشيرات للعمل في الإمارات، حيث تعتبر التحويلات المالية التي يرسلها الباكستانيون
في الإمارات مصدر دخل ملايين الأسر.
ورأى الخبراء
أن الخطوة وسيلة للضغط على باكستان بشأن قضايا مثل العلاقة مع إسرائيل والنزاع في
كشمير، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء عمران خان.