صحافة إسرائيلية

ما تداعيات اتفاق النفط الصيني الإيراني على إسرائيل والخليج؟

وقعت بكين وطهران اتفاقية تعاون لزيادة كمية النفط الإيراني المتدفق للصين عشر مرات- جيتي
وقعت بكين وطهران اتفاقية تعاون لزيادة كمية النفط الإيراني المتدفق للصين عشر مرات- جيتي

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "ما شهده الأسبوع الماضي من أحداث إيرانية بامتياز جعلته أسبوعاً ناجحاً لها، سواء الهجوم على سفينة مملوكة لإسرائيل في بحر العرب، أو توقيع اتفاقية تعاون مع الصين، الذي ينص على زيادة الصين لكمية النفط الإيراني المتدفق إليها عشر مرات منذ بداية العام، ما أوجد أمام الولايات المتحدة وإسرائيل معضلة تتعلق بكيفية التصرف تجاه الصين، وسؤالا مهما حول الخطوة التالية لهما".


وأضاف أمير بار-شالوم بمقاله على موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21"، أن "التقييم الإسرائيلي يتمثل في أن إيران تسجل جملة من الإنجازات، تشير في معظمها إلى أنها في الطريق لأن تكون قوة إقليمية متزايدة، لاسيما في ظل الرسائل غير الواضحة القادمة من واشنطن، لكن هناك حقيقة واحدة لا جدال فيها، وهي أنه كما كانت روسيا وسوريا في عهد باراك أوباما، فإننا أمام الصين وإيران في عهد دونالد ترامب وجو بايدن". 


وأوضح بار-شالوم، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، وكان غطى معظم حروب المنطقة، أن "السلوك الصيني تجاه إيران، ترك آثارا سلبية في إسرائيل، ويتزامن مع السياسة الخارجية الصينية في الخليج، خاصة السعودية، التي تعاني من كتف بارد منذ دخول بايدن البيت الأبيض، مع رغبة صينية بالتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي منطقة بقيت عمليًا بدون راع حقيقي منذ توقيع اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية مع دول الخليج". 


وأكد أن "المعطيات الاقتصادية المتوفرة في إسرائيل تحذر من أن اتفاقية الصين مع إيران بمثابة شريان حياة لصناعة النفط، حيث يأتي أكثر من نصف استهلاكها منه في الشرق الأقصى من الخليج العربي، وسيكون دخول إيران لسلسلة التوريد الصينية على حساب دول الخليج، والهدف الرئيسي إلحاق الضرر بالسعودية، ولم ينتظر الجانبان، إيران والصين، حقًا توقيع الاتفاقية من أجل زيادة وتيرة تجارة النفط بينهما". 


وأشار إلى أن "التخوف الإسرائيلي الجدي من الاتفاقية بين الصين وإيران في كونها تتضمن بُعدًا عسكريًا أيضا، لكن من غير الواضح حاليًا ما إذا كان هذا دعمًا استراتيجيًا، أم إنه سيكون مجرد تعاون في تطوير وإنتاج الأسلحة، ومهما كان الأمر، فإن التوقيع ذاته على الاتفاقية يعزز إلى حد كبير موقف إيران الإقليمي، الأمر الذي يترجم إلى جرأة متزايدة تجاه إسرائيل".


وأضاف أن "حرب الظلال التي تشنها إيران وإسرائيل على بعضهما البعض في البحر المتوسط وبحر العرب والخليج العربي لن تتلاشى بموجب هذا الاتفاق الصيني، وفي هذا السياق يجب الانتباه إلى لاعب آخر وهو الولايات المتحدة، فإسرائيل تدرك جيداً البطاقة الصفراء التي أصدرتها واشنطن لها حول نطاق النشاط الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية في البحر".


وختم الكاتب  بالقول إن "الاتفاق الصيني الإيراني يعني أن الكرة الآن باتت في الجانب الإسرائيلي، فهل سترد إسرائيل على الاتفاق؟ وفي حال قررت الرد، فكيف سيكون، وإلى أي مدى ستفعل ذلك في مواجهة الظروف الجديدة؟". 

 

التعليقات (0)