حقوق وحريات

تقرير: لا حل باليمن إذا تم إغفال المسار الحقوقي والقانوني

منظمة سام: أية محاولة أممية أو فردية لحل الصراع في اليمن يجب أن تنطلق من احترام حقوق المواطنين (سام)
منظمة سام: أية محاولة أممية أو فردية لحل الصراع في اليمن يجب أن تنطلق من احترام حقوق المواطنين (سام)

قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات "إنها تشعر بخيبة الأمل من تكرار إغفال المجتمع الدولي والدول التي تتقدم بمبادرات لحل النزاع في اليمن المسار الحقوقي والقانوني"، مؤكدة على أن أية محاولة أممية أو فردية من قبل الدول لحل الصراع في اليمن يجب أن تنطلق من احترام حقوق المواطنين اليمنيين والاقتضاء من المخالفين.

وقالت المنظمة في بيان صحفي لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، إنها تابعت عن كثب إعلان المملكة العربية السعودية مبادرتها لوقف إطلاق النار في اليمن والبدء في وضع حلول لإنهاء الصراع الممتد منذ سنوات، لكنها تأسف في نفس الوقت أن المبادرة الأخيرة جاءت في سياق ممتد لسابقاتها من المبادرات والتي تضع الحلول السياسية لحل النزاع الدائر، متجاهلة تأثير تلك السنوات على المدنيين اليمنيين من انتهاكات غير مبررة واعتداءات بالجملة كانت ـ ولا زالت ـ آثارها إلى هذا اليوم.

وشددت "سام" على أن أية مبادرة لا تنطلق من المسار الحقوقي والقانوني هي محاولة للالتفاف على حقوق ملايين اليمنيين واستخفاف بما تعرضوا له من اعتداءات على الحياة والسلامة الجسدية والتي كانت تنتهك من خلال عمليات القتل المباشر، والقصف العشوائي، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والتهجير القسري، وتجنيد الأطفال، والاعتداء على النساء، وتدمير الأعيان والمنشآت المدنية.

وأشارت "سام" إلى أن أغلب المبادرات التي تتقدم بها الدول بما فيها المبادرة التي تقدمت بها المملكة السعودية لاقتراح حلول سياسية، تغفل المسار الحقوقي والقانوني لحل الصراع في اليمن، مشيرة إلى أن هؤلاء الوسطاء بما فيهم السعودية والإمارات متورطون بممارسات وانتهاكات خطيرة ومدانة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحق اليمنيين، ومنها بيع أسلحة لأطراف الصراع، وإشراك المدنيين في الصراع الدائر على الحدود السعودية، وقيام الإمارات بإنشاء السجون السرية التي كانت شاهدة على تعذيب وقتل آلاف اليمنيين طوال السنوات الماضية، إضافة للانقلاب على الحكومة الشرعية في عدن.

وكشفت "سام" أنها تعمل مع نشطاء ومنظمات حقوقية لتشكيل تكتل حقوقي للضغط في اتجاه عدم إغفال المسار الحقوقي والقانوني في أية مبادرة لحل الأزمة في اليمن عبر مخاطباتها العديد من الجهات الحقوقية والدولية، مؤكدة في نفس الوقت على ضرورة مراعاة الدول أثناء طرحها لأية مبادرة بشكل رئيسي لحقوق اليمنيين الأساسية التي تم انتهاكها، والتأكيد على ضرورة تقديم المخالفين للجهات القضائية، ومن ثم الانطلاق نحو ترتيب البيت اليمني من خلال الدعوة للحوار الشامل والعمل على ضمانة إنشاء نظام ديموقراطي يلبي طموح وتطلعات الشعب اليمني.

والإثنين الماضي، أعلنت السعودية مبادرة لـ"حل الأزمة اليمنية"، تتضمن وقف إطلاق النار من جانب واحد، معربة عن أملها في استجابة الحوثيين "صونا للدماء اليمنية".

ودعت المملكة، الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة، ليتم تنفيذها تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة.

وبينما رحبت الحكومة اليمنية بالمبادرة السعودية فقد جاء موقف الحوثيين وفق تغريدة للمتحدث باسمهم محمد عبد السلام، عبر حسابه على تويتر، قائلا إن "‏أي مواقف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ 6 سنوات فهي غير جادة ولا جديد فيها".

وفي 18 آذار (مارس) الجاري، دعا مجلس الأمن الدولي، جميع الأطراف إلى العمل مع المبعوث الأممي إلى اليمن، دون شروط مسبقة من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ أيلول (سبتمبر) 2014.

 

إقرأ أيضا: السعودية تعلن مبادرة لوقف إطلاق نار باليمن.. و"الحوثي" ترد


التعليقات (0)