هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مجلة "فورين بوليسي" إن التدخل العسكري في ليبيا عام 2011 أدخل المنطقة في فوضى ونزاع استمر عقدا وأضعف ثقة الأمريكيين في حكمة استخدام القوة العسكرية لحماية الأرواح.
وفيما تساءلت المجلة، عن أسباب ما أسمتها "حساسية ليبيا" لدى الأمريكيين، لفتت إلى تباهي الرئيس السابق باراك أوباما أثناء الحملة الانتخابية لعام 2012 حيث قال إنه أطاح بالرئيس معمر القذافي و"بكلفة أقل مما ننفقه في أسبوعين بالعراق".
ورأت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" أن الثمن زاد منذ أن دفعت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي لتمرير قرار 1973 والذي أعطى صلاحية استخدام القوة لحماية المدنيين من الجرائم المحتملة التي كان سيرتكبها نظام القذافي.
وشددت المجلة على أن الفراغ الأمني ملأته جماعات متشددة ومهربو بشر وقوى إقليمية ودولية بشكل حول هذا البلد في شمال أفريقيا إلى مصدر للفوضى وعدم الاستقرار بالمنطقة.
"وأصبحت ليبيا بالنسبة للكثير من الأمريكيين صورة عن محدودية القوة الأمريكية وحماقة التدخل العسكري في مناطق بعيدة. وقوضت فكرة التدخل الإنساني في العالم ولا تزال تلاحق الرؤساء والدبلوماسيين الأمريكيين السابقين واللاحقين الذين ارتبطت مسيرتهم السياسية بليبيا". بحسب المجلة.
وأكدت "فورين بوليسي" أن ليبيا برزت كامتحان لإدارة جوزيف بايدن واستعدادها لتأكيد القوة الدبلوماسية الأمريكية وقيادتها للأزمة.
وبحسب ستيفاني ويليامز، المسؤولة السابقة في الخارجية والتي عملت حتى الشهر الماضي كممثلة للأمم المتحدة في ليبيا فإنه "من الناحية الجيو- استراتيجية تعتبر ليبيا مصلحة قومية حيوية للولايات المتحدة".
اقرأ أيضا: ديفيد هيرست: هناك إمكانية لتغيير التحالفات بالمنطقة.. ولكن
وقال جيفري فيلتمان، الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى سابقا: "لو واجهنا وضعا مثل ليبيا فسيكون من الصعب اتخاذ قرار كما في 2011".
وأضاف: "أعتقد أن السياسة في هذا البلد والتجارب في العراق وليبيا تقترح أننا لن نتدخل بنفس الطريقة، فسنواجه عواقب كارثة إنسانية والثمن الإنساني لقمع الديكتاتوريين".
وأشار إلى خطاب وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأخير الذي أكد فيه على نهج جديد يبتعد عن نشر الديمقراطية من خلال قوة السلاح أو التدخل العسكري. وقال: "لقد جربنا هذه الأساليب في الماضي، ولم تنجح مهما كانت نيتها الصادقة".
ويرى فيلتمان وويليامز وغيرهما من المراقبين أن إدارة بايدن لديها فرصة لمساعدة ليبيا ومنعها من الوقوع في الهاوية، وهذا يقتضي استثمارا دبلوماسيا كبيرا ومشاركة على مستوى عال.
وكان الكونغرس أعد مسودته التي تدعو إلى خروج القوات الأجنبية من ليبيا وفرض عقوبات على الأفراد الذين ينتهكون حظر الأمم المتحدة. لكن المشرعين يشكون في تردد إدارة بايدن أن تقوم بزيادة أعباء جديدة على سياستها في الشرق الأوسط.
وحول تخبط الإدارة الأمريكية السابقة في التعاطي مع الملف الليبي، قالت المجلة، إن الإدارة الأمريكية بثت رسائل متناقضة، فمن ناحية شجب مايك بومبيو، وزير الخارجية، هجوم حفتر الأخير على طرابلس، ومن جهة أخرى أعطى مستشار الأمن القومي جون بولتون إشارات عن دعم للهجوم.
وبعد ضغوط من مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة اتصل دونالد ترامب بحفتر و"اعترف بدوره المهم في مكافحة الإرهاب وتأمين المصادر النفطية الليبية"، ولكن أحلام حفتر بالنصر بددها التدخل التركي إلى جانب حكومة الوفاق الوطني.