هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلط تقرير إسرائيلي الضوء على الوجود الروسي الذي يخدم الاحتلال الإسرائيلي في سوريا، مشيرا إلى "صفقة التبادل" التي جرت بين تل أبيب ودمشق.
وقالت باحثة إسرائيلية إن "صفقة إعادة "الإسرائيلية" من سوريا شكلت تطورا إيجابيا للأطراف الثلاثة: "سوريا وإسرائيل وروسيا"، فالأخيرة رسخت مكانتها كوسيط في الشرق الأوسط، والنظام السوري يحاول الإفلات من العقوبات الأمريكية، "فيما تسعى إسرائيل وروسيا جاهدتين لإقامة علاقات مفيدة، لكن كل ذلك ستشهده الساحة السورية، مع دفع أثمان كبيرة".
وأضافت ميكي آرونسون، في مقالها على القناة 12، ترجمته "عربي21"، أنه "قبل أسابيع، وقعت إسرائيل اتفاقا مع سوريا عبر روسيا، يقضي بعودة امرأة إسرائيلية عبرت الحدود، وتم الكشف عن جزء سري من هذه الصفقة في وسائل الإعلام، صحيح أنها خضعت للرقابة في البداية من قبل إسرائيل، وفي الوقت ذاته نفته سوريا رسميا، وبموجبها تلقت روسيا أكثر من مليون دولار من إسرائيل لتمويل نقل لقاحات كورونا إلى سوريا".
وأوضحت آرونسون، رئيسة قسم السياسة الخارجية بمجلس الأمن القومي، والباحثة بمعهد القدس للاستراتيجية والأمن (JISS)، أنه "إذا كانت التقارير دقيقة، فقد أسفرت الصفقة عن نتيجة إيجابية للأطراف الثلاثة، فروسيا رسخت مكانتها كلاعب ووسيط رئيسي في الشرق الأوسط، وزادت علاقاتها الطيبة مع الطرفين المعاديين: إسرائيل وسوريا، ما يعكس قدرتها على الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع أطراف النزاع".
وأشارت إلى أن "الصفقة الحالية مع سوريا سبقها صفقتان أخريان مع روسيا، الأولى تمثلت بإعادة رفات الجندي الراحل زخاريا باومل من سوريا، وبحسب الروس، فإن ذلك ينطوي على تعريض حياة جنودهم للخطر في مناطق القتال، لكن من الواضح أنه تقديم الإيماءة الروسية الحالية مع ثمن مدفوع".
اقرأ أيضا: روسيا تنبش القبور بحثا عن رفات جاسوس إسرائيلي في سوريا
وأكدت أنه "من المعقول الافتراض أن الوسيط بين إسرائيل وسوريا ينبع من حقيقة أن قناة تلفزيونية روسية بثت للتو فيلما وثائقيا جديدا عن إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي المشنوق في سوريا، مع صدور تقارير متزايدة مؤخرا تفيد بأن الجنود الروس يساعدون في استعادته من داخل سوريا، ولذلك يجب على القيادة الإسرائيلية أن تتذكر ذلك بالنسبة لروسيا، رغم أنه "لا توجد وجبات مجانية في السياسة".
وأوضحت أن "روسيا بقيادة فلاديمير بوتين مهتمة بالحفاظ على علاقات بناءة مع إسرائيل، لأنها تفهم أن إسرائيل قد تضر بمصالحها في سوريا، وترى روسيا أهمية كبيرة في إعادة إعمار سوريا تحت حكم الأسد، لكن العقبة الرئيسية هي العقوبات على سوريا التي تفرضها الولايات المتحدة، ويمكن الافتراض أن روسيا ستسعى جاهدة مع إسرائيل لمساعد سوريا في ترويج نهج أكثر تساهلا يتعلق بالخنق الاقتصادي حول الأسد".
وأكدت أن "عدة دول في المنطقة، مثل الإمارات العربية المتحدة، عبرت عن دعمها للتعافي الاقتصادي السوري، ومع وجود التغييرات في الشرق الأوسط مثل توقيع اتفاقيات التطبيع، فقد يكون الاستعداد الإسرائيلي لعدم معارضة الدعم الاقتصادي الخليجي لسوريا، أو الامتناع عن التدخل في جهود إعادة الإعمار السورية، هدفا مرغوبا للروس، لكن مثل هذه السياسة الإسرائيلية قد تتعارض مع مواقف الولايات المتحدة اليوم".
وأضافت أنه "على افتراض أن روسيا مستعدة وقادرة على المساعدة في تعزيز المصالح الاستراتيجية لإسرائيل وحلفائها في الشرق الأوسط في سوريا، فإن السؤال المطروح هو عن تكلفة المساعدات الروسية خارج نطاق القضايا الإنسانية، مع التأكيد على الدعم، بشكل غير مباشر أيضا، للحد من النفوذ الإيراني، والانتشار في سوريا، وتهريب السلاح عبره إلى لبنان".