ملفات وتقارير

عقد على الثورة.. الحضور الدولي تنامى وعقّد المشهد السوري

اقتصر الحضور الدولي في أعوام الثورة الأولى على التصريحات والمواقف السياسية في حين كانت إيران ترسل مليشيات لدعم الأسد- يوتيوب
اقتصر الحضور الدولي في أعوام الثورة الأولى على التصريحات والمواقف السياسية في حين كانت إيران ترسل مليشيات لدعم الأسد- يوتيوب

شهدت الساحة السورية منذ اندلاع الثورة في منتصف آذار/ مارس 2011، تناميا لحضور اللاعبين الدوليين، الأمر الذي حوّل البلاد إلى ساحة لتبادل الرسائل بين تلك الأطراف.

واقتصر الحضور الدولي في أعوام الثورة الأولى على التصريحات والمواقف السياسية، باستثناء التدخل المباشر الإيراني، الذي بدأ بإرسال طهران مليشيات وكوادر عسكرية لدعم النظام السوري.

وبدت إيران الطرف الأكثر تحمسا للانخراط في ساحة الصراع العسكري، فكانت معركة "القصير" بريف حمص نقطة تحول واضحة في سلوك إيران، حيث قادت إيران و"حزب الله" تلك المعركة في العام 2013، بشكل واضح.

بموازاة تنامي الدور الإيراني العسكري، غاب الحضور العربي عن الساحة السورية، كما يؤكد الباحث في "مركز الحوار السوري" الدكتور محمد سالم لـ"عربي21"، الذي أشار إلى فشل مبادرات الجامعة العربية.

ويضيف أن العام 2013، شهد أكثر من واقعة عقّدت المسألة السورية، أولها إعلان إيران وحزب الله عن التدخل المباشر من خلال معركة القصير، وثانيها إعلان ولادة تنظيم الدولة، الذي مهد لتدخل دولي ضخم في العام 2014، وآخرها الهجوم الذي شنه النظام بالسلاح الكيماوي على غوطة دمشق.

وطبقا لسالم، فإن دخول "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة في العام 2014 إلى الساحة السورية، تحت هدف القضاء على تنظيم الدولة مثل ذروة التدخل الدولي.

في خريف العام 2015، أعلنت روسيا عن تدخلها العسكري المباشر لمساندة النظام، لتصبح بذلك الدولة العظمى الثانية المتواجدة في سوريا بعد الولايات المتحدة التي تحارب تنظيم الدولة، ما حيّد الأدوار الإقليمية، وأدى إلى تراجعها، حسب ما يؤكد الباحث.

ويضيف أن تركيا اضطرت هنا مع تعاظم دور التنظيمات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة على حدودها إلى التنسيق مع روسيا، ما قاد فيما بعد إلى دخول تركيا عسكريا إلى مناطق في شمال سوريا.

وبحسب سالم، فإن كل الأطراف الدولية أدخلت جيوشها إلى سوريا تحت ذريعة محاربة الإرهاب، موضحا أن "روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا، كلها تعلن أنها تحارب الإرهاب".

مناطق نفوذ ثابتة

أدى كل ذلك إلى تشكل ثلاث مناطق نفوذ في سوريا، منطقة يسيطر عليها النظام بدعم روسي وإيراني، وأخرى تسيطر عليها المعارضة بدعم تركي، ومنطقة أخيرة تسيطر عليها التنظيمات الكردية بدعم من الولايات المتحدة.

وعن ذلك يقول سالم، إن النفوذ الروسي والإيراني يأخذان منحى تصاعديا، على أكثر من صعيد (عسكريا واقتصاديا ومجتمعيا)، بخلاف الولايات المتحدة التي لا زال دورها متذبذبا، والتي لم تحسم بعد أمر وجودها في سوريا.

وحول الدور التركي، يقول الباحث: "تركيا بدأت تتخلص من التردد، وهذا ما أدى إلى ثبات مرحلي في مناطق النفوذ".

التدخل التركي نقطة فارقة

عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري، ياسر الفرحان، قال لـ"عربي21"، إن الثورة حظيت بتأييد دولي كبير في أعوامها الأولى، غير أن هذا التأييد لم يخرج عن إطار المواقف السياسية، في حين كانت إيران تمد النظام السوري بالسلاح والمقاتلين.

وأضاف أن الدعم السياسي للثورة السورية، لم يستطع أن يقابل الدعم العسكري من حلفاء النظام (روسيا، إيران)، بحيث ترك الشعب السوري عرضة للقتل دون دفاع.

في السياق، وصف الفرحان التدخل التركي بالنقطة الفارقة، التي غيرت الكثير من التوازنات، بحيث شعرت المعارضة للمرة الأولى في العام 2016، بوقوف دولة إلى جانبها، معتبرا أن "التدخل التركي أنقذ الشمال السوري من جرائم إبادة".

تحولات مرتقبة في المواقف

وفي قراءته لتطورات المواقف الدولية، بعد عقد على الثورة، رجح الفرحان أن تشهد المرحلة المقبلة تبدلا في المواقف لصالح الشعب السوري والمعارضة، مؤكدا أن النظام بات يشكل واحدا من الأعباء على روسيا.

وخلص عضو الهيئة السياسية إلى الإشارة إلى إدراك الجميع بأن الأسد غير قابل للتعويم مجددا.

تنظر المعارضة بإيجابية إلى المواقف الدولية المؤكدة على ضرورة تغيير النظام السوري، وتراهن على أن يشكل ذلك عامل ضغط لإطلاق المسار السياسي الذي من شأنه إنهاء مسيرة الألم السوري المستمر منذ عقد كامل.

 

اقرأ أيضا: عشر سنوات على الثورة.. أوضاع مآساوية للاجئين السوريين بلبنان


التعليقات (0)